قصائد وداع وفراق مؤثرة

مجموعة من أجمل قصائد الفراق والوداع من شعر الحكمة والعاطفة، بما في ذلك قصائد لأبي فراس الحمداني، وأعشى قيس، وأبي الفضل العباس بن الأحنف، وغيرهم.

فهرس المحتويات

المقطعالعنوان
أوصيك بالحزن لا أوصيك بالجلدقصيدة لأبي فراس الحمداني
صحا القلب من ذكرى قتيلة بعدماقصيدة لأعشى قيس
عبث الحبيب وكان منه صدودقصيدة لأبي الفضل العباس بن الأحنف
رأيت الوداع الأخيرقصيدة لمحمود درويش
أذاكرةٌ يومَ الوَداع نَوارُقصيدة لناصر الدين الأرجاني
ليل الوداعقصيدة لجورج جريس فرح
أعيذك بالرحمنقصيدة لجميل بثينة
حروف النارقصيدة لقاسم حداد

عبارات مؤثرة عن الحزن والفراق من أبي فراس الحمداني

يقول أبو فراس الحمداني:

أوصيكَ بالحزنِ لا أوصيكَ بالجلدِ
جلَّ المصابُ عن التعنيفِ والفندِ
إني أجلكَ أن تكفى بتعزية
عَنْ خَيرِ مُفْتَقَدٍ يا خَيرَ مُفتقِدِ
هيَ الرّزِيّةُ إنْ ضَنّتْ بِمَا مَلَكَتْ
منها الجفونُ فما تسخو على أحدِ
بي مثلُ ما بكَ منْحزنومنْ جزعٍ
وَقَدْ لجَأتُ إلى صَبرٍ فَلَمُ أجِدِ
لمْ يَنْتَقِصْنيَ بُعدي عَنْكَ من حُزُنٍ
هيَ المواساةُ في قربٍ وفي بعدِ
أشرِكَنكَ في اللأواءِ إنْ طرقتْ
كما شركتكَ في النعماءِ والرغدِ
أبكي بدَمعٍ لَهُ من حسرَتي مَدَدٌ
وَأسْتَرِيحُ إلى صبرٍ بِلا مَدَدِ
وَلا أُسَوِّغُ نَفْسي فرحةً أبَداً
وقدْ عرفتُ الذي تلقاهُ منْ كمدِ
وأمنعُ النومَ عيني أنْ يلمَّ بها
عِلْمَاً بأنّكَ مَوْقُوفٌ عَلى السُّهُدِ
يا مُفْرَداً بَاتَ يَبكي لا مُعِينَ لَهُ
أعانَكَ اللَّهُ بِالتّسْلِيمِ والجَلَدِ
هَذا الأسِيرُ المُبَقّى لا فِدَاءَ لَهُ
يَفديكَ بالنّفسِ والأَهْلينَ وَالوَلَدِ

أشعار الفراق والحنين من أعشى قيس

يصف أعشى قيس حبيبته بصور شعرية مؤثرة في هذه القصيدة:

صَحا القَلبُ من ذِكْرَى قُتَيلَة بعدما
يَكُونُ لهَا مِثْلَ الأسِيرِ المُكَبَّلِ
لها قدمٌ ريّا، سباطٌ بنانها
قدِ اعتَدَلَتْ فيحُسنِ خَلقٍمُبَتَّلِ
وَسَاقانِ مارَ اللّحمُ مَوْراً عَلَيْهِمَا
إلى منتهى خلخالها المتصلصلِ
إذا التمستْ أربيّتاها تساندتْ
لها الكَفُّ في رَابٍ من الخَلقِ مُفضِلِ
إلى هَدَفٍ فيهِ ارْتِفَاعٌ تَرَى لَهُ
من الحسنِ ظلاًّ فوقَ خلقٍِ مكمَّلِ
إذا انبطحتْ جافى عن الأرض جنبها
وَخَوّى بهَا رَابٍ كَهَامة ِ جُنْبُلِ
إذَا مَا عَلاهَا فَارِسٌ مُتَبَذِّلٌ
فَنِعْمَ فِرَاشُ الفارس المُتَبَذِّلِ
ينوءُ بها بوصٌ إذا ما تفضلتْ
تَوَعّبَ عَرْض الشّرْعبيّ المُغَيَّلِ
روادفهُ تثني الرّداءَ تساندتْ
إلى مثلِ دعصِ الرملةِ المتهيِّلِ
نيَافٌكَغُصْنِ البَانِ
تَرْتَجُّ إنْ مَشتْ
دبيبَ قطا البطحاءِ في كلّ منهلِ
وَثَدْيَانِ كَالرّمّانَتَينِ وَجِيدُهَا
كجيدِ غزالٍ غيرَ أنْ لمْ يعطَّلِ
وَتَضْحكُ عَنْ غُرّ الثّنَايا كَأنّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُه لمْ يُفَلَّلِ
تَلألُؤهَا مِثْلُ اللّجَيْنِ، كَأنّمَا
ترى مقلتيْ رئمٍ ولوْ لمْ تكحّلِ
سجوّينِ برجاوينِ في حسنِ حاجبٍ
وَخَدٍّ أسِيلٍ وَاضِحٍ مُتَهَلِّلِ
لها كبدٌ ملساءُ ذاتُ أسرّة
وَنَحْرٌ كَفَاثُورِ الصّرِيفِ المُمَثَّلِ
يجولُ وشاحاها على أخمصيهما
إذا انْفَتَلَتْ جالاً عَلَيها يُجَلْجِلُ
فقدْ كملتْ حسناً فلا شيءَ فوقها
وإني لذو قولٍ بها متنخَّلِ
وقدْ علمتْ بالغيبِ أني أحبها
وأنّي لنفسي مالكٌ في تجملِ
وما كنتُ أشكي قبلَ قتلةَ بالصّبى
وقدْ ختلتني بالصبى كلَّ مختلِ
وَإني إذا مَا قُلْتُ قَوْلاً فَعَلْتُهُ
ولستُ بمخلافٍ لقولي مبدِّلِ
تَهَالَكُ حَتى تُبْطِرَ المَرْءَ عَقْلَهُ
وَتُصْبي الحَليمَ ذا الحِجى بالتّقَتّلِ
إذا لبستْ شيدارةً ثمّ أبرقتْ
بمِعْصَمِهَا وَالشّمْسُ لمّا تَرَجّلِ
وألوتْ بكفٍّ في سوارٍ يزينها
بنانٌ كهدّابِ الدِّمقسِ المفتَّلِ
رَأيْتَ الكَرِيمَ ذا الجلالةِ رَانِياً
وقدْ طارَ قلبُ المستخفّ المعدَّلِ
فدعها وسلِّ الهمَّ عنكَ بجسرة
تزيّدُ في فضلِ الزّمامِ وتعتليف
أيةَ أرضٍ لا أتيتُ سراتها
وَأيّةُ أرْضٍ لمْ أجُبْهَا بمَرْحَلِ
ويومِ حمامٍ قدْ نزلناهُ نزلة
فَنِعْمَ مُنَاخُ الضّيْفِ وَالمُتَحَوِّلِ
فَأبْلِغْ بَني عِجْلٍ رَسُولاً وَأنتمُ
ذَوُو نَسَبٍ دانٍ وَمَجْدٍ مُؤثَّلِ
فنحنُ عقلنا الألفَ عنكم لأهلهِ
وَنَحنُ وَرَدْنا بالغَبُوقِ المُعَجَّلِ
وَنَحْنُ رَدَدْنا الفَارِسِيّينَ عَنْوَة
ونحنُ كسرنا فيهمُ رمحَ عبدلِ
فأيَّ فلاحِ الدّهرِ يرجو سراتنا
إذا نحنُ فيما نابَ لمْ نتفضّلِ
وَأيَّ بَلاءِ الصدق لا قَدْ بَلَوْتُمُ
فَما فُقِدَتْ كانَتْ بَلِيّةُ مُبْتَليْ

قصيدة عن الخيانة والبعد من أبي الفضل العباس بن الأحنف

يعبّر أبو الفضل العباس بن الأحنف عن معاناته مع حبيب جَفّه وصدّه في هذه القصيدة:

عَبِثَ الحبيبُ وكانَ مِنهُ صُدودُ
ونأى ولمْ أكُ ذاكَ مِنْهُ أريدُ
يُمسي ويُصبِحُ مُعرِضاً متَغضبِّاً
وإذا قصَدتُ إليهِ فَهوَ يَحِيدُ
ويَضِنُّ عَنّي بالكَلامِ مُصارماً
وبمُهجتي وبما يُريدُ أجودُ
إني أحاذِرُ صَدّه وفراقه
إنّ الفِراقَ على المحبّ شديدُ
يا من دعاني ثمّ أدبرَ ظالماً
ارجع وأنْتَ مُواصِلٌ مَحمودُ
إني لأكثرُ ذكركمْ فكأنّمَا
بعُرى لساني ذِكركمْ مَعقودُ
أبكي لسُخْطِكِ حينَ أذكرُ ما مضَى
يا ليتَ ما قد فاتَ لي مَردودُ
لا تَقْتُليني بالجَفَاء تَمادِياً
واعنَيْ بأمري إنّني مَجهودُ
ما زالَ حُبّكِ في فؤادي ساكناً
وَلَهُ بِزَيدِ تنفُّسي تَردِيدُ
فَيَلِينُ طوراً للرّجاء وتارة ً
يَشتدّ بينَ جوانحي ويزيدُ
حتّى برَى جِسمي هواك فما تُرى
إلاّ عِظامٌ يُبّسٌ وجلودُ
لاالحبُّيَصرِفُهُ فُؤادي ساعةً
عنَه ولا هو ما بقِيتُ يَبيدُ
وكأنّ حبّ النّاسِ عنديَ ساكنٌ
وكأنّهُ بجوانحي مشدودُ
أمسى فُؤادي عندَكمْ ومحلّهُ
عندي فأينَ فُؤادي المفقودُ
ذهَبَ الفُؤادُ فما أحسّ حسيسه
وأظنُّه بوصالكمْ سَيعُودُ
والله لا أبغي سوِاكِ حبيبةً
ما اخضرّ في الشّجرِ المُورّقِ عودُ
لله دَرُّ الغانِياتِ جَفونَني
وأنا لَهُنّ على الجَفاء ودودُ
يَرعينَ عهدي ما شَهِدتُ فإن أغبْ
يوماً فما لي عندَهنْ عهود

قصيدة الوداع الأخيرة من محمود درويش

يصور محمود درويش مشهد وداعه الأخير بأسلوبه المميز في هذه القصيدة:

رَأَيْتُ الوَدَاعَ الأخِيرَ: سَأْودعُ قَافِيَةً مِنْ خَشَبْ
سَأْرْفَعُ فَوْقَ أَكُفّ الرِّجَال، سَأُرْفَعُ فَوْقَ عُيُونِ النِّسَاءْ
سَأُرْزَمُ في عَلَمٍ، ثُمَّ يُحْفَظُ صَوْتِيَ فِي علَبِ الأَشْرِطَةْ
سَتُغْفَرُ كُلُّ خَطَايَايَ فِي سَاعَةٍ، ثُمَّ يَشْتُمُنِي الشُّعَرَاءْ.
سَيَذْكُرُ أَكْثَرُ مِنْ قَارِئٍ أَنّنَي كُنْتُ أَسْهَرُ فِي بَيْتِهِ كُلَّ لَيْلَةْ.
سَتَأتي فَتَاةُ وتَزْعُمُ أَنِّي تَزَوَّجْتُهَا مُنْذُ عِشْرِينَ عَاماً.. وأكثر.
سَتُرْوَى أَسَاطِيرُ عَنِّي، وَعَنْ صَدَفٍ كُنْتُ أَجْمَعُهُ مِنْ بِحَارٍ بَعِيدَةْ.
سَتَبْحَثُ صَاحِبَتِي عَنْ عَشِيقٍ جَديدٍ تُخَبِّئُهُ فِي ثِيَابِ الحِدَادْ.
سَأَبْصِرُ خَطَّ الجَنَازَةِ، وَالمَارَّة المُتْعبِينَ مِنَ الانْتِظَارْ.
وَلَكِنِّنِي لاَ أَرَى القَبْرَ بَعْدُ. أَلاَ قَبْرَ لِي بَعْدَ هَذَا التَّعَبْ؟

ذكريات يوم الفراق من ناصر الدين الأرجاني

يروي ناصر الدين الأرجاني ذكريات يوم الفراق في هذه القصيدة:

أذاكرةٌ يومَ الوَداع نَوارُ
وقد لَمَعتْ منها يَدٌ وسِوارُ
عَشِيّةَ ضَنّوا أن يَجودوا فعلَّلُوا
وخافوا العِدا أن يَنْطِقوا فأشاروا
حَدَوْا سُفْنَ عِيسٍ لم تزَلْ بصُدورِها
تُخاضُ من اللّيلِ البهيم غِمار
فَحلُّوا قِفاراً مَرّتِ الظُّعْنُ فوقَها
وخَلَّوا ديارَ الحَيِّ وهْيَ قِفار
غَدَوا دُرَراً أصدافُهنّ هوادِجٌ
وليس لها إلاّ السّرابَ بِحار
أثمانُها الأرواحُ تُبذَلُ والوغى
لَهُنّ عُكاظٌ والرِّماحُ تِجار
أعِدْ نظَراً يا رائدَ الحَيِّ قاصداً
إلى أينَ من حُزْوَى المَطِيُّ تُثار
أما همْ إلى قلبي من العينِ غُدْوةً
يَسيرون أن زَمُّوا الجِمالَ وساروا
إلى كَبِدٍ تَشكوالغرامَجديبةٍ
سَروْا من جفونٍ سُحْبُهنّ غِزار
وما رَحلوا إلاّ انتجاعاً فلو دَرَوْا
بِما بي لَحاروا في المَسيرِ وجاروا
بَنَفْسي غزالٌ أَعرضَ البُعدُ دونَه
فعادَ رَبيبُ الوَصْلِ وَهْوَ نَوار
تُعاتَبُ عيني حين يَعلَقُ خاطري
ولومُ المَشوقِ المُستهامِ ضِرار
ويَقْلَقُ قلبي حين يَطْرُقُ ناظري
فَبَعْضِيَ من بَعْضي عليه يَغارف
هل نَهْلةٌ تَشْفي الغليلَ لمُدْنَفٍ
ففي الصَدْرِ من نارِ الفراقِ أُواري
وأُواصِلُ قلبي وهْو للعين هاجِرٌ
لَصيقُ فؤادٍ شَطَّ منه مَزار
فليت ديارَ النّازحاتِ قلوبُنا
تَسْلُوَ أم ليت القلوبَ دِيار
أَبى القلبُ إلاّ ذِكْرَهُنّ وقد بَدَا
دمعَ الصّبحِ أشْباهاً لَهنَّ صُوار
وليلةَ أَهْدَيْنَ الخيالَ لناظري
وبالنّومِ لولا الطّيفُ عنه نِفار
تَقَنَّصْتُه والأُفْقُ يجتابُ حُلّةً
من الوَشْيِ يُسدَى نَسْجُها ويُنار
فلا يَحسَبِ الجوزاءَ طَرْفُك أنّها
هَدِيٌّ لها شُهْبُ الظّلامِ نِثار
وأنّ الثُّريّا باتَ فِضّيُّ كأسِها
بأيدي نَدامَى الزَّنْجِ وهْو يُدار
ليس الدُّجَى إلاّ لنارِ تَنَفُّسٍ
دُخانٌ تَراقَى والنُّجومُ شَرار
وَيْداً لقَلْبي بالهَوى يا ابنَ حامدٍ
وإلاّ فلَيْلِي ما بَقيِت نَهار
إذا طَلَعتْ في بلدةٍ لكَ رايةٌ
فللظُّلْمِ منها والظّلامِ فِرار
فِدىً لعزيزِ الدّينِ في الدّهرِ عُصبةٌ
أجارَ من الخَطْبِ الجسيمِ وجاروا
منَ البِيضِ أمّا بَحرُه لعُفاتِه
فَطامٌ وأمّا دُرُّه فكِبار
فتَىالدّهرِما ثار امْرؤٌ لِيَؤمَّه
فَيْبقَى له عند المطالِبِ ثاري
يُلِمُّ بمَغْشِيِّ الرِّواقَيْنِ للِنَدَى
وللبأسِ يوماً إن أظَلَّ حِذار
إذا سار وَفْدٌ زائرون فَودَّعوا
تَناهَى إليها آخَرونَ فَزاروا
هُمامٌ إذا ما شاء صَبَّحَ مارِقاً
بأرْعَنَ عينُ الشّمسِ منه تَحارُ
كُلُّ فتىً للعينِ والسّيفِ إنْ غَزا
يَعِزُّ بجَفْنٍ أنْ يُلِمَّ غِرار
مشيحٌ إذا الجَبّار صَعّرَ خَدّه
أَعَادَ دَمَ الجَبّار وهْو جُبار
وَرَدَّ طِوالَ السّمهريّ قصيرةً
غداةَ لجَيْن المَشْرفيَ نُضارب
حيثُ دنانير الوجوهِ مَشوفة
بَنَقْرِ بنانِ المرهَفاتِ تُطار
وحيث وَقور الطَّودِ من هَوْلِ يَومٍ
يَرَى وهْو نَفْع في السّماء مُثار
وإن شاء نابَتْ عن رماحٍ بكَفّهِ
أنابيبُ حتّى لا يُشَنّ غِرار
حديداتُ خَرْقِ السَمْعِ إنْ صَمّتِ القنا
تَغَلْغَلَ فيه للقَضاء سِرار
إذا غَرَسَتْها كَفّه في صحيفةٍ
غَدَتْ ولها غُرّ الفتوح ثِمار
أيا مَن تَفوقُ النَّجْمَ غُرّةُ طِرْفِه
إذا انشَقَّ عنه للعيونِ غُبار
تَخيَّركَ السُّلطانُ للنُّصحِ صاحياً
فشابهَ سِرّاً من هَواكَ جِهار
غدا كاشتقاقِ اسمَيْكُما مَعْنَيا
كُماصفاءً فحَبْلُ الائتِلافِ مُغار
وهل يَتّقي رَيْبَ الزَّمانِ ابنُ حُرّةٍ
وأنت له مِمّا يُحاذِرُ جار
وما كان يَغشَى البدْرَ لو كنتَ جارَهُ
خُسوفٌ يُغَطّي وَجهَهُ وسِرار
ولكنّه من نورِ غَيرِك قابسٌ
فلا غَرو إن لَوَّى خُطاهُ عِثار
حَسودُك تُمسي طارقاتُ همومِه
وهنّ له دون الشِّعارِ شِعار
كَطْبيقِ سَيْفٍ فيه إطباقُ جَفْنِه
فأشفارُ عينَيْهِ عليه شِفار
إذا ضافَهُ هَمٌّ يصافِحُ قَلْبََهُ
وَرَتْ منه ما بين الأضالعِ نار
وجاءتْ لأدْنَى مِسحةٍ فكأنّمَا
لَهُ الصَّدْرُ مَرْخٌ والبنانُ عَفار

ليلة الفراق من جورج جريس فرح

يصف الشاعر جورج جريس فرح ليلة الفراق بمشاعر حزينة ورومانسية:

هذه الليلة نادَتْ
للفراقْ
والتقينا لِوَداعٍ في عِناقٍ
كانَ للروحِ احتراقْ..
كيف نادَتنا
فلَبّيَنا النداءْ
وتجرَّعنا
خمورَ الحُبِّ في وَجْدٍ
فأفرَغْنا الإناءْ..
أيها النّادلُ
ناولْنا المزيد
ارُدَّها كأساً
عُيوناً أو شفاهًا
أو نهودا..
واسْقِنا مِنها اسْقِنا
حتّى الصَّباحْ
علّنا ننسى
تباريحَ الجِراح!!
فإذا لاحَتْ خُيوطُ الفجْرِ
تدعو للمَسير
أو سَمِعتَ هَديْلَ هاتيكَ الحمائمِ
تَستجيرْ
أغلقِ الأبوابَ دونَ الضَّوءِ
دونَ الصَّوت
دونَ الوقتِ
إنَّ الوقتَ وَغدٌ لا يُطاقْ
عند ساعاتِ الفراقْ!

دعاء وداع من جميل بثينة

يُودّع جميل بثينة بحزنٍ شديد في هذه القصيدة، مُطلقاً دعاءً لها:

أَلا نادِ عيراً مِن بُثَينَةَ تَرتَعينُ
وَدِّع عَلى شَحطِ النَوى وَتُوَدِّعِ
وَحُثّوا عَلى جَمعِ الرِكابِ وَقَرِّبُوا
جِمالاً وَنوقاً جِلَّةً لَم تَضَعضَعِ
أُعيذُكِ بِالرَحمَنِ مِن عَيشِ شِقوَةٍ
وَأَن تَطمَعي يَوماً إِلى غَيرِ مَطمَعِ
إِذا ما اِبنُ مَلعونٍ تَحَدَّرَ رَشحُهُ
عَلَيكِ فَموتي بَعدَ ذَلِكَ أَو دَعِ
مَلِلْنَ وَلَم أَملَل وَما كُنتُ سائِماً
لِأَجمالِ سُعدى ما أَنَخنَ بِجَعجَعِ
أَلا قَد أرى إِلّا بُثَينَةَ هَهُنَا
لَنا بَعدَ ذا المُصطافِ وَالمُتَرَبَّعِ

حروف النار من قاسم حداد

يصف قاسم حداد قوة الشعر وثورته في هذه القصيدة:

لأن حروفنا نار
لأن جميع من وقفوا ومن ساروا
ومن قتلوا بعين الشمس
أحسوا النبض طوفانًا وإعصار
الأن حروفنا الخضراء والحمراء ملء مخاضها ثورة
فتخرج في دم المسلول والمصدور
تُصبغ دربنا ثورة
لأن حروفنا صخرة
تدق الباب
تطلب، يا ربيع الأرض يا شمسا ويا زهرة
وتقتل كلمة الكذاب بالصخرة
لأن حروفنا يا صاح تأبى ذل من خسرو
ومن داروا
على بوابة الدنيا
فما دخلوا وما ساروا
رفاقي في طريق الشمس
جيرانـي أحبائـي
لأن حروفنا نار
ستحرق في أصابعنا
وتأكل من كواهلنا
إلى أن ينتهي العار
لأن جميع من صرخوا ومن ثاروا
ومن حملوا شعار الحب للإنسان
أحسوا ضيعة الإنسان
ما انخذلوا وما انهاروا
سنبقى عاشقين الحرف
سنبقى لا يكل العزف
فإن ماتت قصائدهم
وإن ماتوا
تظل حروفنا نار

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

قصائد وداع مؤثرة

المقال التالي

قصائد امرؤ القيس الخالدة: رحلة في بحر الغزل والحنين

مقالات مشابهة

أشعار سالم السيار: روائع الشعر النبطي باللهجة الخليجية

تعرف على أشهر قصائد الشاعر الخليجي سالم السيار، بما في ذلك قصيدة 'هذا هو اللي تبيه' و'الجراح' و'عساك بخير'. اكتشف جمال الشعر النبطي وروعة التعبير باللهجة الخليجية.
إقرأ المزيد