لمحة تاريخية عن مدينة تطوان

تاريخ مدينة تطوان المغربية: استكشف تاريخها العريق، من العصور القديمة إلى العصر الحديث، وتعرف على أصول تسمياتها المختلفة.

نظرة عامة على تطوان

تعتبر تطوان مدينة مغربية ساحرة، تلقب بـ “الحمامة البيضاء”. يعود سبب هذه التسمية إلى وجود تمثال لحمامة بيضاء في قلب المدينة. تقع تطوان على ساحل البحر الأبيض المتوسط، في منطقة الريف الكبير، بين جبال الريف الشامخة ومرتفعات جبل درسة. تمتد المدينة على مساحة واسعة من سهل مرتيل، وتشتهر بأحيائها التي تعكس الطابع الأندلسي الأصيل. يقدر عدد سكانها بحوالي 277.516 نسمة، مع تزايد مستمر.

جذور المدينة في العصور الغابرة

تمتلك تطوان تاريخًا ضاربًا في القدم. تشير الدلائل الأثرية إلى وجود مدينة رومانية قديمة تسمى “تمودة” في الجانب الغربي من موقع المدينة الحالي. يعود تاريخ هذه المدينة إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وفقًا للحفريات والاكتشافات الأثرية. شهدت تمودة تدميرًا في عام 40 م نتيجة لأحداث ثورة إيديمون. بالإضافة إلى ذلك، تم بناء حصن روماني، ولا تزال بقايا أسواره ماثلة للعيان حتى اليوم.

يشير اسم “تطوان” إلى وجود المدينة منذ القرن الحادي عشر الميلادي، وفقًا للمصادر التاريخية. أعيد بناء المدينة كقلعة محصنة في أوائل القرن الرابع عشر، وبالتحديد في عام 1307 م. يذكر أن الهدف من بناء القلعة كان استخدامها كنقطة انطلاق لتحرير مدينة سبتة. خلال تلك الحروب، قام الملك الإسباني هنري الثالث بتدمير المدينة بالكامل في عام 1399 م.

تطوان في الزمن المعاصر

يبدأ تاريخ تطوان الحديث في أواخر القرن الخامس عشر، بعد سقوط غرناطة عام 1492 م على يد الملوك الكاثوليك. يعود الفضل في بنائها إلى سيدي علي المنظري، أحد أبرز رموز المدينة. استقر آلاف المسلمين واليهود في شمال المغرب بعد خروجهم من الأندلس، مما أدى إلى ازدهار المدينة ونموها في مختلف المجالات. أصبحت تطوان مركزًا لاستقبال الحضارة الأندلسية.

تركت المواجهات العسكرية مع البرتغاليين والإسبان خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين أثرًا على العمارة في المدينة. شكلت أساطيل تطوان تهديدًا لمصالح العدو الخارجي، مما استدعى بناء قلاع وأسوار للدفاع عن المدينة. بالإضافة إلى ذلك، ازدهرت التجارة المغربية مع بعض الدول الأوروبية مثل إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، وكانت تمر جميعها عبر المدينة، التي كانت في ذلك الوقت من أهم الموانئ في المغرب.

دلالات أسماء المدينة

ورد اسم المدينة في الكتب والوثائق الرسمية بسبع صيغ مختلفة، تعكس التنوع اللغوي والثقافي الذي يميز المنطقة:

  • تطوان: الصيغة الأكثر شيوعًا واستخدامًا، والتي كانت مستعملة في القرن الثامن الهجري.
  • تطاون: الصيغة التي ينطق بها سكان المدينة والبلاد المغربية عمومًا.
  • تطاوين: الصيغة التي تظهر في العديد من الوثائق والرسوم العدلية القديمة.
  • تيطاوين: وردت هذه الصيغة في تاريخ ابن خلدون، وكتاب البيدق الذي أُلِّف خلال القرن السادس، وكتاب النفحة المسكيّة الذي أُلِّف خلال القرن العاشر.
  • تطاوان: هي الصيغة التي ذكرها أبو عبيد الأندلسيّ في كتابه المسالك والممالك خلال القرن الخامس.
  • تيطاوان:هي الصيغة التي وردت في كتاب البكريّ أيضاً، وكتاب الاستبصار اللذين أُلّفا خلال القرن السادس.
  • تيطاون:هي الصيغة التي ذكرها المراكشيّ في كتابه (البيان المغرب في أخبار المغرب) بحوادث سنة 347م.
Total
0
Shares
المقال السابق

لمحة عن تاريخ مدينة قسنطينة

المقال التالي

نظرة على تاريخ مدينة جيجل العريقة

مقالات مشابهة