فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
حكمة ابن القيم في الأدب والسلوك | الفقرة الأولى |
أقوال ابن القيم في معنى الحب الحقيقي | الفقرة الثانية |
حكمة ابن القيم في الأدب والسلوك
يُعدّ ابن القيم من أبرز علماء الإسلام الذين تركوا بصمة واضحة في مجال الأخلاق. جمع رحمه الله بين تقوى الله وحسن الخلق، كما جاء في قوله:
“جمع النبي ﷺ بين تقوى الله وحسن الخلق؛ لأن تقوى الله يصلح ما بين العبد و بين ربه، وحسن الخلق يصلح ما بينه و بين خلقه، فتقوى الله توجب له محبة الله، وحسن الخلق يدعو إلى محبته.”
وقد بيّن ابن القيم جمال الأخلاق في قوله:
“فإنك ترى الرجل الصالح المُحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسودًا أو غير جميل، ولا سيما إذا رزق حظًا من صلاة الليل فإنها تنوّر الوجه وتحسّنه.” وكما وصف صلة حسن الخلق بسعة القلب وكرم النفس:
“فإن حسن الخلق وتزكية النفس بمكارم الأخلاق يدل على سعة قلب صاحبه، وكرم نفسه وسجيته.”
ووصفه لأعلى مراتب الصدق:
“فأعلى مراتب الصدق: مرتبة الصِّدِّيقِيَّةِ، وهي كمال الانقياد للرسول، مع كمال الإخلاص للمُرسِل.”
وأهمية الصفح والحلم:
“وفي الصفح والعفو والحِلم من الحلاوة والطمأنينة والسكينة، وشرف النفس وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام.”
وكيفية ضبط الغضب:
“أوثق غضبك بسلسة الحِلم فإنه كلب إن أفلت أتلف.”
وأخيرًا حديثه عن الحياء وارتباطه بقوة القلب:
“على حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء، وقلة الحياء من موت القلب والروح، فكلما كان القلب أحي كان الحياء أتم. وأما حياء المرء من نفسه فهو ضياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة من رضاها لنفسها بالنقص، وقناعتها بالدون، حتى كأن له نفسين يستحي بإحداهما من الأخرى، وهذا أكمل ما يكون من الحياء، فإن العبد إذا استحي من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر”.
أقوال ابن القيم في معنى الحب الحقيقي
لم يقتصر ابن القيم على الكلام عن الأخلاق فقد تعمّق في مفهوم الحب ، مُميّزًا بين نوعين:
“هناك محبتان: محبة هي جنة الدنيا، وسرور النفس، ولذة القلب، ونعيم الروح، وغذاؤها ودواؤها، بل حياتها وقرة عينها، وهي محبة الله وحده بكل القلب، ومحبة هي عذاب الروح، وغمّ النفس، وسجن القلب، وما يضيق به الصدر، وهي سبب الألم والنكد والعناء، وهي محبة ما سواه سبحانه.”
وأهمية الدعوة إلى محبة الله:
“من دعا إلى محبة الله أحبه الله.”
وخطر محبة ما سوى الله:
“كل من أحب شيئًا دون الله لغير الله فإن مضرته أكثر من منفعته، وعذابه أعظم من نعيمه، فما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة، ولا استنصر بغيره إلا خُذل.”
صفات المحب الصادق:
“المحب الصادق، إن نطق نطق الله وبالله، وإن سكت سكت لله، وإن تحرك فبأمر الله، وإن سكن فسكونه استعانة على مرضاة الله، فحبه الله وبالله ومع الله.”
وتأثير جمال المحبوب وجلاله على القلب:
“قلب المحب موضوع بين جلال محبوبه وجماله فإذا لاحظ جلاله هابه وعظمه وإذا لاحظ جماله أحبه واشتاق إليه”
وأعلى الهمم:
“أعلى الهمم همة من استعد صاحبها للقاء الحبيب.”
وأن الحب الحقيقي هو حب الله لنا لا العكس:
“ليست القضية أن تحب الله ولكن القضية أن يحبك الله.”
وترك ما نحب من أجل ما هو أحب:
“العبد لا يترك ما يحبه ويهواه إلا لما يحبه ويهواه.”
ثم أضاف نصائح أخرى كأهمية الصدق وترك التعلق بالدنيا:
“من صدّق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره، وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص وصدق التوكل، فأصدق الناس من صحّ إخلاصه وتوكله.”
“طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وويل لمن نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس، فالأول علامة السعادة والثاني علامة الشقاوة.”
“أعظم الناس غرورًا من اغترّ بالدنيا وعاجلها فآثرها على الآخرة، ورضي بها بديلًا من الآخرة.”
وختم بذكر أهمية التسامح وعدم التقابُل بالسوء:
“إذا خرجت من عدوك لفظة سفه فلا تُلْحِقْها بمثلها تُلْقِحها، ونسل الخصام مذموم.”