المحتويات | |
---|---|
ابتهال | |
الحمد لله والشكر الجزيل | |
مع الله، ترى الله معك | |
مع الله تعالى |
ابتهال القلب
يقول عبد الرحمن العشماوي:
ابتهلْ، فالسَّماءُ تفتَحُ بابًا، ومضيقُ الأسى يَصيرُ رحابًا. ابتهلْ صادقًا، ترى النورَ يَهِيمُ، وترى ما طلبتَه مُستجابًا. أنتَ لا تسألُ العبادَ، ولكنْ تسألُ اللهَ رازقًا وهَّابًا. تسألُ اللهَ قادرًا، حين يقضي، بقضاءٍ يُطوِّعُ الأسباب. لا تخَفْ سَطْوَةَ البُغَاةِ، إذا أشعلوا النارَ فِتنةً واضطرابًا. أيُّها السائلُ الحبيبُ، تمهَّلْ قبل أنْ تُلْبِسَ السُّؤالَ العتابا. آهِ، لو أنَّ ما بقلبي تجلَّى لك، حِسَّاً ولوعةً واكتئابًا. لو تأمَّلْتَ ما حَوى الصَّدْرُ منِّي، لرأتْ مقلتاكَ قلبًا مُذَابًا. ورأيتَ الذي يقوم بعذري، في زمانٍ يُفرِّقُ الأحبابا.
الحمد لله والشكر الجزيل
يقول لسان الدين الخطيب:
الحمدُ للهِ مَوْصُولاً كما وجبَ، فهو الذي برداء العِزَّةِ احْتَجَبَا. الباطِنُ الظاهرُ، الحقُّ الذي عَجَزَتْ عنه المدارِكُ لما أمعَنَتْ طلبًا. علا عنِ الوصفِ مَن لا شيءَ يُدْرِكُهُ، وجَلَّ عن سببٍ مَنْ أوجدَ السببا. والشُّكرُ للهِ في بَدْءٍ ومُخْتَتَمٍ، فاللهُ أكرَمُ مَنْ أعْطى ومَنْ وهَبَا. ثمَّ الصلاةُ على النُّورِ المُبينِ، ومن آياتِهِ لَمْ تَدَعْ إفكًا ولا كذبًا. مُحَمَّدٌ خيرُ مَن تُرجى شَفاعَتُهُ، غدًا، وكلُّ امرئٍ يُجزى بما كَسَبَا. ذا المعجزاتِ التي لاحَتْ شواهِدُها، فشاهَدَ القومُ من آياتِهِ عجَبًا. ولا كَمِثْلِ كتابِ اللهِ مُعجِزَةٍ، تبقى على الدَّهْرِ إنْ ولّى وإنْ ذَهَبَا. صلّى عليهِ الذي أهداهُ نُورَ هُدىً، ما هَبَّتِ الرِّيحُ من بعدِ الجنوبِ صَبَا. ثمَّ الرِّضا عن أبي بَكْرٍ وعن عُمَرَ، بَدْرانِ من بعدِهِ للمِلَّةِ انْتُخِبَا. وبعدُ عُثْمانُ ذُو النُّورَيْنِ ثالِثُهُمْ، مَنْ أحْرَزَ المجدَ مَوْروثًا ومُكْتَسَبَا. وعن عليٍّ أبي السِّبْطَيْنِ رابِعَهُمْ، سيفُ النَّبيِّ الذي ما هَزَّهُ فَنَبَا. وسائرِ الأهلِ والصَّحْبِ الكرامِ، فَهُمْ قد أشْبَهُوا في سماءِ المِلَّةِ الشُّهُبَا. وبعدَ أنصارِهِ الأَرْضَيْنِ إنَّ لَهُمْ، فضائلَ أعْجَزَتْ مَنْ عَدَّ أو حَسَبَا. آوَوْه في الرَّوْعِ لما حَلَّ دارَهُمْ، وجالدُوا وأمِنُوا عَتَاءً في دينِهِ وأَبَا. وأوْرَثُوا مِنْ بني نَصْرٍ لنُصْرَتِهِ، خَلَائِفَ، وصلُوا من بعدِهِ السَّبَبَا. ولا يُوسُفَ مولانا الذي كَرُمَتْ، آثارُهُ وبَنِيْهِ السَّادَةِ النُّجَبَا.
مع الله، ترى الله معك
يقول عبد المغني النابلسي:
كن مع الله ترى الله معك. واترك الكل، وحاذر طمعك. والزم القنع بما أنت له، في جميع الكون حتى يسعك. بالصفا عن كدر الحس فغبوا، اِطرح الأغيار واترك خدعك. لا تُمَوِّه بك واطلب منك، ما فرَّ من يوم بشأن ضيعك. وعوجا علي سفح ذاك اللوى، وإن جئتما دار سلمى قفاف. إني مشوق كثير الجوى، عسى الحب بالوصل أن يعطفَا. وقولا لمن لام وربح الذي، به كدربين أهل الصفَا.
في قرب الله
يقول عبد المعطي الدالاتي:
مع الله في القلب لما انكسرْ، مع الله في الدمع لما انهمرْ. مع الله في التَّوبِ رغم الهوى، مع الله في الذنب لما استترْ. مع الله في الروحِ فوق السماء، مع الله في الجسم لما عثرْ. يُنادِي يناجي: يا خالقي! عثرتُ.. زللتُ.. فأين المفرُّ؟ مع الله في نسمات الصباح، وعند المساء في ظلال القمر. مع الله في يقظةٍ في البكور، مع الله في النوم بعد السهرْ. مع الله فجرًا.. مع الله ظهرًا، مع الله عصرًا.. وعند السحر. مع الله سرًا.. مع الله جهرًا، وحين نَجِدُّ، وحين السَّمر. مع الله عند رجوع الغريبِ، ولُقيا الأحبَّة بعد السفر. مع الله في عَبرةِ النادمين، مع الله في العَبَراتِ الأخَر. تبوح وتُخبِرُ عن سرِّها، وفي طُهرِها يَستحمُّ القمر. مع الله في جاريات الرياح، تثيرُ السحابَ يَهِيمُ المطرْ. فتصحو الحياةُ.. ويربو النباتُ، وتزهو الزهورُ.. ويَحلُو الثَّمر. مع الله في الجُرحِ لما انمحى، مع الله في العظم لما انْجَبَر. مع الله في الكرب لما انْجَلَى، مع الله في الهمِّ لما انْدَثَر. مع الله في سَكَناتِ الفؤادِ، وتسليمِهِ بالقضاءِ والقدر. مع الله في عَزَماتِ الجهاد، تقودُ الأسودَ إلى مَنْ كَفَر. مع الله عند التحامِ الصفوفِ، وعند الثباتِ، وبعد الظَّفر. مع الله حين يَثورُ الضميرُ، وتصحو البصيرةُ.. يصحو البصر. وعند الركوعِ.. وعند الخشوعِ، وعند الصفا حين تُتلى السُّوَر. مع الله قبل انبثاق الحياة، وبعد الممات.. وتحت الحُفَرْ. مع الله حين نجوزُ الصراطَ، نلوذُ.. نعوذُ به من سَقَر. مع الله في سدرةِ المُنتَهَى، مع الله حين يَطيبُ النَّظَرْ.