فهرس المحتويات
حكمة الإمام عليّ في تجنّب الكلام المؤذي |
آداب الكلام عند الإمام عليّ |
نصائح قيّمة من الإمام عليّ بشأن الكلام |
أحكام الإمام عليّ حول الكلام الجارح |
حكمة الإمام عليّ في تجنّب الكلام المؤذي
روي عن الإمام عليّ بن أبي طالب –رضي الله عنه– أنه قال: “ضربُ اللسانِ أشدُّ من ضربِ السنانِ”. يُظهر هذا القول حكمة الإمام العميقة في فهم أثر الكلمات المؤذية، فهي قد تكون أكثر ضرراً من الجراح الجسدية. لقد حذّر الإمام من خطورة الكلام الذي يجرح الكرامة ويُخلف أثراً نفسياً عميقاً.
ومن أقواله البليغة التي تُبرز خطورة الكلام غير المدروس: “سنّة اللئام قُبح الكلام”. فالكلام القبيح سُنّةٌ لمن تخلو نفوسهم من النبل والأخلاق الحميدة.
كما شدّد الإمام عليّ على أهمية الصمت في بعض المواقف، قائلاً: “صمتُ الجاهل ستره”. فالصمت في أحيان كثيرة يكون أفضل من الكلام الذي يُظهر جهل المتحدث.
وأشار الإمام إلى تأثير الكلمة السلبية قائلاً: “رُبَّ كلمةٍ سلبت نعمةً”. فكلمةٌ واحدةٌ غير مُحكمةٍ قد تُفقِد الشخص نعمةً كبيرةً.
ووصف الإمام الجاهل بخصاله السيئة، فقال: “الجاهل يعرف بست خصال: الغضب من غير شيء، والكلام في غير نفع، والعطية في غير موضعها، وألا يعرف صديقه من عدوه، وإفشاء السر، والثقة بكل أحد”.
آداب الكلام عند الإمام عليّ
لم يقتصر الإمام عليّ –رضي الله عنه– على التحذير من الكلام الجارح، بل بيّن آداب الكلام الصحيح، فهو يُمثل مُؤشّراً على ثقافة الشخص وعقله. وقد أشار إلى أهمية اختيار الأصدقاء الحكماء، قائلاً: “خير الإخوان من إذا استغنيت عنه لم يزدك في المودة، وإن احتجت إليه لم ينقصك منها”.
كما حذّر من الثرثرة والكلام الفارغ، مُبيّناً خطورته، قائلاً: “رُبَّ لغوٍ يجلب شرّاً”.
ومن أقواله الحكيمة التي تُبرز أهمية اختيار الصديق الحقيقي: “إياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه، وإياك ومصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عنك القريب”.
ووصف الإمام عليّ العلاقة بين العقل واللسان قائلاً: “ينبئ عن عقل كل امرئ لسانه”. فالكلام يعكس مستوى فهم الشخص وعقله. وأضاف:”الخرس خير من العي” و”لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه”.
نصائح قيّمة من الإمام عليّ بشأن الكلام
يُقدم الإمام عليّ نصائح قيّمة في فنّ الكلام، مُشدّداً على أهمية التروّي والتمهّل في الكلام، فهو يُعتبر سلاحاً ذو حدّين. وقد نصح بقوله: “لا تسيء اللفظ وإن ضاق عليك الجواب”. وكذلك: “للكلام آفات”. و”رُبَّ حربٍ جُنيت من لفظة”.
كما أشار إلى أهمية الاختيار الحكيم للألفاظ، فالكلام الجيد يُظهر حكمة صاحبه، قائلاً: “لا يقوّم السفيه الأمر الكلام”. و”يستدل على عقل الرجل بحسن مقاله”. و”كثرة الهذر تملّ الجليس وتهين الرئيس”.
وشدّد الإمام على أهمية التحكم في اللسان، قائلاً: “العاقل من عقل لسانه”.
ومن أقواله الحكيمة التي تُبرز أهمية التروّي قبل الكلام: “من أطلق لسانه أبان عن سخفه”. و”من أسرع الجواب لم يدرك الصواب”. و”من كثر مقاله لم يعدم السقط”.
كما أكد على أهمية الصمت في بعض الأحيان، فقد قال: “لا خازن أفضل من الصمت” و”لا عبادة كالصمت” و “غطاء المساوي الصمت”.
أحكام الإمام عليّ حول الكلام الجارح
يُعتبر الإمام عليّ –رضي الله عنه– من أبرز الشخصيات التي أولَت أهمية كبيرة للكلام وآدابه. فهو لم يُكتفِ بإعطاء النصائح والتوجيهات، بل وضَع أحكاماً صارمة حول الكلام الجارح وآثاره السلبية. وقد حذّر من إطلاق الكلام دون تفكير، قائلاً: “لا تحدّث بما تخاف تكذيبه”.
كما أكد على أهمية الصدق في الكلام، فقد قال: “من صدقت حجته قويت حجته”. و”من حسن كلامه كان النجاح أمامه”. و”من ساء لفظه ساء حظه”.
وقد حذّر من مُصاحبة الجهلاء، قائلاً: “لا تصحبن من لا عقل له”.
وذكر الإمام أثر الكلام الجيد والسيء على المُحيطين، فقد قال: “من كثر كلامه كثر لغطه”. و”من أسرع الجواب لم يدرك الصواب”. و”من كثر مقاله سئم”. و”من عذب لسانه كثر إخوانه”. و”لكل مقام قال”. و”من كثر كلامه زل”. و”من لانت كلمته وجبت محبته”.
وختم الإمام عليّ –رضي الله عنه – بقوله: “الْمُؤْمِنُ إِذَا نَظَرَ اعْتَبَرَ، وَإِذَا تَكَلَّمَ ذَكَرَ، وَإِذَا سَكَتَ تَفَكَّرَ، وَإِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ”. وكذلك “واحفظ لسانك واحترز من لفظه، فالمرء يسلم باللسان ويعطب”.
وَكَمَا قَالَ: “عقول الناس مدونة في أطراف أقلامهم”.