جدول المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
ضيافة أبي أيوب الأنصاري للنبي الكريم | الفقرة الأولى |
سيرة أبي أيوب الأنصاري | الفقرة الثانية |
مواقف أبي أيوب الأنصاري المشرفة | الفقرة الثالثة |
ضيافة أبي أيوب الأنصاري للنبي الكريم
يُعدّ نزول النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى منزل أبي أيوب الأنصاري لحظة عظيمة في تاريخ الإسلام. فقد استضاف الصحابي الجليل النبي الكريم لمدة سبعة أشهر كاملة، منذ هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه، إلى أن تم بناء المسجد النبوي والمساكن. وقد حرص أبو أيوب على توفير أفضل ما لديه للنبي الكريم، رافضاً اقتراح النبي بالإقامة في غرفة أعلى منزله. بل تجاوز ذلك بكثير، فقد كان يحرص على عدم الأكل قبل النبي صلى الله عليه وسلم، سائلاً عن مكانه على المائدة ليأكل من نفس المكان.
وفي حادثة أخرى، انكسرت جرة ماء في منزل أبي أيوب، فبادروا هو وزوجته إلى تجفيف الماء بسرعة ليمنع تسربها إلى الطابق السفلي. ولم ينزلوا إلى الطابق السفلي إلا بعد إلحاح من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على الانتقال إلى الغرفة العلوية. هذا يدل على كرمهم وحياءهم الشديد.
سيرة الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري
أسلم أبو أيوب الأنصاري قبل الهجرة النبوية، وشهد بيعة العقبة وغزوة بدر، وغيرها من الغزوات والمعارك. كان من الرواة المشهود لهم بالصدق والأمانة، وقد روى العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وقد نقل عنه العديد من الصحابة الكرام أمثال ابن عباس وأنس بن مالك. وقد قضى أبي أيوب معظم حياته في صفوف جيوش الفتح الإسلامي، وكان آخرها جيش يزيد بن معاوية الذي ساهم في فتح القسطنطينية.
وقد بلغ من العمر عِتياً، مقاربًا الثمانين عاماً، إلا أن ذلك لم يمنعه من المشاركة في الجهاد في سبيل الله. ولكنه مرض وعجز عن مواصلة القتال، فطلب من يزيد بن معاوية أن يدفن في أرض العدو بعد أن يبلغ المسلمون أبعد نقطة ممكنة فيها. توفي رضي الله عنه في سنة 52 هجرية، ودفن في القسطنطينية.
مواقف أبي أيوب الأنصاري المشرفة
تميّز أبي أيوب الأنصاري بمواقفه الثابتة القائمة على الإيمان والحكمة. منها موقفه مع زوجته في حادثة الإفك، حيث سألت زوجته عن ما انتشر من أقاويل حول عائشة رضي الله عنها، فأجابها بأن ذلك كذب، مؤكداً على فضل عائشة رضي الله عنها. وهنا تتجلى آية قرآنية كريمة:
﴿لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ﴾
كما عُرف أبو أيوب الأنصاري بجرأته في قول الحق، وعدم خوفه من لومة اللآئم. ففي إحدى مناسباته مع حاكم كان على خلاف معه، أخبره بأنه يتبع ما كان يصلي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، موضحاً أن إتباعه هو إتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.