المحتويات:
مقدمة
لا يوجد فحص مُحدد للكشف عن الصداع النصفي. غالبًا ما يستند التعرف على الحالة إلى تكرار الصداع وأعراضه المصاحبة. تجدر الإشارة إلى أن أعراض الصداع النصفي قد تكون غير منتظمة. في بعض الأحيان، قد تحدث نوبات الصداع النصفي دون ظهور أي أعراض أخرى. لذلك، قد يستغرق التعرف الدقيق على الحالة بعض الوقت.
ينبغي على الشخص الذي يعاني من صداع متكرر أو أعراض أخرى تشير إلى احتمال الإصابة بالشقيقة مراجعة الطبيب للتحقق من التشخيص. الحصول على تشخيص دقيق أمر بالغ الأهمية لبدء العلاج المناسب الذي يخفف من الأعراض ويساعد في الوقاية من النوبات المتكررة. يجب على الطبيب المختص أيضًا أن يأخذ في الاعتبار الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض عند تحديد العلاج الأنسب للشقيقة.
دور الطبيب في تحديد الشقيقة
نظرًا لعدم وجود اختبار حاسم للشقيقة، يعتمد الطبيب بشكل كبير على تاريخ المريض الطبي واستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للصداع المتكرر. يشمل ذلك عادةً ما يلي:
- تاريخ مفصل للصداع والأعراض الأخرى: يتضمن ذلك تحليل خصائص الصداع مثل عدد مرات حدوثه، وشدة الألم، والأعراض المصاحبة، وتأثيره على الأنشطة اليومية. من المهم أيضًا معرفة التاريخ العائلي للصداع.
- فحص شامل: بما في ذلك تقييم عصبي كامل. يمكن أن تساعد بعض التقنيات مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو تخطيط كهربية الدماغ (EEG) واختبارات الدم الروتينية في استبعاد الأسباب الأخرى للصداع، ولكنها لا تستخدم مباشرة لتشخيص الشقيقة.
التعرف على الشقيقة بدون أورة
يُصيب الصداع النصفي غير المصحوب بأورة حوالي 70-75% من مرضى الصداع النصفي. هذا النوع هو الأكثر شيوعًا. يتم التعرف على الصداع النصفي غير المصحوب بأورة بعد ملاحظة خمس نوبات صداع على الأقل، حيث تحقق كل نوبة المعايير التالية:
- تستمر النوبات لمدة تتراوح بين 4 و 72 ساعة، شريطة ألا يكون المريض قد تلقى علاجًا أو تلقى علاجًا غير صحيح.
- يتميز الصداع بسمتين أو أكثر مما يلي:
- الشعور بالصداع في جانب واحد من الرأس.
- أن يكون الصداع نابضًا.
- تتراوح شدة الصداع بين المتوسطة والشديدة.
- زيادة حدة الصداع بسبب النشاط البدني الروتيني أو تجنب المريض للأنشطة بسبب الألم.
- يصاحب الصداع عرض واحد على الأقل مما يلي:
- الغثيان.
- القيء.
- رهاب الضوء أو رهاب الصوت.
التعرف على الشقيقة مع أورة
يعاني حوالي 25-30% من الأشخاص من الصداع النصفي المصحوب بالأورة. تتضمن الأورة اضطرابات مثل رؤية أشكال أو نقاط مضيئة أو ومضات من الضوء أو عدم القدرة على الرؤية، والشعور بوخز في الذراع أو الساق، بالإضافة إلى الشعور بالضعف أو التنميل في جانب واحد من الجسم أو الوجه، وسماع أصوات مزعجة، والتحرك بحركات اهتزازية لا يمكن السيطرة عليها.
يتم التعرف على الصداع النصفي المصحوب بالأورة إذا عانى الشخص من نوبتين على الأقل من نوبات الصداع التي تحقق المعايير الآتية:
- مصاحبة الصداع بواحدة أو أكثر من أعراض الأورة القابلة للانعكاس بشكل كامل، وهي الأعراض البصرية، أو الحسية، أو المتعلقة بالكلام أو اللغة، أو الأعراض المتعلقة بالحركة، أو قاعدة الدماغ أو شبكية العين.
- امتلاك الصداع لثلاث سمات على الأقل من السمات الست الآتية:
- ظهور عرض واحد على الأقل من أعراض الأورة التي تستمر لخمس دقائق أو أكثر.
- ظهور عرضين أو أكثر من أعراض الأورة بشكل تتابعيّ.
- استمرار كل عرض من أعراض الأورة لفترة تتراوح ما بين 5-60 دقيقة.
- الشعور بعرض واحد على الأقل من أعراض الأورة في جانب واحد فقط من الجسم.
- الشعور بوخز يشبه وخز الإبر، وهو ما يعرف بأعراض الأورة الإيجابية.
- المعاناة من الصداع بالتزامن مع ظهور أعراض الأورة أو بعد ظهورها في غضون 60 دقيقة.
التعرف على الشقيقة المزمن
تُقدر نسبة الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المزمن بحوالي 1%. يمكن التعرف على الشقيقة المزمنة من خلال الأعراض المذكورة سابقًا في الصداع النصفي المصحوب بالأورة أو غير المصحوب بالأورة. قد يتم التعرف على الإصابة بالشقيقة المزمنة في حال المعاناة من أعراض الشقيقة لمدة ثمانية أيام على الأقل في الشهر الواحد ولمدة ثلاثة أشهر على الأقل، أو قد يتطلب الأمر في بعض الحالات ظهور الأعراض لمدة 15 يومًا على الأقل ولمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، وذلك بحسب حالة المريض وبحسب ما يراه الطبيب مناسبًا.
تشخيصات أخرى مشابهة
يتطلب التشخيص الدقيق للشقيقة التمييز بين أنواع الصداع المختلفة وأعراض الصداع النصفي. تتميز نوبات الصداع الناتجة عن الشقيقة بأنها تستمر لفترات طويلة تتراوح بين ساعات إلى أيام، وفترة غياب الأعراض عادة ما تكون أطول من فترة ظهورها، ويصل معدل النوبات إلى مرة واحدة شهريًا.
تشمل الأنواع الأخرى من الصداع:
- الصداع التوتري: وهو أكثر أنواع الصداع شيوعًا، يظهر على جانبي الرأس ويسبب شعورًا بالضغط أو الشد دون الشعور بنبض.
- الصداع الارتدادي: يؤثر على جانبي الرأس وتزداد حدته مع الأنشطة البدنية والإجهاد العقلي.
- الصداع العنقودي: يتميز بألم شديد في جانب واحد من الرأس مع أعراض مثل تعرق الوجه وسيلان الدموع واحتقان الأنف.
- الصداع المستمر اليومي الجديد: يظهر فجأة على جانبي الرأس ولا يستجيب للأدوية.
- صداع الجيوب الأنفية: يتميز بألم عميق ومستمر في عظام الخد والجبهة والأنف، ويزداد مع حركة الرأس أو الإجهاد.
- صداع الإفراط في تناول الدواء: يحدث نتيجة الإفراط في استخدام المسكنات.
يساعد تدوين الملاحظات اليومية المتعلقة بالصداع الطبيب على التشخيص بدقة أكبر ويساعد المريض على تحديد العوامل المحفزة للشقيقة والعلامات التحذيرية قبل الصداع، وتقييم فعالية الدواء. يجب تدوين وقت ظهور الأعراض، وعدد مرات تكرارها، ومكان الشعور بالألم، ونوعية الألم، والأعراض الأخرى المصاحبة، وفترة استمرار النوبة، والأدوية المستخدمة، ومدى فعاليتها، بالإضافة إلى وقت تناول الطعام، وأنواعه، والأدوية الأخرى، والفيتامينات، وعدد ساعات النوم، والتمارين الرياضية، والأنشطة الاجتماعية، والعوامل الجوية، وتفاصيل الدورة الشهرية للنساء.
متى يجب طلب المساعدة الطبية؟
يُنصح الأشخاص الذين يعانون من الصداع بشكل منتظم بتسجيل مواعيد حدوث النوبات وكيف تم علاجها. كما يُنصح باستشارة الطبيب في حال تغير نمط حدوث النوبات أو في حال ظهور أي من الأعراض التالية:
- الشعور بصداع مفاجئ وحاد، لا يشبه أي صداع تم الشعور به من قبل.
- تكرار الصداع النصفي لأكثر من خمسة أيام في الشهر، حتى إن كان بالإمكان السيطرة عليه بالأدوية.
- المعاناة من الصداع بعد بلوغ الخمسين من العمر.
- الإصابة بصداع بعد التعرض لإصابة في الرأس، وخاصة إذا تفاقم الصداع بعد الإصابة.
- ازدياد الصداع سوءًا بعد السعال، أو الإجهاد، أو الحركة المفاجئة.
- الشعور بالضعف أو الشلل في جانب واحد من الوجه، أو في ذراع واحدة، أو الذراعيين معًا.
- المعاناة من صداع مصحوب بالحمى، أو تصلب العنق، أو الارتباك العقلي، أو التشنجات، أو الرؤية المزدوجة، أو الضعف، أو الخدر، أو صعوبة التحدث.
خاتمة
التشخيص الصحيح والدقيق للشقيقة ضروري لإدارة الحالة بشكل فعال. من خلال العمل مع الطبيب وتسجيل الملاحظات المتعلقة بالصداع، يمكن للمرضى الحصول على العلاج المناسب وتخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياتهم.