محتويات
جزر الساحل اللبناني |
---|
جزيرة الأرانب: لؤلؤة المتوسط |
تاريخ الجزيرة: من الفينيقيين إلى العصر الحديث |
محمية طبيعية: كنوز بيئية فريدة |
جزر الساحل اللبناني: تنوع ساحر
يُعرف الساحل اللبناني بتنوعه الجغرافي الساحر، حيث تنتشر العديد من الجزر الجميلة والمتفاوتة في الحجم، لا سيما قبالة سواحل طرابلس. تُشكل هذه الجزر ملاذاً طبيعياً لسكان طرابلس، و منها الجزر الرملية، و جزيرة البيئة (البقر)، وجزيرة البلان، المعروفة بحوضها المائي الشبيه بحوض السباحة، بالإضافة إلى جزيرة المقطوعة (الثالثة)، وجزيرة الفنار، وجزيرة السنني، وجزيرة النخل، وجزيرة الأرانب، وجزيرة العشاق، وجزيرة طورس. كل جزيرة تحمل في طياتها سِحراً خاصاً.
جزيرة الأرانب: لؤلؤة المتوسط
تُعد جزيرة الأرانب، المعروفة أيضاً باسم جزيرة النخل، أكبر جزيرة ضمن محمية جزر النخل التي تضم أيضاً جزر الفنار والسنني. تمتد مساحتها على حوالي ثمانية عشر ألفاً وسبعمائة وستة وتسعين متراً مربعاً (18.8 كيلومتر مربع)، ويرتفع أعلى نقطة فيها ستة أمتار فقط. تتميز الجزيرة بشواطئها الصخرية الممتدة من الشمال الغربي إلى الجنوب، وشواطئها الرملية الجميلة من الجهة الشمالية والشرقية.
تاريخ الجزيرة: من الفينيقيين إلى العصر الحديث
تشير الآثار المكتشفة على الجزيرة إلى تاريخها العريق، حيث سكنها العديد من الشعوب، أبرزها الفينيقيون، و امتد تأثيرها من شواطئ قلقيليا والإسكندرون إلى شواطئ السويس. يذكر المؤرخ الجغرافي الإدريسي في كتابه بناء كنيسة على جزيرة النخل، بأمر من ملك انطاكية بوهيمند، احتفالاً بزواج ابنه من أرملة أمير قبرص، هيوغ الزول، وقد بقي أثر دير الرهبان حتى يومنا هذا. وجود بئر ماء عذب في الجزيرة شجع رهباناً على الإقامة فيها.
أما تسمية “جزيرة الأرانب” فتعود إلى أعداد الأرانب الكبيرة التي تعيش فيها. لم تظهر هذه الأرانب بشكلٍ عشوائي، بل تكاثرت وتناسل خلال مطلع القرن العشرين بعد أن قام القنصل الفرنسي بإحضارها إلى الجزيرة لممارسة هواية صيد الأرانب. وبعد رحيل الفرنسيين، استمرت الأرانب بالتكاثر والعيش في الجزيرة.
محمية طبيعية: كنوز بيئية فريدة
تتميز جزيرة الأرانب بأهميتها التاريخية والعسكرية، كما تُعتبر محمية طبيعية هامة. فهي محطة هامة للطيور المهاجرة القادمة من أوروبا خلال فصل الشتاء، وتشهد في فصل الصيف توافد السلاحف البحرية لوضع بيوضها بين الصخور. كما تتميز الجزيرة بنباتاتها النادرة، مثل حشيشة البحر، وأم الحلوب، وعصا الراهب، والتي تتمتع بفوائد طبية ذكرها الطب الشعبي. وتُعتبر أراضيها الرملية المغمورة بالمياه بيئة مثالية لتفريخ الأسماك وتكاثر الإسفنج، مما جعل حمايتها ضرورة للحفاظ على هذه الثروة الطبيعية.