قصص سعاد ناصر: رحلة في ظلال وارفة

الجدول

استكشاف عالم “ظلال وارفة”: مجموعة قصصية لسعاد ناصر

تُعدّ مجموعة “ظلال وارفة” لسعاد ناصر، الصادرة عن دار روافد في الكويت عام 2007م (1428هـ)، تحفة أدبية تتناول ببراعة مجموعة من المواضيع الإنسانية العميقة. يتألف هذا العمل من عشرين قصة تُغطي ما يقارب 140 صفحة، وقد تميزت بنشرها بمبادرة فريدة؛ فهي تُهدى ولا تُباع، كما هو مذكور على غلافها. تُسلط المجموعة الضوء على مفهوم الألفة والوحشة النفسية، وتُبرز ذلك من خلال شخصياتها المتنوعة ومواقفها المتعددة.

قصص تُجسد الألفة والوحشة

تُعدّ قصتا “رجوع” و”حين تزهر أوراق السفر” من أبرز القصص التي تُجسد موضوع الألفة والوحشة في المجموعة. ففي قصة “رجوع”، تتبع الكاتبة قصة شاب يُعاني من صعوبات الحياة بعد وفاة والده، مما يُؤدي إلى سفره للخارج وتغيّر مسار حياته. يُظهر هذا الموقف الوحشة النفسية التي يُعاني منها الشاب بعيداً عن أحبائه وعن أحلامه. أما قصة “حين تزهر أوراق السفر”، فهي تُجسّد مأساة فراق الأم لابنها الذي يُغادر إلى بلادٍ بعيدة لإكمال تعليمه. وتُبرز الكلمات ألم الفراق وحزن الأمّ وحنينها الدائم لابنها الغالي.

كلماتٌ تُعبر عن الروح

تُضفي أسلوب سعاد ناصر الجميل بُعداً خاصاً على مجموعة قصصها. فالكلمات تُجسّد مشاعر الشخصيات بطريقة مؤثرة، حيث تُعبّر عن عمق الأحاسيس والأفكار. إليكم بعض الاقتباسات التي تُلقي الضوء على أسلوب الكلمات:

• “اشتقت إلى حنان أمي، إلى لهفتها عليَّ، افتقدت الجلوس مع عائلتي على مائدة واحدة، نأكل في صحن واحد، نتسابق على قطع اللحم القليلة، نتبادل الضحكات”.
• “كانت أمه تُوقظه مع الفجر ليذهب إلى الشاطئ مع إخوته ومجموعة من أطفال القرية لانتظار السفن الصيد التي خرج بها آباؤهم، فتخرج السفن، ويفرز السمك، ويذهب كل واحد إلى شأنه، ويظل هو في البحر، يضمه بصدره، ويدخل معه في علاقة حميمة خاصة، حوارية أو صامتة، إلى أن تغيب الشمس”.
• “أخذ حجرًا وجلس عليه بين يدي التلفزيون في انتظار موعده مع الرجل الذي وعد بترحيله إلى الضفة الأخرى من البحر بعد أن سلمه كل النقود التي ادَّخَرَها لزواجه من جارته”.

تُقدم مجموعة “ظلال وارفة” تجربة قراءة غنية تُلامس الروح وتُثير التأمل. فهي ليس مجرد مجموعة قصص، بل رحلة في عالم الأحاسيس والعواطف الإنسانية.

المراجع:

• ناصر، سعاد. ظلال وارفة. روافد، 2007.