سبب إطلاق لقب “كليم الله” على موسى
منح الله سبحانه وتعالى النبي موسى عليه السلام نعمة عظيمة لم يُمنحها لغيره، ألا وهي التكليم المباشر على الأرض. هذا التكريم الإلهي له حكمة بالغة لا يعلمها إلا الله. لذا، سُمي موسى بكليم الله، تكريماً إلهياً مباشراً، دون واسطة، بخلاف باقي الأنبياء والرسل. يؤكد هذا القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [١]. ويشير القرآن الكريم أيضاً إلى هذا التفضيل بقوله: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [٢]. هذا التخصيص الإلهي لم يُمنح إلا لموسى عليه السلام، مما جعله يُلقب بالكليم، أو كليم الرحمن، أو كليم الله [٣].
مكانة النبي موسى في التاريخ الإسلامي
لِنبي الله موسى عليه السلام مكانة سامية في تاريخ الشرائع السماوية. تميزت رسالته بخصائص فريدة. يرى بعض العلماء أن رسالته كانت من أصعب الرسالات بعد رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نظراً لصعوبة المهمة التي حملها، إذ كان مبعوثاً إلى فرعون، أعظم طاغية في عصره، وقومه الذين تمسكوا بعقائدهم القديمة. تطلبت هذه المهمة جهداً عظيماً ودعوة متواصلة [٧].
من هم أولو العزم من الرسل؟
أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أولي العزم من الرسل خمسة: نوح، وعيسى، وموسى، وإبراهيم، ومحمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين.
حكمة موسى وعلمه الواسع
تميز موسى عليه السلام بحكمته وعلمه الواسع، كما جاء في قول الله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين} [٩].
براءة موسى من افتراء أعدائه
يؤكد الله تعالى براءة موسى من أقاويل أعدائه بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّـهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} [١٠].
التفصيل الإلهي والهداية الربانية
يُبين القرآن الكريم أن الله تعالى أنزل على موسى الكتاب كاملاً، مُفصلاً لكل شيء، مُرشداً، ورحمة لعباده، ليؤمنوا بلقاء ربهم، كما جاء في قوله تعالى: {ثُمَّ آتَينا موسَى الكِتابَ تَمامًا عَلَى الَّذي أَحسَنَ وَتَفصيلًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً لَعَلَّهُم بِلِقاءِ رَبِّهِم يُؤمِنونَ} [١١].
غفران الله لخطيئة موسى
شهد الله تعالى بغفران خطيئة موسى عليه السلام، كما جاء في قوله: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ} [١٢]. وقد أكرمه الله تعالى بقبول دعائه.
المراجع: [١] سورة النساء، آية:164. [٢] سورة البقرة، آية:253. [٣] أحمد بن عمر الحازمي،كتاب شرح سلم الوصول في علم الأصول. [٤]سورة طه، آية:11-13. [٥]مجموعة من المؤلفين،كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية. [٦]عبد الكريم يونس الخطيب،التفسير القرآني للقرآن. [٧] سعيد حوى،الأساس في التفسير. [٨]عبد الله المعتاز،أولو العزم من الرسل. [٩] سورة القصص، آية:14. [١٠] سورة الأحزاب، آية:69. [١١] سورة الأنعام، آية:154. [١٢] سورة القصص، آية:16