قمة إسلامنا: الجهاد في سبيل الله

بحث شامل في فضائل الجهاد في سبيل الله، تعريفه، أحكامه، شروطه، وأجره العظيم عند الله.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
جوهر الإسلام: الجهاد كقمةٍ سامقة #section1
معنى السنام والجهاد: شرح لغوي واصطلاحي#section2
أحكام الجهاد وشروطه: واجبٌ أم ندب؟#section3
ثواب الجهاد: الجزاء العظيم في الآخرة#section4
المصادر والمراجع#references

جوهر الإسلام: الجهاد كقمةٍ سامقة

في حوارٍ بين معاذ بن جبل -رضي الله عنه- ورسول الله صلى الله عليه وسلم، سأل معاذ النبي الكريم عن أمرٍ جديدٍ في دينه. فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى مجموعة من الوصايا، ثم قال له:(ألا أخبرُكَ بِرَأسِ الأَمرِ كلِّهِ وعمودِهِ، وذِروةِ سَنامِهِ؟ قلتُ: بلى يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُهُ الصَّلاةُ، وذروةُ سَنامِهِ الجِهادُ)،[١]

يُبيّن هذا الحديث الشريف أن الإسلام قائم على أركان متينة، فالجهاد يُشبه قمة السنام، أعلى ما يكون، وهو ما يُبرز قوة الإسلام ونشره بين الناس. استخدم النبي صلى الله عليه وسلم تشبيه الجمل لأهميته عند العرب آنذاك، مُشبهًا الجهاد بقمة سنام الجمل البارز والواضح.

معنى السنام والجهاد: شرح لغوي واصطلاحي

لُغةً، السنام هو مفرد أسمنة، وهي كتلةٌ من الشحم المحدبة على ظهر الإبل. كما يُطلق السنام على أعلى شيءٍ في أيِّ موضوعٍ. [٣] أما الجهاد فلُغته تدل على السعي والبذل والمشقة، سواءً كان ذلك جهدًا بدنيًا أو ذهنيًا، وقد يُراد به القتال والكفاح.[٤]

اصطلاحًا، يتعدد تعريف الجهاد عند الفقهاء، إلا أنهم اتفقوا على أنه قتال الكفار بعد دعوتهم إلى الإسلام أو دفع الجزية. ويشمل الجهاد الدفاع عن بلاد المسلمين وإعلاء كلمة الله تعالى. وقد عرّفه بعض الفقهاء بأنه بذل الجهد و الطاقة في سبيل الله، بالنفس والمال واللسان، ودعوة الناس إلى الحقّ، ومقاومة من رفضه. [٥]

أحكام الجهاد وشروطه: واجبٌ أم ندب؟

فرض الله تعالى الجهاد على المسلمين بقوله:(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ)،[٦] وقوله:(انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّـهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ)،[٧] وهو فرض كفاية، يسقط الإثم عن من لم يشارك إذا قام به كافٍ من المسلمين. لكنّه قد يكون فرض عين في حالتي هجوم العدو على بلدٍ مسلم، أو عند إعلان الحاكم النفير العام، كما جاء في قول الرسول عليه الصلاة والسلام:(وإذا استُنفِرتم فانفِروا).[٩]

يشترط في من يجب عليه الجهاد الإسلام، والعقل، والبلوغ، والذكورة، والقدرة على مؤنة الجهاد، والسلامة من العجز. فمن كان كافرًا، أو مجنونًا، أو صغيرًا، أو امرأة، أو عاجزًا، أو غير قادر على توفير نفقات الجهاد، يسقط عنه وجوب الجهاد. وقد أضاف بعض الفقهاء شروطًا أخرى، مثل إذن الوالدين للقاصر، وإذن الدائن للمدين. [٨، ١١، ١٢]

ثواب الجهاد: الجزاء العظيم في الآخرة

وعد الله تعالى المجاهدين في سبيله بأجرٍ عظيم، فهو تجارةٌ رابحةٌ كما جاء في قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ*تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).[١٤]

الجهاد من أفضل الأعمال بعد الإيمان، كما جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن أفضل الأعمال: (إيمانٌ باللهِ ورسولهِ، قيل: ثمّ ماذا؟ قال: الجهادُ في سبيلِ اللهِ، قيل: ثمّ ماذا؟ قال: حَجٌ مبرورٌ).[١٥] كما وعد الله تعالى الشهداء في سبيله أعلى الدرجات في الجنة، وأن أرواحهم تُنعَم بالراحة في الجنة، كما قال تعالى:(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).[١٦]

المصادر والمراجع

[١] رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن معاذ بن جبل، صحيح.

[٦] سورة البقرة، آية: ٢١٦

[٧] سورة التوبة، آية: ٤١

[٩] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، صحيح.

[١١] سورة التوبة، آية: ٩١

[١٢] سورة الفتح، آية: ١٧

[١٤] سورة الصف، آية: ١٠-١١

[١٥] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، صحيح.

[١٦] سورة آل عمران، آية: ١٦٩

( المراجع الأخرى ستُضاف هنا بعد التحقق من دقة المعلومات ومصادرها)

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أداء العقيقة بعد مرور أعوام: هل هو صحيح شرعاً؟

المقال التالي

طرق فعالة للتخلص من التدخين

مقالات مشابهة