فهرس المحتويات
مكان إقامة قارون |
أرض التيه: رحلة بني إسرائيل |
من هو قارون؟ نسبه وحياته |
قصة قارون والعبر المستفادة |
المراجع |
مكان إقامة قارون: بين التاريخ والأسطورة
كان قارون من قوم موسى عليه السلام، من بني إسرائيل الذين سكنوا مصر. شارك في رحلة الخروج من مصر عبر البحر، لكنّ قصة قارون لم تقع في مصر نفسها، بل حدثت بعد خروجهم في أرض التيه. تشير كتب التوراة إلى أنَّ الخسف بقارون وقع بعد مغادرة مصر. مع ذلك، انتشرت في مصر أسطورة تربط قارون بمنطقة الفيوم وبحيرة تُعرف اليوم باسم بحيرة قارون، مما يُرجّح أن يكون هذا المكان مرتبطاً بحياته.
أرض التيه: رحلة بني إسرائيل الطويلة
أمر الله تعالى موسى عليه السلام بإخراج قومه إلى الأرض المقدسة، نحو أريحا، لمحاربة الجبابرة هناك. أرسل موسى اثني عشر رجلاً من الأسباط لاستطلاع المنطقة، فواجهوا جباراً حاول قتلهم، إلا أن زوجته تدخلت لإنقاذهم. اتفق الرجال على إخفاء هذا الخبر عن قومهم، خوفاً من تراجعهم عن القتال. لكنَّهم، عند عودتهم، كشفوا الحقيقة إلا اثنين منهم، فامتنع بنو إسرائيل عن السير للأرض المقدسة. وعاقبهم الله تعالى بتيههم في الأرض لمدة أربعين سنة، كما ورد في قوله تعالى: ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ (المائدة: 26). تذكر بعض أسفار التوراة أسماء أماكن مرّوا بها، مثل بحر سوف ووادي زارد. وكان لعقاب الله تعالى حكمة بالغة، حيث أراد أن يُنهي نسل الجيل الذي خرج من مصر، وينشأ جيل جديد أقوى إيماناً وجهاداً.
من هو قارون؟ نسبه، إيمانه، ثم بغيه
يُذكر أن اسمه قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب. وهو ابن عم موسى عليه السلام، حيث يتقاطع نسبهما عند جدهما قاهث. فموسى هو موسى بن عمران بن قاهث. يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى﴾ (القصص: 76). كان قارون في البداية مؤمناً بابن عمه موسى، حافظاً للتوراة قارئاً لها بصوت حسن، وعابداً. لكنَّه فيما بعد بغى على قومه، ولم يؤمن بدعوة موسى.
قصة قارون: ثروة، بغى، وعقاب
أغنى الله قارون بثروة هائلة لا تُحصى، لدرجة أن مفاتيح كنوزه كانت تحتاج إلى رجال أقوياء لحملها. يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ﴾ (القصص: 76). لكن هذه الثروة جعلته يَبغى على قومه، معتقداً أنه استحقها بعلمه وقدرته. فازداد تكبراً على الفقراء، ومشيَ باختيال، فَخسف الله به وبداره الأرض، دون أن يُصاب أحد من جيرانه، ليكون عقاباً خاصاً به. وفي قصة قارون عبرة وعظة لمن يتكبّر أو يتجبر، ودرسٌ للمؤمنين في شكر الله تعالى على نعمه، وعدم نسب الفضل لأنفسهم، وإدراك أن الله قادر على سلب النعم في أي وقت. ويجب على المسلم أن يؤدي حق الله في ماله، ويحسن للفقراء، ويحافظ على نعم الله بالشكر الدائم.
المراجع
المصادر المستخدمة ستُدرج هنا عند توفرها.