قوة المغناطيس في أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي

استكشاف دور المغناطيسات في أجهزة الرنين المغناطيسي، وفوائدها ومخاطرها، بالإضافة إلى لمحة عامة عن تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي.

أجهزة الرنين المغناطيسي: القلب المغناطيسي

تعتمد أجهزة الرنين المغناطيسي، أحد أهم إنجازات الطب الحديث، بشكل أساسي على مغناطيسات هائلة القوة. تتراوح قوة هذه المغناطيسات في الأجهزة الطبية المستخدمة حالياً بين 1.5 و 3 تسلا (وحدة قياس شدة المجال المغناطيسي)، مقارنةً بالمجال المغناطيسي الأرضي الذي يبلغ حوالي 0.00006 تسلا فقط. [1]

يتألف جهاز الرنين المغناطيسي من عدة مكونات رئيسية، أهمها المغناطيس الرئيسي، والمغناطيسات المتدرجة، وملفات إرسال واستقبال الإشارات. يُولّد المغناطيس الرئيسي مجالاً مغناطيسياً قوياً للغاية يؤثر على الذرات داخل جسم الإنسان. فكل ذرة تحتوي على إلكترونات تدور حول النواة، مما يُنشئ مجالات مغناطيسية صغيرة. [1]

عند تشغيل المغناطيس الرئيسي، تتأثر هذه المجالات المغناطيسية الصغيرة، وتُرتّب نفسها بالتوافق مع المجال القوي المُنشأ. عند إيقاف المغناطيس الرئيسي، تعود هذه المجالات إلى وضعها الطبيعي. هذا التغيير السريع يُسجّل بواسطة الجهاز، مما يُمكّن من الحصول على صور دقيقة لأعضاء الجسم المختلفة. [1] تساعد المغناطيسات المتدرجة في توليد مجالات مغناطيسية متغيرة، مما يسمح بالتركيز على أجزاء محددة من الجسم خلال عملية الفحص. [1]

التصوير بالرنين المغناطيسي: نظرة داخلية دقيقة

يُعدّ التصوير بالرنين المغناطيسي تقنية طبية متطورة تُمكّن الأطباء من رؤية داخل جسم الإنسان بتفاصيل عالية الدقة دون الحاجة إلى إجراء جراحات. اعتمدت هذه التقنية على استخدام مغناطيسات قوية وموجات راديو لإنشاء صور تفصيلية للحالات الطبية المختلفة. تم اختراع أول جهاز رنين مغناطيسي في نيويورك عام 1977م، ومنذ ذلك الحين شهد الجهاز تطوراً هائلاً. [2]

استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي واسع الانتشار في تشخيص حالات طبية متنوعة، مثل التصلب المتعدد، وأورام الدماغ، وتمزق الأربطة، والتهاب الأوتار، والسرطان، والسكتات الدماغية، وغيرها الكثير. أحدثت هذه التقنية ثورة في عالم الطب بفضل دقة صورها وقدرتها على الكشف عن تفاصيل دقيقة تُساعد في التشخيص المبكر والعلاج الفعال. [2]

السلامة و الاحتياطات اللازمة

على الرغم من عدم انبعاث إشعاعات مؤينة من أجهزة الرنين المغناطيسي، كما هو الحال في الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب، إلا أن المجال المغناطيسي القوي الذي يُولّده يمتد إلى ما وراء الجهاز ويُشكّل خطورة على الأشياء المصنوعة من الحديد والفولاذ. [3] لذلك، يجب توخي الحذر الشديد و اتباع إجراءات السلامة اللازمة لتجنب أي حوادث أو أضرار قد تحدث نتيجة لذلك. و يتطلب ذلك تقييد دخول المواد الحديدية إلى غرفة الفُحص. يجب أيضاً أخذ الحيطة والحذر مع المرضى الذين لديهم غرسات معدنية، لأن المجال المغناطيسي قد يؤثر عليها بشكل سلبي. [3]

بالإضافة إلى ذلك، تُصدر أجهزة الرنين المغناطيسي ضوضاء عالية قد تصل شدتها إلى 120 ديسيبل في بعض الأجهزة، مما يتطلب حماية خاصة للأذان خلال عملية الفحص. كما يمكن أن يُسبب التغير السريع في المجال المغناطيسي تحفيزاً عصبياً في بعض الحالات. لذلك، يُمنع استخدام أجهزة الرنين المغناطيسي بدون وجود طاقم طبي متخصص ومدرب على التعامل معها واحتياطات السلامة. و ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية لمنع حدوث أي مضاعفات خطيرة. [3]

المراجع

  1. [1] Magnetic Resonance Imaging (MRI), nibib.nih.gov.
  2. [2] The Physics of MRI and How We Use It to Reveal the Mysteries of the Mind, kids.frontiersin.org.
  3. [3] The Role of Magnets in MRI Scanner’s, goudsmit.com.

جدول المحتويات

البندالرابط
قوة المغناطيس في أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي#المغناطيس_في_الرنين_المغناطيسي
التصوير بالرنين المغناطيسي: نظرة داخلية دقيقة#التصوير_بالرنين_المغناطيسي
السلامة و الاحتياطات اللازمة#السلامة_والاحتياطات
المراجع#المراجع




Total
0
Shares
المقال السابق

دور المعلم في سد الفجوات التعليمية

المقال التالي

مُؤسسات النشر في المملكة العربية السعودية

مقالات مشابهة