كلمات الإمام علي عن مالك الأشتر: وفاء وبطولة

نظرة متعمقة في أقوال الإمام علي بن أبي طالب عن قائده المخلص مالك الأشتر، من تعيينه والياً على مصر إلى ترجمته بعد وفاته.

جدول المحتويات

البابالرابط
نبذة عن مالك الأشتر النخعيالانتقال إلى القسم
رسالة الإمام علي إلى أهل مصر وتعيينه مالك الأشتر والياًالانتقال إلى القسم
كلمات الإمام علي عند استشهاد مالك الأشترالانتقال إلى القسم
ذكرى مالك الأشتر وترحم الإمام علي عليه بعد وفاتهالانتقال إلى القسم

بطل من أبطال الإسلام: مالك الأشتر

مالك الأشتر النخعي، صحابي جليل -رضي الله عنه-، من مواليد اليمن، استقرّ بالمدينة المنورة. كان حواريًا للإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-، معروفًا بشجاعته وكرمه وبلاغته وقدرته على القيادة. جمع بين الحزم واللين، متكيّفًا مع متطلبات كلّ موقف. وقد درّبه الإمام علي بن أبي طالب، ليصبح أحد أبرز قادة جيوشه، وشارك في العديد من المعارك بجانبه. [١]

رسالة الإمام علي وتعيين مالك الأشتر والياً على مصر

عندما ولاّ الإمام عليّ -كرم الله وجهه- مالك الأشتر واليًا على مصر، خاطبه برسالة مؤثرة لأهل مصر، جاء فيها: “أما بعد، فقد بعثت إليكم عبدًا من عباد الله، لا ينام أيام الخوف، ولا ينكل عن الأعداء ساعات الروع، أشد على الفجار من حريق النار، وهو مالك بن الحارث أخو مذحج، فاسمعوا له. [٢] وأطيعوا أمره فيما طابق الحق، فإنّه سيف من سيوف الله لا كليل الظبة، ولا نابي الضريبة، فإنّ أمركم أن تنفروا فانفروا، وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا، فإنّه لا يُقدم ولا يحجم، ولا يُؤخر ولا يقدم إلّا عن أمري، وقد آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم، وشدة شكيمته على عدوكم”.[٢]

حزن الإمام عليّ على استشهاد مالك الأشتر

بعد أن بلغ الإمام عليّ -عليه السلام- خبر استشهاد مالك الأشتر بالسمّ أثناء توجهه إلى مصر، عبّر عن حزنه الشديد بقوله: “رحم الله مالكًا فلقد كان لي كما كنت لرسول الله”.[٣] وفي قول آخر، أثنى على مالك الأشتر بقوله: “لله در مالك! وما مالك! والله، لو كان جبلًا لكان فندًا، ولو كان حجرًا لكان صلدًا، لا يرتقيه الحافر، ولا يُوفي عليه الطائر”.[٤]

الوفاء لذكرى مالك الأشتر

حتى بعد مرور وقت طويل على وفاة مالك الأشتر، ظلّ الإمام عليّ يترحّم عليه ويُشيد بفضائله، مُعبرًا عن حزنه لفراقه قائلاً: “إنّ الرجل الذي كنت وليته أمر مصر كان رجلًا لنا ناصحًا، وعلى عدونا شديدًا ناقمًا، فرحمه الله، فلقد استكمل أيامه، ولاقى حمامه، ونحن عنه راضون، أولاه الله رضوانه، وضاعف الثواب له، ورضا المعصوم من رضا الله تعالى”.[٥] وفي قول آخر: “لله مالك ومالك وهو موجود مثل ذلك، ولو كان من حديد كان قيدًا، ولو كان من حجر كان صلدًا، على مثل مالك فلتبكِ البواكي”.[٦] وقد عبّر الإمام عليّ عن عمق حزنه بفراق مالك الأشتر بقوله: “إنّي أحتسبه عندك فإنّ موته من مصائبالدهر، فرحم الله مالكًا، فقد وفى بعهده، وقضى نحبه، ولقي ربّه، مع أنّا قد وطّنا أنفسنا أنّ نصبر على كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول الله -صلى الله عليه وآله-، فإنّها أعظم المصيبة”.[٧]

المراجع:

  1. أبنضير الخزرجي،سفر الخلود: رحلة موسوعة الحسينية من مملكة الضباب الى جمهورية القباب، صفحة 182. بتصرّف.
  2. أبمحمد صادق محمد الکرباسي،إنه المؤمن حقاً الجزء الأول: السيرة الکاملة لفارس الإسلام مالک الأشتر، صفحة 5-6.
  3. خير الدين الزركلي،كتاب الأعلام للزركلي، صفحة 259.
  4. محمد صادق محمد الکرباسي،أنه المؤمن حقاً الجزء الثاني: السيرة الکاملة لفارس الإسلام مالک الأشتر، صفحة 315.
  5. محمد صادق محمد الکرباسي،أنه المؤمن حقاً الجزء الثاني: السيرة الکاملة لفارس الإسلام مالک الأشتر، صفحة 315.
  6. ابن عساكر،تاريخ دمشق، صفحة 391.
  7. محمد بن محمد مفيد،الأمالي، صفحة 82-83.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

كلمات الإمام عليّ الحكيمة: النصائح والتوجيهات في فنّ الكلام

المقال التالي

جواهر الحكمة: أقوال ملهمة عن الثقة بالنفس

مقالات مشابهة

محمد بن علي الإدريسي: حياته وإنجازاته التاريخية

تعرف على حياة محمد بن علي الإدريسي، مؤسس دولة الأدارسة في الجزيرة العربية، وتوسيع نفوذه عبر التاريخ، بالإضافة إلى معاهدة الانضمام التي أبرمها مع الملك عبد العزيز آل سعود.
إقرأ المزيد