كنز شعر عنترة بن شداد

نظرة متعمقة في ديوان الشاعر الفارس عنترة بن شداد، بما في ذلك بحوره الشعرية، و أمثلة من قصائده الخالدة.

محتويات

المقطعالعنوان
١. عنترة: الشاعر والفارسمقدمة عن حياة عنترة وشعره
٢. بحور شعر عنترةأنواع البحور المستخدمة في ديوانه
٣. قصائد مختارة من ديوان عنترةتحليل لبعض قصائد عنترة الشهيرة
٣.١ جفون العذارى من خلال البراقعشرح وتحليل لقصيدة “جفون العذارى”
٣.٢ إذا نحن حالفنا شفار البواترشرح وتحليل لقصيدة “إذا نحن حالفنا”

عنترة: الشاعر والفارس

يُعدّ ديوان عنترة بن شداد من أهمّ الدواوين الشعرية في العصر الجاهلي. جمع هذا الديوان قصائد عنترة، الشاعر والفارس العبسي الشهير، الذي اشتهر بشجاعته وبراعته في نظم الشعر. يُظهر ديوانه تنوعاً في الأغراض الشعرية، من الفخر، والهجاء، إلى الغزل والحماسة. يضمّ الديوان ما يقارب ١٤٣ قصيدة، مُمتدّاً على ٤٢٢ صفحة، ويُعتبر شاهداً على عبقرية عنترة الأدبية ومهارته الفذة في التعبير الشعري.

بحور شعر عنترة

برع عنترة في استخدام مختلف البحور الشعرية، مُبرهنًا على إتقانه للفن الشعري. من أبرز البحور التي استخدمها:

  • البحر البسيط: يا عبل قومي انظري فعلي ولا تسلي عني الحسود الذي ينبيكِ بالكذبِ
  • البحر الكامل: من كلّ فائقة الجمال كدمية من لؤلؤ قد صوّرت في عاجِ
  • البحر الوافر: كواحي صحائف من عهد كسرى فأهداها لأعجم طمطميِّ
  • البحر الطويل: شكَت سَقَماً كيما تُعادُ وما بها سوى فَترَةِ العينينِ سُقمٌ لِعائِدِ
  • البحر الخفيف: سرق البدر حسنها واستعار سحر أجفانها ظباء الصريمِ
  • بحر الرمل: إن تَكُن تَشكو لأوجاعِ الهوى فأنا أشفيكَ من هذا الوجعِ
  • البحر المنسرح: بردُ نسيم الحجازِ في السحرِ إذا أتاني بريحهِ العطرِ
  • البحر المتقارب: إذا خفق البرق من حيِّهم أرقتُ وبِتُّ حليف السهادِ
  • بحر الرجز: فلو أنّ عينيكِ يوم اللقاءِ ترا موقفي زِدتِ لي في المحبةِ

قصائد مختارة من ديوان عنترة

يُعتبر ديوان عنترة كنزا أدبيا غنيا بالصور الشعرية الرائعة والمشاعر الإنسانية المتنوعة. نستعرض هنا بعضاً من قصائده البارزة:

جفون العذارى من خلال البراقع

تُعدّ هذه القصيدة من أجمل قصائد الغزل في ديوان عنترة، حيث يُعبّر عن حبه الشديد لعبلة، ويصف جمالها وجلالها. تُظهر القصيدة براعة عنترة في استخدام الصور الشعرية، وتُجسّد مشاعره العميقة تجاه محبوبته.

جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِعِ
أَحَدُّ مِنَ البيضِ الرِقاقِ القَواطِعِ
إِذا جُرِّدَت ذَلَّ الشُجاعُ وَأَصبَحَ
مَحاجِرُهُ قَرحى بِفَيضِ المَدامِعِ
سَقى اللَهُ عَمّي مِن يَدِ المَوتِ جَرعَةً
وَشُلَّت يَداهُ بَعدَ قَطعِ الأَصابِعِ
كَما قادَ مِثلي بِالمُحالِ إِلى الرَدى
وَعَلَّقَ آمالي بِذَيلِ المَطامِعِ
لَقَد وَدَّعَتني عَبلَةٌ يَومَ بَينِها
وَداعَ يَقينٍ أَنَّني غَيرُ راجِعِ
وَناحَت وَقالَت كَيفَ تُصبِحُ بَعدَنا
إِذا غِبتَ عَنّا في القِفارِ الشَواسِعِ
وَحَقِّكَ لا حاوَلتُ في الدَهرِ سَلوَةً
وَلا غَيَّرَتني عَن هَواكَ مَطامِعِ
فَكُن واثِقاً مِنّي بِحُسنِ مَوَدَّةٍ
وَعِش ناعِماً في غِبطَةٍ غَيرِ جازِعِ
فَقُلتُ لَها يا عَبلَ إِنّي مُسافِرٌ
وَلَو عَرَضَت دوني حُدودُ القَواطِعِ
خُلِقنا لِهَذا الحُبَّ مِن قَبلِ يَومِنا
فَما يَدخُلُ التَفنيدُ فيهِ مَسامِعي
أَيا عَلَمَ السَعدِيِّ هَل أَنا راجِعٌ
وَأَنظُرُ في قُطرَيكَ زَهرَ الأَراجِعِ
وَتُبصِرُ عَيني الرَبوَتَينِ وَحاجِراً
وَسُكّانَ ذاكَ الجِزعِ بَينَ المَراتِعِ
وَتَجمَعُنا أَرضُ الشَرَبَّةِ وَاللِوى
وَنَرتَعُ في أَكنافِ تِلكَ المَرابِعِ
فَيا نَسَماتِ البانِ بِاللَهِ خَبِّري
عُبَيلَةَ عَن رَحلي بِأَيِّ المَواضِعِ
وَيا بَرقُ بَلِّغها الغَداةَ تَحِيَّتِي
وَحَيِّ دِياري في الحِمى وَمَضاجِعي
أَيا صادِحاتِ الأَيكِ إِن مُتُّ فَاِندُبي
عَلى تُربَتي بَينَ الطُيورِ السَواجِعِ
وَنُوحِي عَلى مَن ماتَ ظُلماً وَلَم يَنَلْ
سِوى البُعدِ عَن أَحبابِهِ وَالفَجائِعِ
وَيا خَيلُ فَاِبكي فارِساً كانَ يَلتَقِي
صُدورَ المَنايا في غُبارِ المَعامِعِ
فَأَمسى بَعيداً في غَرامٍ وَذِلَّةٍ
وَقَيدٍ ثَقيلٍ مِن قُيودِ التَوابِعِ
وَلَستُ بِباكٍ إِن أَتَتني مَنِيَّتِي
وَلَكِنَّني أَهفو فَتَجري مَدامِعِي
وَلَيسَ بِفَخرٍ وَصفُ بَأسي وَشِدَّتِي
وَقَد شاعَ ذِكري في جَميعِ المَجامِعِ
بِحَقِّ الهَوى لا تَعذِلوني وَأَقصِرُ
عَنِ اللَومِ إِنَّ اللَومَ لَيسَ بِنافِعِ
وَكَيفَ أُطيقُ الصَبرَ عَمَّن أُحِبُّهُ
وَقَد أُضرِمَت نارُ الهَوى في أَضالِعي

إذا نحن حالفنا شفار البواتر

تُبرز هذه القصيدة شجاعة عنترة وبطولته في المعارك الحربية. يُصف فيها مناظر الحرب ببراعة، ويُظهر قوة شعره في التعبير عن المشاعر والأحداث الحربية.

إِذا نَحنُ حالَفنا شِفارَ البَواتِرِ
وَسُمرَ القَنا فَوقَ الجِيادِ الضَوامِرِ
عَلى حَربِ قَومٍ كانَ فينا كِفايَةً
وَلَو أَنَّهُم مِثلُ البِحارِ الزَواخِرِ
وَما الفَخرُ في جَمعِ الجُيوشِ وَإِنَّما
فَخارُ الفَتى تَفريقُ جَمعِ العَساكِرِ
سَلي يا اِبنَةَ الأَعمامِ عَنّي وَقَد أَتَى
قَبائِلُ كَلبٍ مَع غَنِيٍّ وَعامِرِ
تَموجُ كَمَوجِ البَحرِ تَحتَ غَمامَةٍ
قَدِ اِنتَسَجَت مِن وَقعِ ضَربِ الحَوافِرِ
فَوَلَّوا سِراعاً وَالقَنا في ظُهورِهِ
تَتَشُكُّ الكُلى بَينَ الحَشا وَالخَواصِرِ
وَبِالسَيفِ قَد خَلَّفتُ في القَفرِ مِنهُمُ
عِظاماً وَلَحماً لِلنُسورِ الكَواسِرِ
وَما راعَ قومي غَيرُ قَولِ اِبنِ ظالِمٍ
وَكانَ خَبيثاً قَولُهُ قَولَ ماكِرِ
بَغى وَاِدَّعى أَن لَيسَ في الأَرضِ مِثلُهُ
فَلَمّا اِلتَقَينا بانَ فَخرُ المُفاخِرِ
أُحِبُّ بَني عَبسٍ وَلَو هَدَروا دَميمَ
حَبَّةَ عَبدٍ صادِقِ القَولِ صابِرِ
وَأَدنو إِذا ما أَبعَدوني وَأَلتَقِي
رِماحَ العِدا عَنهُم وَحَرَّ الهَواجِرِ
تَوَلّى زُهَيرٌ وَالمَقانِبُ حَولَهُ
قَتيلاً وَأَطرافُ الرِماحِ الشَواجِرِ
وَكانَ أَجَلَّ الناسِ قَدراً وَقَد غَدا
أَجَلَّ قَتيلٍ زارَ أَهلَ المَقابِرِ
فوا أَسَفا كَيفَ اِشتَفى قَلبُ خالِدٍ
بِتاجِ بَني عَبسِ كِرامِ العَشائِرِ
وَكَيفَ أَنامُ اللَيلَ مِن دونِ ثَأرِهِ
وَقَد كانَ ذُخري في الخُطوبِ الكَبائِرِ

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

كنز شعر طرفة بن العبد: دراسة شاملة

المقال التالي

الذاكرة المؤقتة: سرعة المعالجة وتخزين البيانات

مقالات مشابهة