قصائد قوية في الأدب العربي

تستكشف هذه المقالة مجموعة من القصائد العربية التي تُعدّ من أشهر وأقوى أشعار اللغة العربية. نستعرض في هذه المقالة قصائد: شكر ووداع، أرث جديد الحبل من أم معبد، السيف أصدق أنباء من الكتب، ألا ليت ريعان الشباب جديد، تفشي يداك سرائر الأغماد.

محتويات

شكر ووداع لبيروت

في هذه القصيدة، يعبّر الشاعر الرصافي عن امتنانه لبيروت وجمالها، مُستخدماً لغة شاعرية رقيقة. يصف الشاعر كيف أنه قضى لياليًا رائعة في بيروت، مستمتعًا بكرم الضيافة والجمال المُحيط به:

“أعِرني لسانًا أيها الشعر للشكروإن لم تطِق شكرًا فلا كنتَ من شعرِوجئني بنور الشمس والبدر كي أرىبمَعناكنور الشمسيُشرق والبدروحُمْ حول أزهار الرياض تطيُّبًابها مثلما حام الفراش على الزهروقُمْ في مقام الشكر وانشر لواءَهبرأس عمودٍ خذه من غرة الفجرفإن لبيروتٍ حقوقًا جليلةعليَّ فنبْ يا شعر عنِّيَ في الشكرفإني ببيروتٍ أقمتُ لياليًاورَبِّك لم أحسب سواهن من عمريوقضَّيتُ أيامًا إذا ما ذكرتهاغفرت الذنوب الماضيات من الدهرلئن تكُ في بغداد يا دهر مذنِبًاعليَّ ففي بيروتَ كم لك من عذرقرأت بها درسَ المكارمِ مُعجبًابكل كبير النفس ذي خُلق حرق”

تُعتبر هذه القصيدة مثالًا على قوة اللغة العربية في التعبير عن المشاعر العميقة، وتُبرز كذلك جمال مدينة بيروت ودورها في إثراء الحياة الثقافية.

أرث جديد الحبل من أم معبد: قصيدة دريد بن الصمة

تُعدّ قصيدة “أرث جديد الحبل من أم معبد” للشاعر دريد بن الصمة من أشهر القصائد العربية التي تُعبّر عن شجاعة الفارس وكرامته.

“أرثّ جَديدُ الحَبلِ مِن أُمِّ مَعبَدٍبِعاقِبَةٍ وَأَخلَفَت كُلَّ مَوعِدِوَبانَت وَلَم أَحمَد إِلَيكَ نَوالَهاوَلَم تَرجُ فينا رِدَّةَ اليَومِ أَو غَدِمِنَ الخَفِراتِ لا سَقوطًا خِمارُهاإِذا بَرَزَت وَلا خَروجَ المُقَيَّدِوَكُلَّ تَباريحِ المُحِبِّ لَقيتَهُسِوى أَنَّني لَم أَلقَ حَتفي بِمَرصَدِوَأَنِّيَ لَم أَهلِك خُفاتًا وَلَم أَمُتخُفاتاً وَكُلّاً ظَنَّهُ بِيَ عُوَّديكَأَنَّ حُمولَ الحَيِّ إِذ تَلَعَ الضُحىبِنا صِفَةِ الشَجناءِ عُصبَةُ مِذوَدِأَوِ الأَثأَبُ العُمُّ المُخَرَّمُ سوقُهُبِشابَةَ لَم يُخبَط وَلَم يَتَعَضَّدِأَعاذِلَ مَهلاً بَعضُ لَومِكِ وَاِقصِديوَإِن كانَ عِلمُ الغَيبِ عِندَكِ فَاِرشِديأَعاذِلَتي كُلُّ اِمرِئٍ وَاِبنُ أُمِّهِمَتاعٌ كَزادِ الراكِبِ المُتَزَوِّدِأَعاذِلَ إِنَّ الرُزءَ في مِثلِ خالِدٍوَلا رُزءَ فيما أَهلَكَ المَرءُ عَن يَدِوَقُلتُ لِعارِضٍ وَأَصحابِ عارِضٍوَرَهطِ بَني السَوداءِ وَالقَومُ شُهَّديعَلانِيَةً ظُنّوا بِأَلفَي مُدَجَّجٍسَراتُهُمُ في الفارِسيِّ المُسَرَّدِوَقُلتُ لَهُم إِنَّ الأَحاليفَ أَصبَحَتمُطَنِّبَةً بَينَ السِتارِ فَثَهمَدِفَما فَتِئوا حَتّى رَأَوها مُغيرَةًكَرِجلِ الدِبى في كُلِّ رَبعٍ وَفَدفَدِوَلَمّا رَأَيتُ الخَيلَ قُبلاً كَأَنَّهاجَرادٌ يُباري وِجهَةَ الريحِ مُغتَديأَمَرتُهُمُ أَمري بِمُنعَرَجِ اللِوىفَلَم يَستَبينوا النُصحَ إِلّا ضُحى الغَدِفَلَمّا عَسوني كُنتُ مِنهُم وَقَد أَرىغِوايَتَهُم وَأَنَّني غَيرُ مُهتَديوَهَل أَنا إِلّا مِن غَزِيَّةَ إِن غَوَتغَوَيتُ وَإِن تَرشُد غَزيَّةُ أَرشَدِدَعاني أَخي وَالخَيلُ بَيني وَبَينَهُفَلَمّا دَعاني لَم يَجِدني بِقُعدَدِأَخي أَرضَعَتني أُمُّهُ بِلِبانِهابِثَديِ صَفاءٍ بَينَنا لَم يُجَدَّدِفَجِئتُ إِلَيهِ وَالرِماحُ تَنوشُهُكَوَقعِ الصَياصي في النَسيجِ المُمَدَّدِوَكُنتُ كَذاتِ البَوِّ ريعَت فَأَقبَلَتإِلى جَلَدٍ مِن مَسكِ سَقبِ مُقَدَّدِفَطاعَنتُ عَنهُ الخَيلَ حَتّى تَنَهنَهَتوَحَتّى عَلاني حَلِكُ اللَونِ أَسوَدِ”

تُظهر هذه القصيدة قوة وشجاعة الفارس وولائه لقومه، كما تُبرز من خلالها قيمة العزيمة والمثابرة في مواجهة التحديات.

السيف أصدق أنباء من الكتب: قصيدة أبي تمام

تُعتبر قصيدة “السيف أصدق أنباء من الكتب” للشاعر أبي تمام واحدة من أشهر قصائد اللغة العربية، تُعبّر فيها عن قوة السيف وفاعليته في إثبات الحقّ.

“السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِفي حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِبيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ فيمُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ وَالرِيَبِوَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةًبَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِأَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَماصاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَذِبِتَخَرُّصًا وَأَحاديثًا مُلَفَّقَةًلَيسَت بِنَبعٍ إِذا عُدَّت وَلا غَرَبِعَجائِبًا زَعَموا الأَيّامَ مُجفِلَةًعَنهُنَّ في صَفَرِ الأَصفارِ أَو رَجَبِوَخَوَّفوا الناسَ مِن دَهياءَ مُظلِمَةٍإِذا بَدا الكَوكَبُ الغَربِيُّ ذو الذَنَبِوَصَيَّروا الأَبرُجَ العُليا مُرَتَّبَةًما كانَ مُنقَلِباً أَو غَيرَ مُنقَلِبِ”

تُعرف هذه القصيدة بجمالها الفني وعُمق معناها، وتُعتبر من أهمّ القصائد التي ناقشت موضوع الحرب والسلطة في الأدب العربي.

ألا ليت ريعان الشباب جديد: قصيدة جميل بثينة

في هذه القصيدة، يعبر الشاعر جميل عن حبه العميق لبثينة ويستذكر أيام الشباب والجمال التي قضاها معها.

“أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُوَدَهرًا تَوَلّى يا بُثَينَ يَعودُفَنَبقى كَما كُنّا نَكونُ وَأَنتُمُقَريبٌ وَإِذ ما تَبذُلينَ زَهيدُوَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَهاوَقَد قُرِّبَت نَضوي أَمِصرَ تُريدُوَلا قَولَها لَولا العُيونُ الَّتي تَرىلَزُرتُكَ فَاِعذُرني فَدَتكَ جُدودُخَليلَيَّ ما أَلقى مِنَ الوَجدِ باطِنٌوَدَمعي بِما أُخفي الغَداةَ شَهيدُأَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن رُبَّ عُبرَةٍإِذا الدار شَطَّت بَينَنا سَتَزيدُإِذا قُلتُ ما بي يا بُثَينَةُ قاتِليمِنَالحُبِّقالَت ثابِتٌ وَيَزيدُوَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِتَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُفَلا أَنا مَردودٌ بِما جِئتُ طالِبًاوَلا حُبُّها فيما يَبيدُ يَبيدُ”

تُعتبر هذه القصيدة من روائع الشعر العربي في وصف الحبّ والعشق، وتُبرز من خلالها جمال اللغة العربية في التعبير عن مشاعر الإنسان العميقة.

تفشي يداك سرائر الأغماد: قصيدة ابن حمديس

تُعدّ قصيدة “تفشي يداك سرائر الأغماد” للشاعر ابن حمديس من أشهر القصائد العربية التي تُعبّر عن قوة الجهاد والقتال.

“تُفْشي يَداكَ سَرائرَ الأَغْمادِلِقِطافِ هامٍ واختِلاءِ هَوادِإلّا على غزوٍ يُبيدُ بِهِ العِدىللِّه من غزوٍ لَهُ وجهادِوعَزائِمٍ تَرمِيهُمُ بِضَراغِمٍتستأصلُ الآلافَ بالآحادِمِن كلّ ذِمْرٍ في الكَريهَةِ مُقْدِمٍصَالٍ لِحَرّ سَعيرها الوقّادِكسنادِ مَسمُرَةٍ وقَسوَرِ غَيضَةٍوعُقابِ مَرْقَبَةٍ وَحَيّةِ وادِوكَأَنَّهُم في السّابِغاتِ صَوارِمٌوالسّابِغاتِ لَهُم مِنَ الأَغمادِأُسْدٌ عَلَيهِم من جُلودِ أَراقمٍقُمُصٌ أزِرّتُها عيونُ جرادِما صَوْنُ دينِ مُحَمَّدٍ من ضَيمِهِإلّا بسيفكَ يومَ كلّ جِلادِ”

تُبرز هذه القصيدة أهمية الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الدين، وتركّز على قوة السيف في مواجهة الأعداء.

المراجع

  1. “أرث جديد الحبل من أم معبد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/8/2022.
  2. “السيف أصدق أنباء من الكتب”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/8/2022.
  3. “ألا ليت ريعان الشباب جديد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/8/2022.
  4. “تفشي يداك سرائر الأغماد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/8/2022.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أجمل أبيات الغزل في الشعر العربي

المقال التالي

أبيات مديح في الشعر العربي

مقالات مشابهة