كنز أبي الوليد: رحلة في ديوان ابن زيدون

استكشاف ديوان ابن زيدون، بحوره الشعرية، الشروح المختصة به، و نماذج من قصائده ومقطوعاته الرائعة.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
لمحة عن ديوان أبي الوليدالفقرة الأولى
البحور الشعرية في ديوان ابن زيدونالفقرة الثانية
دراسات وتحليلات لِديوان الشاعرالفقرة الثالثة
قصائد مختارة من ديوان ابن زيدونالفقرة الرابعة
مقطوعات شعرية من كنوز الديوانالفقرة الخامسة

لمحة عن ديوان أبي الوليد

يُعتبر ديوان ابن زيدون، الشاعر الأندلسي الشهير أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب، كنزًا أدبيًا غنيًا. وقد اشتهر ابن زيدون (أبو الوليد) بإتقانه للغة العربية وبراعته في الشعر، كما كان كاتبًا ووزيرًا، ولد عام 394هـ (1004م) وتوفي سنة 463هـ (1074م). عُرف بقربه من ابن جهور صاحب قرطبة، ثم هرب إلى المعتضد في إشبيلية الذي ولاّه الوزارة. اشتهر حبه العميق لولادة، ابنة آخر خلفاء الأمويين في الأندلس، وقد ساهم هذا الحب في ولادة الكثير من قصائده الخالدة. يُعد ديوانه من أهم الدواوين الشعرية في الأندلس، بل وفي العالم العربي، وقد حظي بوصف “بحتري المغرب” نظرًا لتميّزه. يحتوي الديوان على ما يقارب 159 قصيدة، منها 95 مقطوعة، ويصل عدد أبياته إلى حوالي 1900 بيت. وقد طُبع الديوان في طبعات عديدة من قبل دور نشر مختلفة، أشهرها ثلاث طبعات: الأولى من دار صادر ببيروت بتحقيق كرم البستاني، والثانية من دار المعرفة ببيروت بتحقيق عبدالله سنده، والثالثة من دار الكتاب العربي ببيروت بتحقيق يوسف فرحات.

البحور الشعرية في ديوان ابن زيدون: تنوع إيقاعي

تميّز ابن زيدون ببراعته في استخدام مختلف البحور الشعرية، مما يدل على إتقانه العميق للفن الشعري. فلم يقتصر على بحر واحد، بل تجلّت موهبته في التعبير عن مشاعره وأفكاره من خلال بحور متنوعة، منها:

  • البحر الخفيف: وقد بَعَثناهُ يَنفَعُ الأَعضاءَ حِينَ يَجلو بِلُطفِهِ السَخناءَ[٧]
  • البحر الطويل: غَريبٌ بِأَقصى الشَرقِ يَشكُرُ لِلصَباتِ حَمُّلَها مِنهُ السَلامَ إِلى الغَربِ[٨]
  • البحر الوافر: أَتَهجُرُني وَتَغصِبُني كِتابِي وَيَومًا فِي الحَقِّ غَصْبِي وَاجْتِنابِي [٩]
  • البحر البسيط: أَذْكَرْتَنِي سالِفَ العَيْشِ الَّذِي طابا يَا لَيْتَ غائِبَ ذاكَ العَهْدِ قَدْ آبا [١٠]
  • البحر الكامل: هَذا الصَّباحُ عَلَى سُرَاكِ رَقِيبٌ فَصِلِي بِفَرْعِكِ لَيْلَكِ الغَرْبِيِّ [١١]
  • البحر السريع: وَشَادِنٌ أَسْأَلُهُ قَهْوَةً فَجَادَ بِالقَهْوَةِ وَالْوَرْدِ [١٢]
  • البحر المجتث: يَا قَاطِعًا حَبْلَ وُدِّي وَواصِلًا حَبْلَ صَدِّي [١٣]
  • بحر الرمل: إِنْ تَكُنْ نالَتْكِ بِالضَّرْبِ يَدِي وَأَصابَتْكِ بِما لَمْ أُرِدْ [١٤]

دراسات وتحليلات لِديوان الشاعر: فهم عميق للنص

عمل العديد من الباحثين على شرح ديوان ابن زيدون، مُفسّرين ألفاظه ومفرداته، مُضيفين فهمًا أعمق لأعماله الشعرية. ومن أبرز هذه الدراسات:

  • شرح ديوان ابن زيدون للدكتور يوسف فرحات (صدر عام 1994م).
  • شرح ديوان ابن زيدون للدكتور عبدالله سنده (صدر عام 2005م).
  • دراسة لعبد اللطيف شرارة تناولت بعض أشعار ابن زيدون (صدر عام 1988م).

قصائد مختارة من ديوان ابن زيدون: لآلئ شعرية

يُعدّ ديوان ابن زيدون مُخزنًا غنيًا بالقصائد الجميلة، ونقدم هنا بعضًا منها:

قصيدة “قل لأبي حفص”: قل هذه القصيدة مادحًا أبا حفص ابن برد طالبًا إليه أمرًا ما: قُلْ لِأَبِي حَفْصٍ وَلَمْ تَكْذِبْ يَا قَمَرَ الدِّيْوانِ وَالْمَوْكِبِ ما لِأَبِي صَفْوانَ مَأْلُوفُنا أَبْرَقَ فِي الأُلْفَةِ عَنْ خُلَّبِ وَلَمْ يَعُدْ إِلَّا كَما يَتَّقِيمُ سَتَرِقُ السَّمْعَ مِنَ الكَوْكَبِ عَنِّي فَهُ بِاللَّهِ عَلَى فِعْلِهِ وَاشْتِمْ وَإِنْ لَمْ يَسْتَقِمْ فَاضْرِبْ وَعَاطِهِ صَهْباءُ مَشْمُولَةً يَرَى لَها الْمَشْرِقَ فِي الْمَغْرِبِ وَلْيَشْرَبِ الأَكْثَرَ مِنْ كَأْسِهِ وَاعْمُدْ إِلى فَضْلَتِهِ فَاشْرَبْ عُقُوبَةٌ أَحْسَنْ بِها سُنَّةً فِي مِثْلِهِ مِنْ حَسَنٍ مُذْنِبِ وَباكِراً الطَّيِّبَ وَرُوحاً لَهُ فَأَنْتُما فِي زَمَنٍ طَيِّبٍ [١٦]

قصيدة “قد بعثناه ينفع الأعضاء”: في هذه القصيدة أهدى ابن زيدون دواءً لشخصٍ عزيز عليه، فقال: قَدْ بَعَثْناهُ يَنْفَعُ الأَعْضاءَ حِينَ يَجْلو بِلُطْفِهِ السَّخْناءَ [٧]

قصيدة “أفدتني من نفائس الدرر”: فيها يجيب ابن زيدون أبا العطاف الذي ذكّره بوعد سابق.[١٧]

قصيدة “الدهر إن أملى فصيح أعجم”: يمدح فيها المعتمد بن عباد. [١٨]

قصيدة “جاءتك وافدة الشمول”: أرسلها إلى ابن جهور مع تفاح هدية. [١٩]

قصيدة “قد أحسن الله في الذي صنعه”: كتبها إلى أبي بكر بن القصيرة بعد أخذه الدواء وتماثله للشفاء. [٢٠]

قصيدة “هو الدهر فاصبر للذي أحدث الدهر”: يمدح فيها ابن جهور ويرثي أمه. [٢١]

مقطوعات شعرية من كنوز الديوان: قصائد قصيرة لكنها مؤثرة

يحتوي ديوان ابن زيدون على عدد كبير من المقطوعات الشعرية، وهي قصائد قصيرة لكنها تحمل معاني عميقة، ونذكر منها:

مقطوعة “أكرم بولّادة ذخرًا لمدخر”: يعرّض بولادة وابن عبدوس. [٢٢]

مقطوعة “كأن عشي القطر في شاطئ النهر”: يصف فيها وردةً وخمرًا. [٢٣]

مقطوعة “عرفت عرف الصبا إذ هبّ عاطره”: كتبها على لسان المعتمد إلى صهره. [٢٤]

مقطوعة “وما ضربت عتبى لذنب أتت به”: ليغيظ بها ولادة. [٢٥]

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

كنز شعر ابن زهر: دراسة في إبداعه الشعري

المقال التالي

كنوز شعر الإمام الشافعي

مقالات مشابهة

دراسة في شعر المتنبي: قصيدة ‘أنا من نظر الأعمى إلى أدبي’

تحليل متعمق لقصيدة 'أنا من نظر الأعمى إلى أدبي' لأبي الطيب المتنبي، يتناول الجوانب الموسيقية، اللغوية، والأسلوبية، مع إبراز الصور الفنية والبلاغية التي تزين القصيدة.
إقرأ المزيد