الموضوع | الصفحة |
---|---|
موقع كنعان الجغرافي | 1 |
أصل تسمية كنعان | 1 |
أصول سكان كنعان | 2 |
تاريخ كنعان: حقبات زمنية | 2 |
الاحتلال المصري لبلاد كنعان | 3 |
الاحتلال الحيثي | 3 |
الغزوات اللاحقة | 4 |
الغزو الحوري | 4 |
موقع كنعان الجغرافي
تُعرَف كنعان تاريخيًا بأنها منطقةٌ ساميةٌ اللغة، تشمل حاليًا لبنان، وسوريا، وفلسطين، والأجزاء الغربية من الأردن. حظيت هذه المنطقة بأهميةٍ سياسيةٍ بالغةٍ في العصر البرونزي المتأخر، خاصة خلال فترة العمارنة، حيث شهدت صراعًا بين الإمبراطورية المصرية والآشوريين. امتدت كنعان على طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، من مصر في الجنوب إلى مصب نهر العاصي في الشمال.
أصل تسمية كنعان
تتعدد الروايات حول أصل تسمية “كنعان”. بعض المؤرخين يربطونها بالاسم الآكادي “كنجاي” أو “كناخني”، المذكور في رسائل تل العمارنة، والذي يعني اللون الأحمر الأرجواني. يرى آخرون أن الاسم من أصل مصري، “فنخو”، مُستخدم للدلالة على شعبٍ من شعوب الشام. أما الإغريق فحوّروا الاسم إلى “فويفكس” للدلالة على فينيقيا، و”فويفين” للفينيقيين. هناك نظريةٌ أخرى تقول بأن الكنعانيين أنفسهم استخدموا هذا الاسم. كما تربط بعض التفسيرات التسمية باللغة العبرية القديمة “كنع”، بمعنى “منخفض”، في إشارةٍ إلى سكان الأراضي المنخفضة. وتنسجم تفسيراتٌ لغويةٌ عربيةٌ مع التفسير العبري، حيث تشير كلمات مثل “قنع”، و”خنع”، و”كنع” إلى الهبوط أو الانخفاض. وأخيرًا، هناك نظرية تربط الاسم بكلمة “كناجي” الحورية، بمعنى القرمزية أو الصبغة الأرجوانية، مشهورة بصناعتها.
أصول شعب كنعان
ينتمي الكنعانيون إلى العائلة السامية، واستوطنوا فلسطين وجنوب سوريا، ليُسيطروا عليهما بشكلٍ كامل، مما أدى إلى تسمية المنطقة بـ”بلاد كنعان” أو “أرض كنعان”. يُعتقد أنهم هاجروا من جنوب سوريا وساحل عمان في جنوب الجزيرة العربية. مع ذلك، تُشير بعض النظريات إلى أنهم من أكبر موجات الهجرة من شبه الجزيرة العربية، بينما تُشير اكتشافاتٌ أثريةٌ إلى أن المدن الكنعانية في فلسطين أقدم من نظيراتها في شبه الجزيرة العربية، فعلى سبيل المثال، تُعد أريحا من أقدم المدن التاريخية. كما تختلف الآراء حول أصل الكنعانيين؛ فبعض المؤرخين القدماء يربط أصولهم بسواحل الخليج العربي، بسبب التشابه في أسماء المدن القديمة بين تلك المناطق والشام، بينما تشير الدراسات الحديثة إلى أنهم من أوائل الشعوب السامية التي استوطنت الشرق الأوسط بعد هجرتها من أفريقيا عبر مصر، عقب انهيار الحضارة الغسولينية في فلسطين عام 3300 قبل الميلاد.
تاريخ كنعان: حقبات زمنية
شهدت كنعان عبر تاريخها الطويل غزواتٍ متعددةٍ، بدءًا من الغزو المصري، مروراً بالغزو الحيثي، وانتهاءً بالغزوات اللاحقة من قبل شعوبٍ أخرى.
الاحتلال المصري لبلاد كنعان
بدأ الغزو المصري لبلاد الشام في عهد الدولة المصرية الحديثة، بقيادة الملك “وني”، واستمر حوالي اثني عشر قرنًا. كان الغزو مدفوعًا برغبة مصر في حماية مصالحها التجارية في المنطقة. بدأت المعارك بمعركة مجدو عام 1468 قبل الميلاد، بقيادة “تحتمس الثالث”، ضد تحالفٍ من 350 دويلة كنعانية. وانتهى الحصار الذي استمر سبعة أشهر بانتصارٍ مصريّ.
الاحتلال الحيثي
نشأت الدولة الحورية، وتصاعد الصراع بينها وبين مصر في بلاد الشام. أدى زواج ملك مصري من ابنة ملك حوري إلى فترةٍ من الاستقرار في شمال الشام للحوريين، في حين ظل جنوبها تحت سيطرة المصريين. سعى الملك الحوري “عبدي عشيرتا” لتوحيد بلاد الشام، واستولى على إماراتٍ أموريةٍ وكنعانية، بدعمٍ من الحيثيين. بعد توحيد البلاد، غزاها الحيثيون، وضموها إلى أراضيهم. حاولت بعض المدن الشامية المقاومة، إلا أنها فشلت. استعاد الفرعون “سيتوس الأول” بعض المدن الشامية، مثل حوران ومجدو، ثمّ عقد الملك الحيثي “موواتالي” معاهدة سلام مع المصريين، بحيث يظل النصف الجنوبي مع المصريين، والشمالي مع الحيثيين.
الغزوات اللاحقة
سقطت الدولة العثمانية عام 1190 قبل الميلاد، بسبب هجماتٍ من شعوبٍ عراقيةٍ وإغريقية. استغل الملك الآشوري “تجلات بلاسر الأول” الفرصة، واجتاح جنوب سوريا، وأجبر جبيل على دفع الجزية، ثمّ استولى على جزيرة أرواد لفترةٍ قصيرة. كانت فترة الحكم الآشوري قصيرةً، واقتصرت على مساحةٍ صغيرةٍ من الأراضي الكنعانية.
الغزو الحوري
هاجم الحوريون أرض كنعان أكثر من مرة، بسبب ضعف السلطة المركزية في مصر بعد زوال الأسرة الثانية عشر. استخدموا مرتزقة، من بينهم إسرائيليون. تمكنت مصر من طردهم في عهد الأسرة الثامنة، ثمّ لاحقتهم إلى شاروحين جنوب فلسطين، وشنوا هجماتٍ على الكنعانيين. كان “تحتمس الأول” أول من غزاها، فقام الكنعانيون بتحالفاتٍ لمواجهة الحملات المصرية. ثمّ تولى “تحتمس الثالث” الحكم، وشَنّ 16 حملةً على المدن الكنعانية والسورية، ابتداءً من مجدو، ليستولي على أرض كنعان بأكملها.