قصص عربية تراثية: عبر وحكم من الماضي

مجموعة قصصية عربية قديمة تتضمن حكاية المرأة والشيوخ الثلاثة، وقصة الأخوات الخمس، وحكاية القاضي وبائع الدجاج، جميعها تحمل في طياتها عبرًا وحكمًا.

حكاية المرأة وثلاثة الحكماء

في سالف العصر والأوان، كانت هناك ثلاثة شيوخ يتميزون بلحاهم البيضاء الطويلة، استقروا ذات يوم في فناء منزل يقع في قرية نائية. كانت تسكن هذا البيت أسرة تتكون من ستة أفراد: أب وأم، وأربعة أبناء، وزوجة الابن المقيم خارج البلاد.[1]

في أحد الأيام، خرج الزوج باكرًا للعمل، وتركت الزوجة مع زوجة ابنها في المنزل، حيث انشغلتا بتحضير الطعام وتنظيف البيت. وبينما كانت الزوجة تنظف الفناء وتتخلص من القمامة، رأت الشيوخ الثلاثة جالسين. طلبت زوجة الابن من الشيوخ أن يدخلوا البيت لشرب الماء وتناول الطعام، لكن أحد الشيوخ سألها عن زوجها، فأخبرته بأنه ليس موجودًا. اعتذر الشيخ وأخبرها بأنه لا يستطيع الدخول إلى البيت في غياب صاحبه.[1]

عندما عاد الزوج إلى البيت في المساء، طلب من زوجة ابنه أن تحضر له الطعام. قبل أن يبدأ الأكل، أخبرته زوجته عن الشيوخ الثلاثة الجالسين في الفناء، وأنهم رفضوا الدخول في غيابه. طلب الزوج من زوجته أن تدعوهم للدخول. وعندما فعلت ذلك، رفضوا الدخول جميعًا في وقت واحد، وأخبروها بأنهم سيدخلون بالتوالي. طلبوا منها أن تختار من يدخل أولًا. قال أحدهم: “اسمي النجاح”، وقال الثاني: “اسمي الثروة”، وقال الثالث: “اسمي المحبة”. فمن يجب أن يدخل أولًا؟ [1]

ذهبت الزوجة لتستشير زوجها، فقال لها: “الثروة تجعلنا أغنياء، والنجاح يجلب معه الثروة”. لكن زوجة الابن تدخلت وقالت: “دعونا نختار المحبة، لأنها تمنحنا السعادة والفرح والأمان”. فذهبت الزوجة وقالت: “فليتفضل المحبة”. فنهض شيخ المحبة ودخل البيت، وتبعه النجاح والثروة. وهكذا، عاشت العائلة بسعادة كبيرة. [1]

قصة مؤثرة للأخوات الخمس

كان هناك رجل فقد زوجته ولديه خمس بنات، جميعهن في سن الزواج. أراد الأب أن يزوجهن ليطمئن عليهن، وكان يرغب في أن تتزوج الابنة الكبرى أولًا، ثم تتزوج بقية البنات بالترتيب. [2]

تقدم أربعة رجال لخطبة البنات، ووافقت البنات الأربعة على الزواج، لكن الابنة الكبرى رفضت الزواج وفضلت رعاية أبيها وإدارة شؤونه. مرت السنوات بسرعة، وكبرت الابنة ولم يعد أحد يتقدم لخطبتها. بعد فترة، مرض الأب مرضًا شديدًا وتوفي، وترك وصية لبناته لتقسيم الميراث. [2]

نصت وصية الأب على عدم بيع البيت أو تقسيمه إلا بعد زواج الابنة الكبرى. لكن مع الأسف، لم تهتم البنات الأربعة بوصية الأب وقمن ببيع البيت. لم تستطع دموع الأخت الكبرى منع بيع البيت. لم تجد الأخت الكبرى حلاً سوى أن تذهب إلى من اشترى البيت وأخبرته بقصتها، فوافق على أن تظل في البيت حتى تجد مكانًا آخر للعيش. [2]

في أحد الأيام، بينما كانت الابنة تجلس في البيت وحيدة وحزينة، طرق الباب. كان الرجل صاحب البيت الجديد. ظنت الابنة أنه سيطردها من البيت، لكنها تفاجأت عندما أخبرها بأنه تنازل عن البيت لها وقدمه مهرًا مقابل أن توافق على الزواج منه. فرحت الابنة الكبرى كثيرًا وعرفت أن الله لن يضيع تعبها مع أبيها وعاشت مع زوجها بسعادة. [2]

حكمة بالغة في حكاية القاضي وبائع الدواجن

في أحد الأيام، ذهب رجل إلى بائع الدجاج ومعه دجاجة مذبوحة ليقطعها له. طلب منه البائع أن يضع الدجاجة ليقطعها لاحقًا. بعد وقت، جاء القاضي ليشتري دجاجة لبيته، فأخبره البائع أن الدجاج قد نفد ولا يوجد سوى هذه الدجاجة التي تركها الرجل ليقطعها. طلب القاضي من البائع أن يبيعه دجاجة الرجل وأن يخبر صاحبها بأنها طارت. لكن بائع الدجاج اندهش من كلام القاضي وقال له: “لا يوجد عقل يصدق ما تقول”. [3]

قال القاضي لبائع الدجاج: “صاحب الدجاجة سيأتي ليقاضيك عندي فلا تقلق”. بعد ذلك، جاء صاحب الدجاجة يريد دجاجته، فقال له البائع: “دجاجتك قد طارت”. غضب صاحب الدجاجة وارتفع صوته حتى تطور الأمر إلى شجار وذهبا معًا إلى القاضي. [3]

عندما وصل بائع الدجاج عند القاضي ورآه، ابتسم وظن أن هذا القاضي هو نفسه الذي أعطاه دجاجة الرجل المذبوحة، لهذا سيمنحه البراءة. وطلب القاضي معرفة القصة، فقال صاحب الدجاجة: “أحضرت له دجاجة مذبوحة كي يقطعها، وعندما عدت لآخذها قال لي بأنها طارت”. [3]

غضب القاضي وقال له: “هل تعلم يا بائع الدجاج أن كلامك غريب، وأنك مدان وعليك أن تدفع ثمن الدجاجة مضاعفًا للرجل”. شعر بائع الدجاج بالندم الشديد وسرد قصته على القاضي الذي خدعه. فقال له القاضي الذي حكم في القصة: “إن الله لا يقبل بالظلم، لهذا إن كان القاضي ظالمًا ستضيع العدالة”. [3]

المصادر

  1. [1] “قصه لها معنى قصة ” المرأة و الشيوخ الثلاثة “”،المدونة
  2. [2] “قصة الأخوات الخمسة”،قصص وحكايات كل يوم
  3. [3] “قصة القاضي وبائع الدجاج”،مجلة لها
Total
0
Shares
المقال السابق

نوادر جحا الفكاهية

المقال التالي

قصص إسلامية مؤثرة

مقالات مشابهة