قصائد مؤثرة تعبر عن الحزن والألم

مجموعة من القصائد المؤثرة للحزن والألم، بأقلام شعراء عرب كبار أمثال نزار قباني ومعروف الرصافي وبدر شاكر السياب وأحمد مطر والخنساء.

أدب الحزن: رحلة في عالم القصائد المؤثرة

المحتويات
قصائد نزار قباني المؤثرة
قصائد معروف الرصافي المعبرة عن الفراق
بدر شاكر السياب و قصيدته عن الغربة
أحمد مطر و معاناته في الغربة
الخنساء وقصيدتها الحزينة
قصيدة “كيف لا أحزن يا ترى؟”

قصائد نزار قباني المؤثرة: رحلة في أعماق الذات

تُعتبر قصائد نزار قباني من أبرز الأعمال الشعرية التي تُجسّد مشاعر الحزن والألم بعمق. في قصيدته “هذا أنا”، يُعبّر الشاعر عن تجاربه المؤلمة بصورة صادقة ومؤثرة، مستخدماً أسلوباً يُبرز معاناته النفسية والوجدانية:

> أدمنتُ أحزانيفصرتُ أخافُ أن لا أحزَناوطُعِنْتُ آلافاً من المراتِحتى صار يوجعُني، بأن لا أُطعَنَاولُعِنْتُ فيكلِّ اللغاتِوصارَ يُقْلِقُني بأن لا أُلْعَنَاولقد شُنِقْتُ على جدار قصائديووصيَّتي كانت..بأنْ لا أُدْفَنَاوتشابهتْ كلُّ البلادِ..فلا أرى نفسي هُناكَولا أرى نفسي هُنا..وتشابهتْ كلُّ النساءِفَجِسْمُ مريمَ في الظلام.. كما مُنَىما كان شِعْري لُعبةً عَبَثيَّةًأو نُزْهةً قَمَريةًإني أقولُ الشعرَ سيِّدتيلأعرفَ من أنايا سادتي:إنّي أُسافِرُ في قطار مَدَامعيهل يركبُ الشعراءُ إلا في قطارات الضَنَى؟إني أفكرُ باختراع الماءإنَّ الشِعْرَ يجعلُ كلَّ حُلْمٍ مُمْكِناوأنا أفكر باختراع النايِحتى يأكلَ الفقراءُ، بعدي، (المَيْجَنَا)إنْ صادروا وَطَنَالطُفُولةمن يديفلقد جعلتُ من القصيدة مَوْطِنَايا سادتي:إنّ السماءَ رحيبةً جداًولكنَّ الصَيارِفَةَ الذين تقاسموا ميراثناوتقاسموا أوطانناوتقاسموا أجسادنالم يتركوا شِبراً لنايا سادتي:قاتلتُ عصراً لا مثيل لقُبْحِهِوفَتَحْتُ جُرْحَ قبيلتي المُتَعَفِّنَاأنا لستُ مُكْتَرِثاًبكُلِّ الباعةِ المتجولينَوكلِّ كُتَّابِ البَلاطِوكلِّ من جعلوا الكتابة حِرْفَةًمثلَ الزنىيا سادتي:عَفواً إذا أقلقتُكُمْأنا لستُ مُضطراً لأُعلنَ توبتيهذا أناهذا أناهذا أنا

قصائد معروف الرصافي المعبرة عن الفراق: ألم الفقدان

يُبرز معروف الرصافي في قصائده ببراعة مشاعر الفقدان والحزن العميق نتيجة الفراق. تُعتبر قصيدته “أقول لهم وقد جدّ الفراق” مثالاً رائعاً على ذلك:

> أقول لهم وقد جدّالفراقرويدَكم فقد ضاق الخِناقُرحلتم بالبدور وما رحِمتممَشُوقاً لا يبوح له اشتياقفقلبي فوق رؤوسكم مطارودمعي تحت أرجلكم مراقأقال الله من قود لحاظاًدماء العاشقين بها تراقوأبقى أعيناً للغيد سوداًولو نُسيتْ بها البيض الرقاقمتى يصحو الفؤاد وقد أديرتعليه من الهوى كأس دهاقوليس الناس إلا من تصابيلهوج الرامسات بها اختراقكأن لم تصبني فيها كعابولم يُضرب بساحتها رواقفعُجتُ على الطلول بها مُكِباًأسير عَضَّ ساعده الوَثاقحديد بارد في اللوم قلبيفليس له إذا طرق انطرق

بدر شاكر السياب و قصيدته عن الغربة: الشعور بالانفصال

يُعتبر بدر شاكر السياب من أهم شعراء الحداثة العربية، وقد عبّر عن معاناته مع الغربة في عدة قصائد، من أبرزها “لأنّي غريب”:

> لأنّي غريبلأنّالعراقالحبيببعيد وأني هنا في اشتياقإليه إليها أنادي: عراقفيرجع لي من ندائي نحيبتفجر عنه الصدىأحسّ بأني عبرت المدىإلى عالم من ردى لا يجيبندائيوإمّا هززت الغصونفما يتساقط غير الردىحجارحجار وما من ثماروحتى العيونحجار وحتى الهواء الرطيبحجار يندّيه بعض الدمحجار ندائي وصخر فميورجلاي ريح تجوب القفار

أحمد مطر و معاناته في الغربة: بين الأمل واليأس

يُشارك أحمد مطر تجربته مع الغربة في قصيدته “الغربة”، مُظهِراً التناقض بين أحلامه ومعاناته في المنفى:

> أحرقـي في غُربتي سفـنيألأننيأقصيتُ عنْ أهلي وعن وطنيوجَرعتُ كأسَ الذُّلِّ والمِحَـنِوتناهبَـتْ قلـبي الشجـونُفذُبتُ من شجَـنيألأننيأبحَـرتُ رغـمَ الرّيـحِأبحثُ في ديارِ السّحـرِ عن زَمَـنيوأردُّ نارَ القهْـرِ عَـنْ زهـريوعَـنْ فَـنَنيعطّلتِ أحلامـيوأحرقتِ اللقـاءَ بموقِـدِ المِنَنِ؟ما ساءني أن أقطَـعَ ا لفلَوَا تمَحمولاً على كَفَنيمستوحِشـاً في حومَـةِ الإمـلاقِ والشّجَنِما ساءنـي لثْمُ الرّدىويسوؤنيأنْ أشتري شَهْـدَالحيـاةِبعلْقـمِ التّسليمِ للوثنِومِنَ البليّـةِ أنْ أجـودَ بما أُحِـسُّفلا يُحَسُّ بما أجـودْوتظلُّ تنثال الحُـدودُ على مُنايَبِلا حـدودْوكأنّني إذْ جئتُ أقطَـعُ عن يَـديَّعلى يديكِ يَـدَ القيـودْأوسعْـتُ صلصَلةَ القيـودْ!ولقَـدْ خَطِبتُ يـدَ الفراقِبِمَهْـرِ صَـبْري، كي أعـودْثَمِـلاً بنشوةِ صُبحـيَ الآتـيفأرخيتِ الأعِنّـةَ: لنْ تعـودْفَطَفـا على صـدري النّشيجُوذابَ في شَفَتي النّشيـدْ!أطلقتُ أشرِعَـةَ الدّمـوعِعلى بحـارِ السّـرّ والعَلَـنِ:أنـا لن أعـودَفأحرقـي في غُربتي سُفُـنيوارمـي القلـوعَوسمِّـري فـوقَ اللّقـاءِ عقاربَ الزّمَـنِوخُـذي فـؤاديإنْ رضيتِ بِقلّـةِ الثّمَـنِ!لكـنّ لي وَطَناًتعفّـرَ وجهُـهُ بدمِ الرفاقِفضـاعَ في الدُّنيـاوضيّعنيوفـؤادَ أُمٍّ مُثقلاً بالهـمِّ والحُـزُنِكانتْ توَدِّعُـنيوكانَ الدَّمـعُ يخذلُهـافيخذلُنيويشدُّنيويشدُّنيويشدُّنيلكنَّ موتي في البقـاءِوما رضيتُ لِقلبِها أن يرتَـدي كَفَنيأَنَا يا حبيبـةُريشـةٌ في عاصِفِ المِحَـنِأهفـو إلى وَطَـنيوتردُّني عيناكِ.. يا وَطنيفأحـارُ بينكُماأَأرحَـلُ مِـنْ حِمى عَـدَنٍ إلى عَـدَنِ؟كمْ أشتهي، حينَالرحيلِغـداةَ تحملُنيريحُ البكـورِ إلى هُناكَفأرتَـدي بَـدَنيأنْ تُصبِحـي وطَنـاً لقلبيداخِـلَ الوَطَـنِ!

الخنساء وقصيدتها الحزينة: رثاءٌ مؤثر

تُعتبر الخنساء من أشهر الشاعرات العربيات، وتُعرف بقصائدها المؤثرة، وخاصة قصائد الرثاء. تُجسّد قصيدتها “قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عوَّارُ” حزنها العميق على فقدان أحبابها:

> قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عوَّارُأمْ ذرَّفتْ إذ خلت منْ أهلهَا الدَّارُكأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْفيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُتبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْوَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُتبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْلها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُتبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَاإذْ رابهَا الدَّهرُ أنَّ الدَّهرَ ضرَّارُلاَ بدَّ منْ ميتةٍ في صرفهَا عبرٌوَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَأطوارُقدْ كانَ فيكمْ أبو عمرٍو يسودكمُنِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّارُصلبُ النَّحيزةِ وَهَّابٌ إذَا منعُواوفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَارُيا صَخْرُ وَرّادَ ماءٍ قد تَناذرَهُأهلُ الموارِدِ ما في وِرْدِهِ عارُمشَى السّبَنْتى إلى هيجاءَ مُعْضِلَةٍلهُ سلاحانِ: أنيابٌ وأظفارُوما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطيفُ بِهِلها حَنينانِ: إعلانٌ وإسرارُتَرْتَعُ ما رَتَعَتْ، حتى إذا ادّكرَتْفإنَّما هيَ إقبالٌ وَإدبارُلاَ تسمنُالدَّهرَفي أرضٍ وَإنْ رتعتْفإنَّما هيَ تحنانٌ وَتسجارُيوْماً بأوْجَدَ منّي يوْمَ فارَقنيصخرٌ وَللدَّهرِ إحلاءٌ وَإمرارُوإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُناوإنّ صَخراً إذا نَشْتو لَنَحّارُوإنّ صَخراً لمِقدامٌ إذا رَكِبواوإنّ صَخراً إذا جاعوا لَعَقّارُوإنّ صَخراً لَتَأتَمّ الهُداةُ بِهِكَأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُجلدٌ جميلُ المحيَّا كاملٌ ورعٌوَللحروبِ غداةَ الرَّوعِ مسعارُحَمّالُ ألوِيَةٍ هَبّاطُ أودِيَةٍشَهّادُ أنْدِيَةٍ للجَيشِ جَرّارُنَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍفَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُفقلتُ لما رأيتُ الدّهرَ ليسَ لَهُمعاتبٌ وحدهُ يسدي وَنيَّارُلقدْ نعى ابنُ نهيكٍ لي أخاَ ثقةٍكانتْ ترجَّمُ عنهُ قبلُ أخبارُفبتُّ ساهرةً للنَّجمِ أرقبهُحتى أتى دونَ غَورِ النّجمِ أستارُلم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بساحَتِهالريبةٍ حينَ يخلِي بيتهُ الجارُولا تراهُ وما في البيتِ يأكلهُلكنَّهُ بارزٌ بالصَّحنِ مهمارُومُطْعِمُ القَوْمِ شَحماً عندَ مَسغبهموفي الجُدوبِ كريمُ الجَدّ ميسارُقدْ كانَ خالصتي منْ كلِّ ذي نسبٍفقدْ أصيبَ فما للعيشِ أوطارُمثلَ الرُّدينيِّ لمْ تنفدْ شبيبتهُكَأنّهُ تحتَ طَيّ البُرْدِ أُسْوَارُجَهْمُ المُحَيّا تُضِيءُ اللّيلَ صورَتُهُآباؤهُ من طِوالِ السَّمْكِ أحرارُمُوَرَّثُ المَجْدِ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُضَخْمُ الدّسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوَارُفرعٌ لفرعٍ كريمٍ غيرِ مؤتشبٍجلدُ المريرةِ عندَ الجمعِ فخَّارُفي جوْفِ لحْدٍ مُقيمٌ قد تَضَمّنَهُفي رمسهِ مقمطرَّاتٌ وَأحجارُطَلْقُ اليَدينِ لفِعْلِ الخَيرِ ذو فَجَرٍضَخْمُ الدّسيعَةِ بالخَيراتِ أمّارُليَبْكِهِ مُقْتِرٌ أفْنى حريبَتَهُدَهْرٌ وحالَفَهُ بؤسٌ وإقْتارُورفقةٌ حارَ حاديهمْ بمهلكةٍكأنّ ظُلْمَتَها في الطِّخْيَةِ القارُلا يَمْنَعُ القَوْمَ إنْ سألوه خُلْعَتَهُوَلاَ يجاوزهُ باللَّيلِ مرَّارُ

قصيدة “كيف لا أحزن يا ترى؟”: عصفان الأحزان

تُعبّر هذه القصيدة عن حالة من الحزن والأسى العميقين، وتُجسّد تجربة فقدان الأمل والحب والأصدقاء:

> كيف لا أحزن يا ترىقالوها كثيراً كثيراًوكنت أقول لهم سأرىتمر الأيام وأنا على حاليفيسخرون من تعلقي بماضٍ جرىكيف لا أحزن وقد منحت حياتيونبضاتي ودقاتي وآهاتي ودمعاتيوعبراتي وقصيداتي ومعاهداتيلمن تخلى عنها بسرعة المماتيكيف لا أحزن وقد تحطمت أحلاميوتكسّرت أقلامي وتناثرت أجراميوتدفقت آلامي وتشتت أماميوتكررت أسقامي وتقطّعت أنغاميكيف لا أحزن والشمس غابتوالشموع ذابت والأقدار لانتوالنهاية حانت والبداية كانتوالطريق ضاعت والعودة استحالتوالحياة ماتتكيف لا أحزن والحبيب باعوالعم ضاع والقلب جاعوالجسد إرتاع والنوم كيل بالصاعوالقبر بالمزاد أصبح يُباعكيف لا أحزن والليل أصبح نهاروالجار هجر الجاروالطير من عشه طاروالحليم بحالي حاروفاتني وسبقني القطارواخترق قلبي ألف مسماروجسدي من الحمى أصبح ناروالمسلم بعهده أصبح من الكفاركيف لا أحزن والحزن يستمد حزنه منيوالقدر يتعلم القدرة منيوالصبر يتعلم الصبر منيوالقلب يتعلم الحب منيوالوفاءيتعلم الوفاء منيوالحبيب يتعلم الحب منيوالذكي يتعلم الذكاء منيوالغبي يتعلم الغباء منيوالمخدوع يتعلم الخداع منيوالناسي يتعلم النسيان منيوالمتذكر يتعلم التذكر منيوالحياة تتعلم الحياة منيوالفناء يتعلم الفناء منيومني لا لا لا تتعلم منيكيف لا أحزن والأصدقاء رحلواوتخلوا وهجروا ونسواوتناسوا وخدعوا وغدروا وخانواوبقيت وحيداً أقول يا ليتهم ما كانواكيف لا أحزن والحقيقة مكذوبةوالهدية مردودة والبسمة مسلوبةوالحقيقة محدودة والأحبة محجوبةوالقلوب مقلوبة والأعناق مشدودةوالشرايين مشوبة والدماء مجرودةوالحياة مسبوبة.. إسأل.. إسأل أين اليقين؟فلا أجد سوى الغدر الدفينمن تلك النفس والروح والجسد والقدروالحبوالعشق والوله والزمان اللعينلا تستديري يا عين لا تبحثي عن أحدفالمكان غير صالح لعيش الآدميينفليس هنا غير الوحوش والأشباح والأشجاروالرمال والرياح والجماد والقوارضوهذا البيت المهجور الذي يسكنه ذلك النحيلالباكي الجائع المتعتش لكأس الحنينذلك المنحني المتقوقع المضجع على ذكرياتهعلى أوجاعه على كلماتهصاحب القلب الحزين

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

قصائد حزينة وقصيرة

المقال التالي

ديوان شعر متنوع

مقالات مشابهة

ملامح شعر جميل بن عبد الله العذري

استكشف أبرز ملامح شعر جميل بن عبد الله العذري، نماذج من قصائده الخالدة مثل (ألا ليت ريعان الشّباب جديد) و(أهاجك أم لا بالمداخل مربَعُ) و(شهدت بأني لم تغيّر). تعرف على حياة الشاعر جميل بثينة.
إقرأ المزيد