مقدمة عن تسونامي إندونيسيا
في عام 2004، شهد العالم فاجعة إنسانية مروعة، حيث اجتاحت أمواج عاتية سواحل إندونيسيا، وسريلانكا، والهند، وجزر المالديف، وتايلاند. هذه الأمواج العملاقة، التي بلغ ارتفاعها تسعة أمتار أو أكثر، نشأت بالقرب من سواحل دول جنوب وجنوب شرق آسيا، مخلفةً وراءها دماراً هائلاً وخسائر بشرية فادحة.
السبب الرئيسي وراء هذه الكارثة هو زلزال عنيف وقع تحت سطح البحر قبالة سواحل جزيرة سومطرة الإندونيسية. بلغت قوة هذا الزلزال 9.1 درجة على مقياس ريختر، مما أدى إلى توليد سلسلة من أمواج المحيط الهائلة.
إندونيسيا تعتبر من المناطق الأكثر عرضة لأمواج تسونامي نظراً لموقعها الجغرافي في منطقة نشطة زلزالياً وبركانياً تعرف باسم “الحزام الناري”.
شرح أسباب تسونامي إندونيسيا
يمكن تفسير كارثة تسونامي إندونيسيا بانزلاق الصفيحة التكتونية الهندية لمسافة 1600 كيلومتر وبعمق 15 متراً أسفل صفيحة بورما. ونتيجة لذلك، ارتفعت صفيحة بورما فوق صفيحة الهند بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة في عرض المحيط. هذا الارتفاع أدى إلى اندفاع كميات كبيرة من المياه التي أزيحت بقوة نحو الجنوب، مما أدى إلى تشكيل أمواج ضخمة عرفت باسم أمواج تسونامي.
من الجدير بالذكر أن تأثير التسونامي كان أقل حدة في الشمال، وذلك لأن الدفع بين الصفيحتين كان في اتجاه معاكس، مما قلل من سرعة الأمواج المتجهة شمالاً.
تتعرض إندونيسيا للعديد من الزلازل القادمة من المحيط الهندي، وغالباً ما يكون عنصر المفاجأة حاضراً، مما يزيد من حجم الدمار والخسائر في الأرواح. بالإضافة إلى ذلك، عدم وجود نظام إنذار مبكر فعال يحذر السكان القريبين من الشواطئ عند وقوع زلزال يزيد من تأثير عنصر المفاجأة.
الآثار المدمرة لتسونامي إندونيسيا
خلفت كارثة تسونامي في إندونيسيا خسائر فادحة على مختلف المستويات، يمكن تلخيصها فيما يلي:
الخسائر البشرية
بلغ عدد الضحايا من السياح والسكان المحليين في جميع الدول المتضررة من الكارثة 283,100 قتيل، و 14,100 مفقود، و 1,126,900 نازح. أما في إندونيسيا تحديداً، فقد وصل عدد القتلى إلى 130,736 شخصاً، و 37,063 مفقوداً، وأكثر من 500 ألف نازح.
يذكر أن قرية كوالا كانجكوي كانت من بين القرى الأكثر تضرراً في إندونيسيا، حيث شهدت وفاة أربع نساء مقابل كل رجل واحد.
الخسائر المادية
تسببت التسونامي في خسائر مادية هائلة في إندونيسيا، قدرت بنحو 4.451 مليون دولار. تجسدت هذه الخسائر في الدمار الذي لحق بالمساكن، والقطاع الصناعي، ووسائل النقل، وقطاع صيد الأسماك، وغيرها من القطاعات الحيوية.
الخسائر الاجتماعية
تركت الكارثة آثاراً سلبية على المجتمع، بما في ذلك الصدمات النفسية التي أدت إلى القلق والتوتر، وارتفاع معدلات الفقر، وزيادة عدد الأطفال الأيتام، وتعرضهم للعنف، وغيرها من المشكلات الاجتماعية.
المصادر
- Gloria Lotha (20-9-2018),”Indian Ocean tsunami of 2004″،www.britannica.com, تم الاسترجاع 5-1-2019.
- “حقائق عن تسونامي الذي أودى بحياة 373 في أندونيسيا”،www.bbc.com، 23-12-2019، تم الاطلاع عليه بتاريخ 5-1-2019.
- “Indian Ocean earthquake”,www.newworldencyclopedia.org,6-9-2018، تم الاسترجاع 5-1-2019.
- Loy Rego,Social and Economic Impact of December 2004 Tsunami, Thailand: ADPC, Page 15،18،24،25،29.