جدول المحتويات
لقب “الفاروق”: تمييز بين الحق والباطل
لُقّب عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالفاروق، وهو لقب يدل على تمييزه بين الحق والباطل. فقد أطلق عليه هذا اللقب لكون الله سبحانه وتعالى فرق به بين الكفر والإيمان. كان عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، ينتسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي بن غالب.
يُكنّى بأبي حفص، وكان ثاني الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة. تميز رضي الله عنه بالعدل، والإنصاف، والزهد، والتواضع.
حياة عمر قبل دخوله الإسلام
نشأ عمر بن الخطاب في قريش، مثل باقي أبناء القبيلة. كان بارزاً بذكائه وتعلّمه للقراءة، لكنه تربّى على البساطة والعيش البسيط، بعيداً عن الترف والغنى. كان يرعى إبل والده، وأغنام خالاته من بني مخزوم.
أثرت مهنة رعي الأغنام على شخصيته، ف اكتسب منها قوة التحمل، وشدة البأس، إلى جانب براعته في المصارعة، وركوب الخيل، والفروسية. حرص عمر بن الخطاب على حضور أسواق العرب الكبرى كسوق عكاظ، وسوق ذي المجاز، وسوق جنة. استفاد من تلك الأسواق في التجارة، وفهم تاريخ العرب، ومعرفة ما كان يحدث بين القبائل العربية.
عمل عمر بالتجارة حتى أصبح من أثرياء مكة، واكتسب مكانة كبيرة في قريش. ساعده تاريخ أجداده في تحقيق هذه المكانة، فكان جدّه نفيل بن عبد العزة يُحكم في نزاعاتهم. و جدّه الأكبر كعب بن لؤي كان يتمتع بمكانة عظيمة بين العرب، مما جعل قريش تلجأ إليه لحلّ نزاعاتهم.
عُرف عمر بن الخطاب بدفاعه عن عادات، وتقاليد، وعبادات قريش، مما دفعه لمحاربة المسلمين في بداية الدعوة الإسلامية.
دخول عمر بن الخطاب في الإسلام
أخت عمر بن الخطاب، فاطمة بنت الخطاب، وزوجها سعيد بن يزيد بن عمرو العدويّ، كانا سبباً في دخوله في الإسلام. عندما علم عمر بإسلامهما ذهب لبيتها، وكان خباب بن الأرت يقرأ لهما القرآن. عندما سمعوا صوت عمر، اختبأ خباب، وأخفت فاطمة صحيفة القرآن تحت فخذيها.
سأل عمر فاطمة: (ما هذه الهينمة؟! قالت: سمعت شيئاً؟ قال: بلى، قد أخبرت أنّكما تابعتما محمداً). ضربهم عمر، فأخبرته أخته بأنّهما أسلما وآمنا بالله وبرسوله. عندما رأى عمر الدماء تسيل من أخته ندم على ضربها. طلب منها صحيفة القرآن حتى يرى إلى ماذا يدعو محمد.
خافت فاطمة على الصحيفة، فأخبرته بأنّه كافر غير طاهر، ويجب عليه أن يتطهّر قبل أن يأخذها. اغتسل عمر ثمّ أعطته الصحيفة وقرأها. كانت سورة طه، وبعد أن قرأها قال: (ما أحسَن هذا الكلام وأكرمَه).[٤]
عندما سمع خباب بذلك، خرج من مخبئه وطلب منه عمر أن يدلّه على مكان محمد عليه الصلاة والسلام؛ ليعلن إسلامه. ذهب عمر للرسول حاملاً سيفه، وعندما وصل طرق الباب فقام رجل من صحابة الرسول، نظر عبر الباب، فرآه حاملاً سيفه، فأخبر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: (اسمح له بالدخول، فإذا كان يريد خيراً لبّينا له طلبه، وإذا كان يريد الشر نقتله بسيفه). ذهب النبي عليه الصلاة والسلام لاستقبال عمر، وسأله عن سبب قدومه. أخبره عمر بأنه أتى ليعلن إسلامه، فكبّر الرسول عليه الصلاة والسلام تكبيرة جعلت من في البيت يعلم بإسلام عمر رضي الله عنه.
المراجع
- “عمر بن الخطاب ـ الفاروق ـ”،www.islamweb.net، 5-4-2014، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2018. بتصرّف.
- رواه الالباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر و عصمة بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5284، حسن.
- علي محمد محمد الصلابي (2002)،أمير المؤمنين عمر بن الخطاب(الطبعة الاولى)، الشارقة: مكتبة الصحابة ، صفحة 17-20. بتصرّف.
- أبعبدالله بن محمد الطيار (29-10-2017)،”فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه”،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2018. بتصرّف.