قصائد من ديوان أحمد شوقي
يقول أحمد شوقي:
بِسَيفِكَ يَعلو الحَقُّ وَالحَقُّ أَغلَبُ
وَيُنصَرُ دينُ اللَهِ أَيّانَ تَضرِبُ
وما السَيفُ إِلّا آيَةُ المُلكِ في الوَرى
ولا الأَمرُ إِلّا لِلَّذي يَتَغَلَّبُ
فَأَدِّب بِهِ القَومَ الطُغاةَ فَإِنَّهُ
لَنِعمَ المَرَبي لِلطُغاةِ المُؤَدِّبُ
وَداوِ بِهِ الدولاتِ مِن كُلِّ دائِها
فَنِعمَ الحُسامُ الطِبُّ وَالمُتَطَبِّبُ
تَنامُ خُطوبُ المُلكِ إِن باتَ ساهِراً
وَإِن هُوَ نامَ اِستَيقَظَت تَتَأَلَّبُ
أَمِنّا اللَيالي أَن نُراعَ بِحادِثٍ
وَأَرمينيا ثَكلى وَحَورانَ أَشيَبُ
وَمَملَكَةُ اليونانِ مَحلولَةُ العُرى
رَجاؤُكَ يُعطيها وَخَوفُكَ يُسلَبُ
هَدَّدتَ أَميرَ المُؤمِنينَ كَيانَها
بِأَسطَعَ مِثلِ الصُبحِ لا يَتَكَذَّبُ
وَمازالَ فَجراً سَيفُ عُثمانَ صادِقاً
يُساريهِ مِن عالي ذَكائِكَ كَوكَبُ
إِذا ما صَدَعتَ الحادِثاتِ بِحَدِّهِ
تَكَشَّفَ داجي الخَطبِ وَاِنجابَ غَيهَبُ
خواطر فاروق جويدة
يقول فاروق جويدة:
يقولون عني كثيراً كثيراً
وأنت الحقيقة لو يعلمون
لأنك عندي زمان قديم
أفراح عمرو ذكرى جنون
وسافرت أبحث في كل وجه
فألقاك ضوءاً بكل العيون
يهون مع البعد جرح الأماني
لكن حبك لا.. لا يهون
أحبك بيتاً تواريت فيه
وقد ضقت يوماً بقهر السنين
تناثرت بعدك في كل بيت
خداع الأماني وزيف الحنين
كهوف من الزيف ضمت فؤادي
وآه من الزيف لو تعلمين
أبيات من شعر البارودي
يقول محمود سامي البارودي:
لكلِّ قَولٍ مَنارٌ يَستقيمُ بهِ
عِندَ الخِطابِ: فَملفوظٌ ومَسموعُ
فَالْعَتْبُ إِنْ جَازَ حَدَّالْعَدْلِ
مَقْطَعَة ٌوَالنُّصْحُ مَا لَمْ يَكُنْ فِي السِّرِّ تَقْرِيعُ
قصائد مختارة للمتنبي
يقول المتنبي:
لِعَيْني كُلَّ يَوْمٍ مِنْكَ حَظٌّ
تَحَيّرُ مِنْهُ في أمْرٍ عُجابِ
حِمالَةُ ذا الحُسَامِ عَلى حُسَامٍ
وَمَوْقعُ ذا السّحابِ عَلى سَحابِ
تَجِفّ الأرْضُ من هذا الرَّبابِ
وَيَخْلُقُ مَا كَسَاهَا مِنْ ثِيابِ
وَما يَنفَكّ مِنْكَ الدّهْرُ رَطْباً
وَلا يَنفَكّ غَيْثُكَ في انْسِكابِ
تُسايِرُكَ السّوارِي وَالغَوَاديمُ
مُسايَرَةَ الأحِبّاءِ الطِّرابِ
تُفيدُ الجُودَ مِنْكَ فَتَحْتَذيهِ
وَتَعجِزُ عَنْ خَلائِقِكَ العِذابِ
من موسيقى نزار قباني
يقول نزار قباني:
أمطار أوروباتعزف سوناتات بيتهوفن
وأمطارالوطن..تعزف جراحات سيد درويش
وأنا بدون تردد
مع هذا الإسكندراني
الذي يضيء في حنجرته قمر الحزن.
ومآذن سيدنا الحسين..
تحية لأحمد المختار
يقول ابن الجنان:
إلى أحمد المختار نُهدي تحية
تُفاوحُ روض الحزنِ بلّله المزنُ
إذا نافحت معناه زاد تأرُّج
وإن لثمتْ يمناه قابله اليمن
أسيِّر أشواقيرسولاً بعَرفه
التسعدها منه العوارف والمن
وأرجو لديه الفضلَ فهو منيلُه
وما خاب لي منه الرجاء ولا الظنُّ
عليه اعتمادي حين لا ليَ حيلةٌ
إليه استنادي حين ينبو بي الركن
به وثقتْ نفسي الضعيفة بعدما
أضرَّ بها من ضعف قوتها الوهن
إليه صلاتي قد بعثتُ مشفعاً
سلاماً به الإحسان ينساقُ والحسنُ
كلمات حب للوطن من توفيق زياد
يقول توفيق زياد:
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى
وعطر الياسمين
حاضراً في التين، والزيتون
في طور سنين
حاضراً في البرق، والرعد
وأقواس قزح
في ارتعاشات الفرح
حاضراً في الشفق الدامس
وفي ضوء القمر
في تصاوير الأماسي
وفي النسمة .. في عصف الرّياح
في الندى والساقية
والجبال الشامخة، والوديان، والأنهار
في تهليلة أمّ ..وابتهالات ضحية
في دمى الأطفال، والأطفال ..
في صحوة فجرٍ
فوق غاب السنديان
في الصّبا، والولدنة
وتثنى السوسنة
في لغات الناس والطيور
وفي كل كتاب
في المواويل التي
تصل الأرض
بأطراف السحاب
في أغاني المخلصين
وشفاه الضارعين
ودموع الفقراء البائسين
في القلوب الخضراء
والأضلع
في كل العيون
مثلما كنت ستبقى
يا وطن
حاضراً ..كلّ زمانٍ ..كلّ حين .
قصيدة في القدس من تميم البرغوثي
يقول تميم البرغوثي:
مرَرْنا عَلى دارِالحبيب
فَرَدَّعَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها
فَقُلْتُ لنفسي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ
فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها
تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ
إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها
وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها
تُسَرُّ ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها
فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه
فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها
متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً
فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها
أنشودة المطر لبدر شاكر السياب
يقول بدر شاكر السياب:
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء … كالأقمار في نهرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما، النّجومْ ..
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف
والموت، والميلاد، والظلام، والضياء
فتستفيق ملء روحي، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر …
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر …مطر …
قصائد المتنبي (مكررة)
يقول المتنبي:
لِعَيْني كُلَّ يَوْمٍ مِنْكَ حَظٌّ
تَحَيّرُ مِنْهُ في أمْرٍ عُجابِ
حِمالَةُ ذا الحُسَامِ عَلى حُسَامٍ
وَمَوْقعُ ذا السّحابِ عَلى سَحابِ
تَجِفّ الأرْضُ من هذا الرَّبابِ
وَيَخْلُقُ مَا كَسَاهَا مِنْ ثِيابِ
وَما يَنفَكّ مِنْكَ الدّهْرُ رَطْباً
وَلا يَنفَكّ غَيْثُكَ في انْسِكابِ
تُسايِرُكَ السّوارِي وَالغَوَاديمُ
مُسايَرَةَ الأحِبّاءِ الطِّرابِ
تُفيدُ الجُودَ مِنْكَ فَتَحْتَذيهِ
وَتَعجِزُ عَنْ خَلائِقِكَ العِذابِ
مذهب الفراشة من شعر أحمد مطر
يقول أحمد مطر:
فراشَـةٌ هامَـتْ بضـوءِ شمعـةٍ
فحلّقتْ تُغـازِلُ الضِّرام.
قالت لها الأنسـام:قبلَكِ كم هائمـةٍ .. أودى بِهـا الهُيـامْ !
خُـذي يـدي
وابتعـديلـنْ تجِـدي سـوى الرَّدى في دَورةِ الخِتـامْ
لـم تَسمـعِ الكـلامْ
ظلّـتْ تـدورُ
واللَّظـى يَدورُ في جناحِهـا
تحَطّمـتْ
ثُـمَّ هَـوَتْ
وحَشْــرجَ الحُطـامْ:
أموتُ في النـورِ
ولاأعيشُ في الظلام