الحمار والجلد المسروق
في قديم الزمان، بينما كان حمار يتجول في البادية، عثر تحت ظل شجرة على جلد أسد مهجور. لمعت في رأسه فكرة، وهي أن يرتدي هذا الجلد ليتشبه بالأسد، ولو ليوم واحد، ويرى كيف ستحترمه وتخافه جميع الحيوانات.
وبالفعل، ارتدى الحمار جلد الأسد وبدأ يتبختر في الغابة. كلما مر على حيوان، كان الحيوان يبتعد خوفًا ورهبة، ظنًا منهم أنه الأسد. استمر الأمر على هذا الحال حتى اكتشف الذئب حيلته، وشك في مظهره. قال الذئب للحمار: “أنت لست أسدًا!”.
حاول الحمار أن يزأر كالأسد، لكن صوته خانه، فبدلًا من الزئير، خرج نهيق حمار. عندها وبخه الذئب الماكر قائلًا: “اخلع جلد الأسد! أنت حمار منذ ولدت وستبقى كذلك”.
الذئب والكلاب الحارسة
يحكى أن مجموعة من الخراف الصغيرة كانت تعيش في مرعى واسع، تنعم بالأمان والسلام والمحبة. كان يحرسها ثلاثة كلاب أوفياء، فلم تشعر الخراف الصغيرة يومًا بالخوف من الذئاب.
كان الراعي رجلًا طيبًا يحب خرافه كثيرًا ويعتني بها. كان يجلس كل يوم تحت ظل شجرة مورقة ويبدأ في عزف ألحان عذبة، والخراف تلتف حوله في دائرة واسعة. هكذا كانت الحياة هادئة في المرعى الجميل.
في أحد الأيام، اقترب ذئب شرير من المرعى وأخذ يراقب الخراف الصغيرة والراعي. لكنه عندما رأى الكلاب الثلاثة، لم يجرؤ على الاقتراب. فجأة، لاحظ الذئب أن الكلاب الثلاثة بدأت تتشاجر وتتقاتل فيما بينها، وانشغلت عن حراسة الخراف. ابتهج الذئب المحتال.
أخذ الذئب يفكر قائلًا: “الآن حانت الفرصة للهجوم على المرعى!”. وبالفعل، اقترب الذئب ببطء من القطيع، فرأى نعجة صغيرة تقف وحيدة، فانقض عليها وغرس أنيابه ومخالبه فيها. بدأت النعجة تستغيث بأصدقائها، فسمع الكلاب صراخها، فتوقفوا فورًا عن القتال وأسرعوا لإنقاذها.
عندما رأى الذئب الكلاب قادمة، اضطر إلى ترك النعجة والهرب خارج المرعى مذعورًا.
مغامرات القط الطائر
أحضر محسن عصا وخيطًا ليصنع طائرة ورقية ويطيرها في الهواء. كان القط يقف أمامه يراقبه. مر بائع بالونات، فاشترى منه محسن ثلاث بالونات ليربطها في الطائرة.
أطلق محسن الطائرة في الهواء، فارتفعت وهي تحمل القط، والقط كان سعيدًا. انقطع خيط الطائرة من يد محسن، فطارت بالقط، وجرى محسن وراءها.
طارت الطائرة بعيدًا، ومحسن يجري ولا يراها، حتى وصل إلى السكة الحديد. كان القطار يمر على السكة الحديد، فوقف محسن في مكانه حتى مر القطار.
علقت الطائرة في أسلاك الهاتف، فأصبح القط يلعب في الهواء وهو فرح. رأى محسن الطائرة على الأسلاك، فجرى إلى الناس ليخلصوا القط والطائرة.
أسرع الناس إلى القط ومعهم سلم كبير لإنزال القط المعلق في الهواء. وضعوا السلم على العمود وصعد واحد منهم وسحب القط إليه بالعصا.
فرح محسن وشكر الناس، وجلس القط يفكر في رحلته اللطيفة.
الحمار والحصان المحتال
في قديم الزمان، كان هناك مزارع يمتلك حمارًا وحصانًا. كان الحمار نشيطًا ومطيعًا على الرغم من صغر حجمه. أما الحصان فكان كسولًا كثير الشكوى على الرغم من قوته وضخامة حجمه مقارنة بالحمار.
في فصل الصيف، عندما حصد المزارع محصوله من القمح، قرر أن يبيع جزءًا منه في سوق المدينة، التي تبعد عن قريته مسيرة يومين.
في صباح اليوم الموعود، قسم المزارع القمح إلى حملين: حمل ثقيل للحصان، وحمل أخف للحمار. ثم انطلق في اتجاه سوق المدينة، يقود دابتيه.
في الطريق، بدأ الحصان يشتكي من ثقل الحمل قائلًا: “يكاد ظهري ينكسر من ثقل هذا الحمل! ليتنا نرتاح قليلًا”. فرد الحمار: “اصبر قليلًا يا صاحبي، وسوف نرتاح عند حلول الليل”. فقال الحصان في نفسه: “تقول ذلك لأن حملك أخف من حملي بكثير”.
عند حلول الظلام، خيم المزارع قرب شجرة، منتظرًا بزوغ الفجر حتى يكمل رحلته. أكل وشرب وقدم علفًا لدابتيه. وأخيرًا استسلم الجميع للنوم، إلا الحصان الذي ظل مستيقظًا ينتظر نوم رفيقيه ليتسلل ويبدل حمله بحمل الحمار.
في الصباح، قام المزارع بتحميل الدابتين، ثم استأنف سفره. وفي الطريق كان الحصان يمشي مرتاحًا لأنه يحمل الحمل الخفيف، بينما كان الحمار يمشي ويتعثر بين الحين والآخر بسبب ثقل حمله.
فجأة، سقط الحمار من شدة الإرهاق، وتأذى حافره. فقال الحصان: “يا إلهي! يا لك من مسكين! سأخلصك من هذا الحمل”. فهرع إليه المزارع وقام بإسعافه. فكر المزارع قليلًا ثم قال في نفسه: “لا مفر، يجب أن أحمل كل القمح على ظهر الحصان حتى أستأنف سفري”. ثم جعل الحصان يحمل كلا الحملين.
وهكذا نال الحصان المخادع جزاءه، وأجبر على حمل كل القمح على ظهره حتى سوق المدينة، بسبب أنانيته واحتياله على الحمار.
أهمية القصص التربوية للأطفال
عادة ما ينام الأطفال بشكل مختلف عن الكبار. يقضي الأطفال أوقاتهم في اللعب، ويشعرون بأنهم سيفوتهم شيء من المتعة إذا ذهبوا إلى النوم، على عكس الكبار الذين يدركون أن النوم مصدر للراحة، وينامون متى شعروا بالتعب والإرهاق. أما الأطفال فمفعمون بالحيوية والنشاط، لدرجة أنهم لا يرغبون في النوم إلا بطريقة تجعلهم يغطون في النوم دون أن يشعروا، وهذه الطريقة غالبًا ما تكون من خلال القصص والحكايات، حكايات ما قبل النوم.
إضافة إلى أن هدف هذه الحكايات هو أن يشعر الطفل بالتسلية ثم يغفو وينام، يجب أن يكون لها مغزى آخر، وأن تكون مفيدة للطفل وليست شيئًا عبثيًا؛ لأن الإنسان يغفو وتفكيره يركز على آخر شيء سمعه أو رآه.
لذا نجد الكثيرين يحلمون بشيء بمجرد نومهم، وهذا الشيء قد رأوه قبل أن يغفوا. وهذا دليل على أن الحكايات التي نريد أن تروى لأطفالنا هي شيء نريده أن يرتبط بأذهانهم ويؤثر إيجابًا على نفسياتهم، ويبث شيئًا من المشاعر الجميلة التي تؤثر على قدراتهم وإقبالهم وتفكيرهم.
من المهم جدًا اختيار الحكايات بعناية. يجب على الأم أو الأب أن يختار جزءًا من الحكايات والجزء الآخر يؤلفه بما يتناسب مع طفله، فالأطفال متباينون في رغباتهم، وخاصة مع الجيل الذي يعيش التطور.
نجد رغباتهم متشابكة في بعض الأحيان؛ فعندما يكون الطفل يحب السيارة أو امتلاك جهاز لابتوب أو ما شابه، فعلى الأم والأب أن يصيغا قصة حول هذا الأمر، حول اهتمام طفلهم. إذا كان الطفل يحب نوعًا ما من الحيوانات أو الطيور، فلتكن هي الشخصية الرئيسية في الحكايات التي تروى له.
يمكن أن تكون الحكايات تسجيلًا صوتيًا أو فيديو لأنشودة أو مقاطع لأطفال يستمتع بها الطفل إذا شاهدها ويشاهدها على الهاتف المحمول أو الحاسوب قبل أن ينام. فالحكايات لا تقتصر على الكلمات التي اعتدنا أن نسمعها وحسب، بل هي الآن أخذت نطاقًا أكبر، ولذلك يجب أن يكون هناك اهتمام بها أكثر وبطريقة عرضها وسردها للطفل قبل نومه.