جدول المحتويات
العنوان | الرابط |
---|---|
هي أنتِ | #hi-anti |
اختاري | #ikhtari |
في القدس | #fi-alquds |
جبين وغضب | #jabin-wa-ghadab |
القصيدة الدمشقية | #alqasiida-aldimashqiyya |
أحبك جداً | #ahabbak-jidan |
قصيدة “هي أنتِ”
يقول السيد قطب:
هي أنتِ التي خلقت لنحيا في ظلال من الوفاء الرشيد كحياة الأرواح، تضفين الحنان، وتهفين في ظلالك الممدودة حيثما الحب طائف يتراءى كالملاك المهوم المكدود. حاني العطف إذ يضم علينا، ضامة الأم رحمة بالوليد. فإذا الكون والحياة جمالا، وإذا العيش فسحة في الخلود. هي أنتِ التي أطافت بنفسي، وتراءت في خاطري من بعيد حينما كنت هائما أتلقى أغنيات الآمال شتى النشيد، في ظلال من الأماني تترى بين وادي التعلل المعهود. إذ تراءيتِ هالة من رجاء هادئ لين رفيق وئيد، ثم دانيتِ في دلال ودّ، ثم باعدتِ في دلال شرود. هي أنتِ التي تلاقيت روحا مع روحي، فهامتا في الوجود. هي أنتِ التي تحدثت عنها خطراتي في يقظتي وهجودي. إن تكوني إذن فهاك فؤادي كله خالصا نقي العهود، وتعالى نبع الحياة جهادا، عبقري التصويب والتصعيد. شجعيني على الجهاد طويلا، فجهاد الحياة جد شديد. أشعريني بأن قلبا نقيّا يرتجي ساعدي ويهوى وجودي، ثم سيري معي نخط طريقا كمهاد في الصخرة الجلمود. نظرة منك وابتسامة حُب تترك الصعب ليّنا كالمهود. لك مني عواطفي وعهودي، ولك مني رعايتي وجهودي.
قصيدة “اختاري”
يقول نزار قباني:
إني خيرتك فاختاري ما بين الموت على صدري أو فوق دفاتر أشعاري. اختاري الحب أو اللا حب، فجبنٌ ألا تختاري. لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار. ارمي أوراقك كاملة وسأرضى عن أي قرار. لي، انفعلي، انفجري، لا تقفي مثل المسمار. لا يمكن أن أبقى أبداً كالقشّة تحت الأمطار. اختاري قدراً بين اثنين، وما أعنفها أقداري. مُرهقة أنتِ وخائفة، وطويل جداً مشواري. غوصي في البحر أو ابتعدي، لا بحر من غير دوار. الحب مواجهة كبرى، إبحارٌ ضد التيار. صلب وعذاب ودموع، ورحيل بين الأقمار. يقتلني جبنك يا امرأة تتسلى من خلف ستار. إني لا أؤمن في حب لا يحمل نزق الثوار، لا يكسر كل الأسوار، لا يضرب مثل الإعصار. آه لو حبك يبلعني، يقلعني مثل الإعصار. إني خيرتك فاختاري ما بين الموت على صدري أو فوق دفاتر أشعاري. لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار.
قصيدة “في القدس”
يقول تميم برغوثي:
مررنا على دار الحبيب فردّ عنا الدار قانون الأعادي وسورها. فقلت لنفسي ربما هي نعمة. فماذا ترى في القدس حين تزورها؟ ترى كل ما لا تستطيع احتمالَه، إذا ما بدت من جانب الدرب دورها. وما كل نفس حين تلقى حبيبها تُسَرّ، ولا كل الغياب يُضِرها. فإن سرّها قبل الفراق لقائه، فليس بمأمون عليها سرورها. متى تُبصر القدس العتيقة مرّة، فسوف تراها العين حيث تُديرها.
قصيدة “جبين وغضب”
يقول محمود درويش:
وطني يا أيها النسر الذي يغمد منقاره اللهب في عيوني، أين تاريخ العرب؟ كل ما أملكه في حضرة الموت: جبين وغضب. وأنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرة، وجبيني منزلاً للقبّرة.وطني، إنّا ولدنا وكبرنا بجراحك، وأكلنا شجر البلوط كي نشهد ميلاد صباحك. أيها النسر الذي يرسف في الأغلال من دون سبب، أيها الموت الخرافي الذي كان يحلم، يزل منقارك الأحمر في عيني سيفاً من لهب. وأنا لست جديراً بجناحك، كل ما أملكه في حضرة الموت: جبين.. وغضب.
قصيدة “القصيدة الدمشقية”
يقول نزار قباني:
هذي دمشق وهذي الكأس والراح، إني أحب وبعض الحب ذباح. أنا الدمشقي لو شرّحتم جسدي سال منه عنقود وتفاح. ولو فتحتم شراييني بمديتكم سمعتم في دمي أصوات من راح. وآذن الشام تبكي إذ تعانقني، وللمآذن كالأشجار أرواح. للياسمين حقول في منازلنا، وقطة البيت تغفو حيث ترتاح. طاحونة البن جزء من طفولتي، كيف أنسى؟ وعطر الهيل فوّاح. هذا مكان أبي المعتز منتظر، ووجه فائزة حلو ولمّاح. هنا جذوري هنا قلبي هنا لغتي، كيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟ كم من دمشقية باعت أساورها حتى أغازلها والشعر مفتاح. أتيت يا شجر الصفصاف معتذراً، فهل تسامح هيفاء ووضّاح؟ خمسون عاماً وأجزائي مبعثرة فوق المحيط وما في الأفق مصباح. تقاذفتني بحار لا ضفاف لها، وطاردتني شياطين وأشباح. أقاتل القبح في شعري وفي أدبي حتى يفتح نوار وقدّاح. ما للعروبة تبدو مثل أرملة، أليس في كتب التاريخ أفراح؟ والشعر ماذا سيبقى من أصالة إذا تولاه نصاب ومدّاح؟ وكيف نكتب والأقفال في فمنا وكل ثانية يأتي سفّاح؟ حملت شعري على ظهري فأتعبني، ماذا من الشعر يبقى حين يرتاح؟
قصيدة “أحبك جداً”
يقول نزار قباني:
أحبك جداً، وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويل، وأعرف أنك ست النساء وليس لدي بديل. وأعرف أن زمان الحنان انتهى، مات الكلام الجميل. ست النساء، ماذا نقول؟ أحبك جداً… أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى وأنتِ بمنفى، وبيني وبينك ريح وغيم وبرق ورعد وثلج ونار. وأعرف أن الوصول لعينيك وهم، وأعرف أن الوصول إليك انتحار. ويسعدني أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية، ولو خيروني لأكررت حبك للمرة الثانية. يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر، يا من حميتك بالصبر من قطرات المطر. أحبك جداً، وأعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين، وأترك عقلي ورائي وأركض أركض أركض خلف جنوني. يا امرأة تمسك القلب بين يديها، سألتك بالله لا تتركيني لا تتركيني، فماذا أكون أنا إذا لم تكوني؟ أحبك جداً وجداً وجداً، وأرفض من نار حبك أن أستقيل، وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيل… وما همني إن خرجت من الحب حياً، وما همني إن خرجت قتيلاً.