فهرس المحتويات
ما هي لغة الإشارة؟
لغة الإشارة هي نظام تواصل بصري قائم على الإيماءات والحركات اليدوية، يستخدمه بشكل رئيسي الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع أو الصمم. فهي وسيلة فعّالة للتعبير عن الأفكار والمشاعر، وتتيح التواصل مع الآخرين بطريقة سلسة وواضحة. يتمثل جوهر هذه اللغة في الربط المباشر بين الحركة والمعنى.
يُعدّ الباحث ريكوف، المتخصص في تعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، من أبرز من ساهم في تطوير فهمنا لهذه اللغة، مشيراً إلى تطورها الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية بفضل جهود رواد في مجال تربية الأطفال الصمّ، مثل الدكتور ماسون كوجزل والدكتور توماس جاليدت، الذي نقل خبراته من فرنسا إلى أمريكا، مساهماً في نشر لغة الإشارة الفرنسية هناك.
تاريخ لغة الإشارة
بدأ استخدام لغة الإشارة بشكل منهجي في القرن الثامن عشر. فقد استخدم الطبيب الأمريكي دي ليبيه هذه الطريقة مع الأطفال الصمّ، لتكون نواة لتطوير أنظمة لغة الإشارة في مختلف أنحاء العالم. شهد عام 1975م نقطة تحوّل مهمة، مع ظهور لغة الإشارة الأمريكية، التي مهدت الطريق لانتشار هذه اللغة في أوروبا والعالم أجمع. تلتها لغات إشارة أخرى، مثل لغات الإشارة البريطانية والفرنسية والسويدية.
أساليب التواصل في لغة الإشارة
تتضمن لغة الإشارة عدة أساليب للتواصل الفعال، منها:
- حركات اليدين: تشمل حركات الأصابع التي تمثل الحروف والأرقام، بالإضافة إلى إيماءات يدوية أكثر تعقيداً للتعبير عن مفاهيم مختلفة.
- تعابير الوجه: تلعب تعابير الوجه دوراً حاسماً في نقل المشاعر، وتُستخدم مع حركات اليدين لإضافة طبقات دلالية جديدة.
- حركات الشفاه: رغم أنها لا تعتبر جزءاً أساسياً من لغة الإشارة، إلا أنها تُستخدم أحياناً مع الإيماءات اليدوية، خاصة في بعض أنظمة لغة الإشارة المتقدمة.
- حركة الجسم: تُستخدم حركات الجسم الكبرى، كحركات الكتف أو الرأس، لإضافة تأثيرات إيضاحية وتعزيز المعنى المراد إيصاله.
تجدر الإشارة إلى أن أساليب لغة الإشارة تختلف من بلد إلى آخر، مما يعكس تنوع الثقافات والتقاليد.
أمثلة على إشارات لغة الإشارة
لتوضيح استخدام لغة الإشارة، إليك بعض الأمثلة البسيطة:
- كلمة “أب”: تُفتح راحة اليد اليمنى، ويُضمّ الإبهام إلى الداخل، وتُوضع اليد بشكل مائل بين الشفة السفلى والذقن.
- كلمة “أم”: تُضمّ راحة اليد اليمنى ما عدا السبابة، وتُوضع مقدمة سبابة اليد اليمنى بين الشفتين كرمز للرضاعة.
تغطي لغة الإشارة الأميركية مواضيع واسعة، تتضمن العلاقات الاجتماعية، الضمائر، الزمن، العمليات العقلية، المشاعر، المهن، المال، الحركات الجسدية، المتضادات، الأماكن، الاتجاهات، الأفعال، الجوانب التربوية، الأثاث، الدول، المدن، الحيوانات، والأعداد، وغيرها الكثير.
لغة الأصابع، كجزء مكمل، تُستخدم لتمثيل الحروف الهجائية، مما يُسهّل التعبير عن الكلمات المعقدة أو الأسماء التي يصعب التعبير عنها بإشارات لغة الإشارة التقليدية. يمكن دمج لغة الأصابع مع لغة الإشارة لخلق جمل أكثر شمولية.