جدول المحتويات
نبي الله لوط عليه السلام
تُذكر قصة نبي الله لوط عليه السلام في القرآن الكريم كواحدة من القصص الهامة التي تُلقي الضوء على رحمة الله ونوره والعذاب الذي يحيق بالظالمين. كان لوط عليه السلام ابن أخي إبراهيم عليه السلام، وقد آمن برسالة عمّه منذ البداية، وقام بتأييده في مختلف الظروف.
ذكر الله سبحانه وتعالى قصصاً لعددٍ من أنبيائه وحالهم مع أقوامهم، ومن بين هؤلاء الأنبياء نبيّ الله لوط -عليه السّلام-، فقد كان لوط ابن أخ إبراهيم -عليهما السّلام-، وكان مقيماً معه في أرض العراق وآمن برسالة عمّه ودعوته ووقف معه في شتّى الظّروف وأحلكها.[١]
وُلد لوط عليه السلام في بلاد الرافدين، ثم هاجر مع عمّه إبراهيم إلى فلسطين، وبعد ذلك انتقل إلى شرق نهر الأردن حيث توجد هناك قرى سدوم وعمورة، وهناك بدأ الله باختياره لنبوة رسالة إرشاد قومه.
أفعال قوم لوط
اشتهر قوم لوط بالفساد والعادات المنحرفة، إذ كانوا يمارسون الفواحش الخليعة، ودعوا إلى الإنحراف عن فطرة الله سبحانه وتعالى. كانت أفعالهم مشينة وقبيحة، وصاروا يعلنونها علنًا، ويتباهون بها في مجالسهم.
وقف نبي الله لوط عليه السلام بين قومه داعيًا إلى التوبة وترك المعاصي، وحذرهم من عذاب الله، لكنهم رفضوا وعاندوا، فكانوا لا يستمعون لصوته، بل سخرّوا من دعوته.
عقاب قوم لوط
أرسل الله تعالى ملائكةً إلى نبي الله لوط عليه السلام ليخبرونه بعذاب قومه، وأمرهم أن يخرجوا من القرية ليلةً، وأن لا ينظر أحدٌ من أفراد أسرته إلا امرأته، لأنها ستكون جزءًا من العذاب، قال تعالى:(قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ).[٧][٨]
في صباح اليوم التالي، حطّ العذاب على قوم لوط، حيث غمرت القرية بالويلات، وحطّم الله عاليها سافلها وأمطر عليها حجارةً من سجيل، قال تعالى:(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ* فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ).[٩][١٠]
وتُعتبر قصة نبي الله لوط عليه السلام درساً وعبرةً هامةً لنا جميعاً، فهي تُذكّرنا بقوة الله وعقابه للظالمين، وبأنّ رحمة الله واسعة، لكنّه يعاقب من خالف أوامره.
المراجع
[١] شرف الدين الحسين بن عبد الله الطيبي،كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب، صفحة 163. بتصرّف.
[٢] أبشمس الدين محمد بن أحمد بن علي بن عبد الخالق، المنهاجي الأسيوطي،كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى، صفحة 115، جزء 2. بتصرّف.
[٣] محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري،موسوعة الفقه الإسلامي، الأردن:بيت الأفكار الدولية، صفحة 130، جزء 5. بتصرّف.
[٤] سورة هود، آية:80
[٥] أبو جعفر، محمد بن جرير الطبري،كتاب تفسير الطبري، السعودية:دار التربية والتراث، صفحة 418، جزء 15. بتصرّف.
[٦] وهبة الزحيلي (1991)،كتاب التفسير المنير(الطبعة 1)، سوريا:دار الفكر، صفحة 107-109. بتصرّف.
[٧] سورة هود، آية:81
[٨] مجموعة من المؤلفين،كتاب موسوعة التفسير المأثور، صفحة 318. بتصرّف.
[٩] سورة الحجر، آية:73-74
[١٠] عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (2000)،تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان(الطبعة 1)، لبنان:مؤسسة الرسالة، صفحة 827. بتصرّف.