كائنات صحراوية زالت وآخرى تواجه خطر الزوال

استكشاف أسباب انقراض الحيوانات في الصحاري، مع نظرة على الأنواع التي اختفت والجهود المبذولة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض.

تمهيد

تعتبر قضية انقراض الكائنات الحية من القضايا البيئية الهامة التي تستدعي اهتمامًا عالميًا. يُعرف الانقراض في علم الأحياء بأنه فناء أو إبادة نوع معين من الكائنات الحية. يحدث ذلك عندما يفوق معدل الوفيات معدل الولادات لفترة طويلة، مما يؤدي إلى تناقص أعداد الكائنات الحية تدريجيًا حتى تختفي تمامًا.

هناك عدة عوامل تساهم في انقراض الحيوانات، منها:
تدهور البيئة: فقدان الموائل الطبيعية وتدميرها بسبب التوسع العمراني والزراعة والصناعة.
التغيرات المناخية: ارتفاع درجة الحرارة، والجفاف، والفيضانات، والتغيرات في أنماط هطول الأمطار.
الكوارث الطبيعية: مثل الزلازل والبراكين وحرائق الغابات.
الاستغلال البشري المفرط: الصيد الجائر، والتلوث، وإدخال أنواع غريبة إلى البيئة.
التغيرات التطورية: مثل زواج الأقارب الجيني، وسوء التكاثر، وانخفاض أعداد السكان، مما يجعل الأنواع أكثر عرضة للأمراض والظروف البيئية القاسية.

حيوانات اندثرت من الصحراء

تعتبر الصحاري بيئات قاسية وصعبة، تتطلب تكيّفًا عاليًا من الكائنات الحية للبقاء على قيد الحياة. وتتميز الصحاري بندرة المياه وارتفاع درجة الحرارة، مما يجعلها بيئة غير مضيافة للعديد من الكائنات. ومع ذلك، توجد العديد من الحيوانات والنباتات التي تكيفت مع هذه الظروف القاسية.

ومع ذلك، فإن هذه الحيوانات الصحراوية تواجه خطر الانقراض نتيجة للتفاعل مع البشر والتغيرات الطبيعية والبشرية في النظام البيئي. ومن أبرز هذه الحيوانات التي انقرضت أو تواجه خطر الانقراض في الصحاري:

ديناصورات الصحراء:

عاشت الديناصورات في مجموعة متنوعة من النظم البيئية بما في ذلك الصحاري. كان أحد هذه الديناصورات هو “prosauropod” المعروف باسم “Plateosaurus”، والذي عاش في بيئة شبه صحراوية وتغذى على نباتات مقاومة للجفاف. كما عاشت ديناصورات أخرى مثل جاليميموس في صحاري من الحجر الرملي المفتوحة من العصر الطباشيري، أما الديناصورات الأخرى التي سكنت البيئات الصحراوية فتشمل “Protoceratops ” و “Oviraptor” و “Velociraptor”.

حيوانات الصحراء الأسترالية:

شهدت الصحاري الأسترالية انقراض العديد من الحيوانات خلال القرون القليلة الماضية، منذ أن استعمرت بريطانيا العظمى أستراليا. ومن أبرز الأمثلة على ذلك حيوان البيلبي الأصغر، الذي لم يُشاهد منذ الستينيات، ويعزى انقراضه إلى فقدان الموائل بسبب الحرائق والافتراس من قبل الثعالب ورعي الماشية. كما ساهم إدخال الإبل والأرانب والقطط والكلاب البرية إلى الصحراء الأسترالية في انقراض العديد من الحيوانات الأخرى، مثل العصابات الصحراوية والشيطان التسماني.

وبالنظر إلى 14 حيوانًا كبيرًا وجدت الدراسات أن 86% منها أي عشرة من الأنواع إما انقرضت فعلًا أو مهددة بالانقراض، وأربعة منهم أي ما يعادل 28% منها قد انقرضت بالفعل في المنطقة، فقد اختفى حيوان البوبال هارتبيست “Alcelaphus buselaphus” إلى الأبد بينما انقرض المها ذو القرون المنجلية “Oryx dammah” في البرية على الرغم من وجود جهود لإعادة إدخاله، وفي هذه الأثناء أيضًا اختفى اثنان من أفضل المفترسات في الصحراء وهي الكلب البري الأفريقي “Lycaon pictus” والأسد الأفريقي “Panthera leo”.

كائنات مهددة بالزوال في الصحراء

تعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراء حارة في العالم، وتمتد عبر شمال إفريقيا، وتشمل 13 دولة من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر. وعلى الرغم من قسوة الظروف المناخية في الصحراء، إلا أنها موطن للعديد من الأنواع الحيوانية. ومع ذلك، فإن هذه الأنواع تواجه خطر الانقراض بسبب الأنشطة البشرية والصيد والجفاف وفقدان الموائل.

الظباء والغزلان:

تعاني الظباء والغزلان في الصحراء من الإفراط في الصيد والجفاف وفقدان الموائل. وقد أُدرجت الكثبان الرملية على أنها مهدّدة لها بالانقراض بشدة، مع بقاء أقل من 300 من الظباء في تشاد والنيجر، كما أن منطقة غزال داما المهددة بالانقراض بشكل كبير، قد تم تقليصها إلى مناطق من تشاد ومالي والنيجر، وهناك الغزال النحيف مدرج في قائمة الحيوانات الصحراوية المهددة بالانقراض، حيث بقي 250 إلى 300 غزال فقط في الجزائر ومصر وليبيا وتونس، أما غزال كوفيير فهو في وضع أفضل قليلاً من الظباء الأخرى، حيث يوجد منه ما يقرب من 2500 غزال منتشر في الحدائق في جميع أنحاء الجزائر والمغرب وتونس، وفي حين أن الصيد الجائر لا يزال يمثل خطرًا، يبدو أن الحظر المفروض على صيد غزال كوفيير في الجزائر كان له تأثير إيجابي، وساحل البحر الأبيض المتوسط، فقد تم تدمير مواطن هذه السلاحف الصغيرة؛ بسبب جمع وتجارة الحيوانات الأليفة، وموطنها الوحيد المعروف حالياً هو في ليبيا، حيث السلاحف لا يحميها القانون هناك.

سمكة الأفانيوس الصحراوية:

توجد سمكة الأفانيوس فقط في الصحراء الكبرى، في حوض نهر ساعورا بالقرب من منطقة مازر في الجزائر. ويبلغ طول هذه السمكة الصغيرة 13/4 بوصة فقط، وتتغذى على العوالق الحيوانية والطحالب والنباتات المائية الأخرى. وقد انخفض موطنها المائي بشكل كبير بسبب الجفاف وتلوث المياه الجوفية والضخ للاستخدام الزراعي. كما أنها مهددة من قبل أسماك البعوض في أمريكا الشمالية. وفي عام 2004، فاق عدد أسماك البعوض الأسماك المحلية بنسبة 100 إلى 1. وتم إدراج أسماك الأفانيوس على أنها مهددة بالانقراض على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.

فهد الصحراء:

مع بقاء أقل من 250 فهدًا بالغًا في البرية، تم إدراج الفهد الصحراوي المراوغ على أنه معرض للخطر الشديد في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. وتوجد منه مجموعات صغيرة في الجزائر والنيجر. والموطن الأساسي للفهد الصحراوي هو المناطق الجبلية الصخرية في الصحراء وما يصاحبها من الصرف الجاف ومجاري الأنهار. وتشمل فريسته الرئيسية الأغنام البربرية، وغزال دوركاس، وغزال الداما، والطيور الكبيرة والقوارض. وأدى فقدانه لمواطنه والصيد من قبل السكان المحليين وانخفاض عدد فرائسه الأساسية إلى تعريض الفهد الصحراوي لخطر الانقراض.

مصادر ومراجع

  1. John L. Gittleman,”extinction”,britannica, Retrieved 5/1/2022. Edited.
  2. David McGuffin,”EXTINCT ANIMALS IN THE DESERT”,animals.mom., Retrieved 21/1/2022. Edited.
  3. Jeremy Hance,”86 percent of big animals in the Sahara Desert are extinct or endangered”,news.mongabay, Retrieved 21/1/2022. Edited.
  4. Ruth de Jauregui,”ENDANGERED SPECIES IN THE SAHARA DESERT”,animals.mom, Retrieved 6/1/2022. Edited.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

كائنات حية اختفت من عالمنا مؤخراً

المقال التالي

الكائنات الحية المعرضة لخطر الزوال: أسباب وحلول

مقالات مشابهة