قصة استشهاد خبيب بن عدي الأنصاري – سيرة صحابي جليل

تعرف على قصة الصحابي الجليل خبيب بن عدي رضي الله عنه، واستشهاده، وكيف ابتلعت الأرض جسده الطاهر. قصة مليئة بالعبر والإيمان.

جدول المحتويات

نبذة عن خبيب بن عدي

خبيب بن عدي الأنصاري هو أحد الصحابة الأجلاء الذين شهدوا غزوة بدر مع النبي صلى الله عليه وسلم. ينتمي إلى قبيلة الأوس، وكان من أوائل الذين آمنوا برسالة الإسلام. اشتهر خبيب بشجاعته وإيمانه الراسخ، وكان من الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الله. يعتبر خبيب أول صحابي يُصلب في الإسلام، وهو أول من سن سنة الصلاة قبل الاستشهاد.

استشهاد خبيب بن عدي

في غزوة الرجيع، بعث النبي صلى الله عليه وسلم عشرة من الصحابة لاستطلاع أخبار العدو، وكان خبيب بن عدي واحداً منهم. تعرضت هذه المجموعة لكمين من قبيلة بني لحيان، الذين كانوا مشركين. بعد معركة شرسة، قُتل بعض الصحابة، بينما أُسر خبيب ورفيقان آخران. تم بيع خبيب إلى بني الحارث في مكة، الذين أرادوا الانتقام منه لأنه قتل أباهم في غزوة بدر.

عندما قرروا قتله، طلب خبيب أن يصلي ركعتين قبل استشهاده، فصلى بخشوع ثم قال: “والله لولا أن تظنون أني أطلت في الصلاة جزعاً لزدت”. ثم دعا عليهم قائلاً: “اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً”. وأنشد قائلاً:

ولست أبالي حين أُقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلوٍ ممزَّعِ

بعد ذلك، تم صلبه وقتله، ليكون أول صحابي يُصلب في الإسلام.

ابتلاع الأرض لجسد خبيب

بعد استشهاد خبيب، بعث النبي صلى الله عليه وسلم المقداد بن الأسود والزبير بن العوام لإنزال جسده الطاهر من الخشبة التي صُلب عليها. وعندما وصلا إلى المكان، وجدا أربعين رجلاً من المشركين قد سقطوا نياماً حول الجسد. قام الزبير بحمل جسد خبيب على فرسه، وعندما أحس المشركون بذلك، خرجوا في طلبهما. وفي لحظة حرجة، قذف الزبير الجسد على الأرض، فابتلعته الأرض، فأصبح يعرف بخبيب “بليع الأرض”.

دروس وعبر من حياة خبيب

قصة خبيب بن عدي تحمل العديد من الدروس والعبر للمسلمين. أولاً، تظهر قوة الإيمان والصبر في وجه المحن، حيث لم يتردد خبيب في التضحية بحياته في سبيل الله. ثانياً، تعلمنا أهمية الصلاة حتى في أصعب اللحظات، حيث طلب خبيب أن يصلي قبل استشهاده. ثالثاً، تذكرنا القصة بأن الله قادر على كل شيء، حيث ابتلعت الأرض جسد خبيب لحمايته من تدنيس المشركين.

المراجع

  • ابن حجر العسقلاني، “في تمييز الصحابة”، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1415 هـ.
  • “خبيب بن عدي”، قصة الإسلام، 2006.
  • محمد صالح المنجد، “سلسلة القصص”، جزء 16.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

استشراف المستقبل في القرآن والسنة: رؤية إسلامية

المقال التالي

استشهاد سعد بن معاذ واهتزاز العرش: قصة إيمانية خالدة

مقالات مشابهة