كلمات وآيات القرآن: دراسة في أطوالها وأقصرها

بحث شامل في أطول وأقصر الكلمات والآيات والسور في القرآن الكريم، بالإضافة إلى أول وآخر آية نزلت، مع تحليل لغوي لبلاغة القرآن الكريم.

أبعاد بلاغة القرآن: دراسة تحليلية

يُعدّ القرآن الكريم معجزةً خالدةً، تتجلى بلاغتها في فصاحته وروعة أسلوبه. فهو كلام الله -سبحانه وتعالى- يتّسم بجمال النظم، ودقة الألفاظ، وبراعة التعبير. وتُظهر دراسة بنيته اللغوية إعجازاً فائقاً، يُبرز قدرة الله الخلاقة في اختيار الكلمات وتوظيفها لِنقل المعاني بأبلغ وأوضح صورة. كما يُلاحظ تنوع الأساليب البلاغية والبراهين الساطعة والأمثلة الواضحة التي تُسهل على القارئ فهم المعاني العميقة التي يريدها الحق -سبحانه وتعالى-. كما قال عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: “أَوْعِهَا سَمْعَكَ فَإِنَّهُ خَيْرٌ مَا يُأْمَرُ بِهِ أَوْ شَرٌّ يُنْهَى عَنْهُ”.

تحليل لغوي لكلمة (فَأَسقَيناكُموهُ)

تُعتبر كلمة “فَأَسقَيناكُموهُ” ، الواردة في سورة الحجر، الآية 22: (وَأَرسَلنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنزَلنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسقَيناكُموهُ وَما أَنتُم لَهُ بِخازِنينَ)،[١] أطول كلمة في القرآن الكريم، حيث تتكون من أحد عشر حرفاً. حرف الفاء يُفيد العطف، بينما الكاف والهاء مفعولان به، والميم للجمع، والواو للإشباع.[٢] وقد فسّر ابن مسعود -رضي الله عنه- هذه الآية بشرحٍ مُفصّلٍ لِكيفية تكوين السحاب وتساقط المطر. أما كلمة “أَنُلزِمُكُموها” في سورة هود، الآية 28: (قالَ يا قَومِ أَرَأَيتُم إِن كُنتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبّي وَآتاني رَحمَةً مِن عِندِهِ فَعُمِّيَت عَلَيكُم أَنُلزِمُكُموها وَأَنتُم لَها كارِهونَ)،[٤] فهي أقصر منها، إذ تتألف من عشرة أحرف فقط، وتتكون من فعل وفاعل ومفعولين به.[٣]

آيات وسور: أطوالها وأقصرها

تتنوع آيات وسور القرآن الكريم في أطوالها. فأطول آية هي آية الدين في سورة البقرة، الآية 282: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ…).[٧][٨] وأقصر آية هي محل خلاف بين القراءات، فبعضها يرى أنها “مدْهَامَّتَانِ” في سورة الرحمن، الآية 63،[٩] بينما يرى آخرون أنها “حم” في سورة غافر، الآية 1.[١٠] أما أطول سورة فهي سورة البقرة، وأقصرها سورة الكوثر.[١١][١٢]

بدايات ونهايات: أول وآخر آية

تُعدّ آيات سورة العلق، (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)،[١٤] أول آيات نزلت على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. وهناك روايات أخرى تُشير إلى سورة المدثر.[١٥][١٦] أما آخر آية نزلت، فهناك اختلافٌ في الرأي بين العلماء، مع عدم وجود نصّ قطعيّ يُحدّدها بدقة. وتُذكر عدة آيات محتملة من سورة النساء، البقرة، التوبة، والبقرة مرة أخرى.[١٧، ١٨، ١٩، ٢٠]

أهمية العمل بالقرآن

القرآن الكريم ليس مجرد كتاب يُتلى، بل هو دستور حياة، يجب العمل بأحكامه، وتطبيق قيمِه السامية. إنّ محبة القرآن وتعظيمه لا تقتصر على قراءة آياته، بل تكمن في الالتزام بأوامره والابتعاد عن نواهيه. يجب علينا أن نسعى لِتطبيق تعاليمه في حياتنا اليومية، سعيًا لِتحقيق الأهداف النبيلة التي نزّل من أجلها -سبحانه وتعالى-.

المراجع

[١] سورة الحجر، آية: 22. [٢] محمد الأمين الهرري (2001)،حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن(الطبعة الأولى)، بيروت: دار طوق النجاة، صفحة 35، جزء 15. بتصرّف. [٣] أحمد الخراط،المجتبى من مشكل إعراب القرآن، المدينة المنورة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف، صفحة 556، جزء 2. بتصرّف. [٤] سورة هود، آية: 28. [٥] الشيخ صالح المغامسي،تأملات قرآنية، صفحة 19، جزء 28. بتصرّف. [٦] أبو المظفر السمعاني (1997)،تفسير السمعاني(الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن، صفحة 135، جزء 3. بتصرّف. [٧] سورة البقرة ، آية: 282. [٨] فهد الرومي (2003)،دراسات في علوم القرآن(الطبعة الثانية عشر)، صفحة 236. بتصرّف. [٩] سورة الرحمن ، آية: 63. [١٠] سورة غافر، آية: 1. [١١] مجموعة من المؤلفين،فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 51، جزء 2. بتصرّف. [١٢] جعفر شرف الدين (1420)،كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور(الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 77، جزء 1. بتصرّف. [١٣] محمد سيد طنطاوي (1997)،التفسير الوسيط(الطبعة الأولى)، القاهرة: دار نهضة مصر، صفحة 521، جزء 15. بتصرّف. [١٤] سورة العلق، آية: 1-5. [١٥] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 161، صحيح. [١٦] نور الدين عتر (1993)،علوم القرآن الكريم(الطبعة الأولى)، بيروت: مطبعة الصباح، صفحة 35-36. بتصرّف. [١٧] سورة النساء، آية: 176. [١٨] سورة البقرة، آية: 278. [١٩] سورة التوبة، آية: 128. [٢٠] سورة البقرة، آية: 281. [٢١] “آخر آية نزلت من القرآن “،www.islamqa.info، 2014-5-11، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-20. بتصرّف. [٢٢] سورة البقرة، آية: 104. [٢٣] سعيد مصطفى دياب (2016-5-18)،”فصاحة القرآن وبلاغته “،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-19. بتصرّف. [٢٤] “(فأسقيناكموه)أطول كلمة في القرآن، مع ذكر فائدة”،www.islamweb.net، 2002-1-8، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-19. بتصرّف.

الموضوعالجزء
أبعاد بلاغة القرآن: دراسة تحليليةمقدمة حول بلاغة القرآن
تحليل لغوي لكلمة (فَأَسقَيناكُموهُ)أطول كلمة في القرآن
آيات وسور: أطوالها وأقصرهامقارنة أطوال الآيات والسور
بدايات ونهايات: أول وآخر آيةأول وآخر آية نزلت
أهمية العمل بالقرآنأهمية تطبيق تعاليم القرآن
المراجعقائمة المصادر
Total
0
Shares
المقال السابق

عمالقة الغابات: رحلة إلى أعالي الأشجار الضخمة

المقال التالي

ليلة باريسية: قصة حب ساحرة

مقالات مشابهة