قصائد رائعة عن الحياة

قصائد شعرية تُبرز جمال الحياة، وتُجسّد معاني الانتصار والأمل والحب. رحلة عبر كلمات شاعرية رائعة من عمالقة الشعر العربي.

فهرس المحتويات

المقطعالعنوان
1يا ربيع الحياة
2سر انتصار الحياة
3بمجرد رؤيتكِ، تزداد الحياة جمالاً
4جمال حظك في الحياة
5الحياة التي تُحيي النفوس

يا ربيع الحياة

يقول محمد بن علي السنوسي:

يا ربيع الحياة، أين ربيعي؟ أين أحلام اليقظة والمنام؟ أين يا مرتع الشباب، آمال شبابي وأمنيات قلبي؟ أين يا شاعر الطبيعة، لحنٌ ساقه القلب من هواه الرفيع، رددته مشاعري وأمانيي، ورفّت به حنايا ضلوعي؟ يا ربيع الحياة، ما لهذه الحياة لون واحد بلا تنوع؟! لا شتاء ولا ربيع سوى صيف في لظاهٍ فظيع! يا ربيع الحياة، هل لك أن تُحيي روضة بلا ينبوع؟ أحرقتها أشعة الصيف حتى جردتها من زهرها وفروعها، ورمتها السموم من كل فجّ بالأعاصير في الضحى والهزيع، وهي ترنو إلى الحياة بعينٍ تتحدى الأسى بغير دموع، أصلها ثابت ومن كرم الأصل صراع الردى بغير خضوع. يا ربيع الحياة، هل لك أن تُحيي نغمة بلا توقيع؟ حملتها إليك أجنحة الفن، وألقت بها لغير سامع، لم تجد مزهراً يوقع لحناً من أغاريدها بصوت بديع، بخل الدهر بالأنامل والأوتار، والعود يا له من منوع، وهي لما تزل يرنّ صداها ملء سمع الدنيا بلحن وديع. يا ربيع الحياة، هل لك أن تُحيي بلبل سريع الوقوع؟ حسب الحب في الأحابيل حباً، فهوى نحوه بقلب رضيع، فتردى ولم يزل يسكب اللحن غزيراً يا للصفاء الطبيعي، وإذا ما سما جناحاه للجوّ، طوى في قيده كالصريع، وهو ما زال شادياً يعشق الحسن، ويشدو شدو الطليق الخليع. يا ربيع الحياة، هل لك أن تُحيي فكرة بلا تشريع؟ أهملتها الحياة واختلف الدهر عليها في سيره ورجوعها، جثمت في الدجى يغلفها الصمت، وشعت في قلبه كالشموع، لم تجد عالماً يفصل معناها ويختارها لخير الجميع، وهي في صمتها تشير وترنو بسناها للعبقري الضليع.

سر انتصار الحياة

يقول السيد قطب:

أطلّي بطلعتكِ الساحرة، وحيّي بنظرتكِ الشاعرة، أفيضي على الكون فيض المراح، وغذّيه بالقوة الطافرة، وما لكِ أنتِ؟ وما للسكون؟ وما أنتِ إلا القوى الثائرة، قوى الحب تنبض بين القفار فتغدو القفار بها ناضرة، وتنفخ في ساكنات القلوب فتغدو سواكنها نافرة، وتهتف للصم بالأغنيات فيصغون للنغمة الساحرة، ألستِ التي نبضت “بالوجود” فشقّت قوى “العدم” الساخرة؟ بلى! أنتِ سر انتصار الحياة على الموت في الوقعة الظافرة، هنالك من قبل ميلادها، وكانت مغيبة حائرة! وكنت نواة بها ضامرة، فعدت حياة بها سافرة!

بمجرد رؤيتكِ، تزداد الحياة جمالاً

يقول أبو قاسم الشابي:

أراكِ، فتَحلو لديّ الحياةُ، ويمتلئ نفسي صباح الأمل، وتنمو بصدري ورود، عذابٌ، وتحنو على قلبي المشتعل، ويفْتنني فيكِ فيض الحياة، وذاك الشباب، الوديع، الثَّميل، ويفْتنني سحر تلك الشفاه، ترفرف من حولهن القبل، فأعبد فيكِ جمال السماء، ورقّة ورد الربيع، الخضِل، وطُهر الثلوج، وسحر المروج، مُوَشَّحةً بشعاع الطفل، أراكِ، فأُخلق خلقاً جديداً، كأنّي لم أَبْلُ حرب الوجود، ولم أحتمل فيه عبثاً ثقيلاً من الذكريات التي لا تبيد، وأضغاث أيامي الغابرات، وفيها الشقي، وفيها السعيد، ويغمر روحي ضياءٌ، رفيقٌ، تُكلّله رائعات الورود، وتُسمعني هاته الكائنات رقيق الأغاني، وحلو النشيد، وترقص حولي أمانٍ، طربٌ، وأفراح عمر خَلِيّ، سعيد، كأنّي أصبحت فوق البشر، وتَهتزّ مثل اهتزاز الوتر، فتخطو أناشيد قلبي سكْرى، تُغَرِّد، تحت ظلال القمر، وأودّ بروحي عناق الوجود، بما فيه من أنفس، أو شجر، وليلٍ يفرّ، وفجرٍ يكرُّ، وغيمٍ يُوَشِّي رداء السحر.

جمال حظك في الحياة

يقول جبران خليل جبران:

نينت حظك في الحياة جميل، فتهنئي وليهنأن جميل، وتكاثرا نعما ففيما نشتهي كما كثير الطيبات قليل، وقِر الحياة بالاشتراك مخفف، وبالانفراد يظل وهو ثقيل، نعم القرآن وحب في شرخ الصبامتلاقيان حليلة وحليل، زوجان بورك فيهما وعليهما، كفؤان فليسعدهما الإكليل، هذي عروس أوتيت من ربها فضلا له منها بها تكميل، هي كالأشعة في تنائي نجمها، ولها إلى كل القلوب سبيل، حدث ولا حرج عن الحلم الذي قد زانه المعقول والمنقول، مما تلقت عن أب هو عالم، معلم يحق لقدره التبجيل، أما جميل فهو ما تبغي العلى، لبق عصامي المضاء نبيل، في المجد أثل منجبوه قبله، وله الغداة كما لهم تأثيل، يدع اليسير من المرام تنزهاً، أو يطلب المطلوب وهو جليل، يا ابني عيشا واغنما في نعمة، عمراً به سبب الرضى موصول، العز ضافي والحياة مديدة، والبتي بالنسل الكريم حفيل.

الحياة التي تُحيي النفوس

يقول الواواء الرمشقي:

هي الحياة التي تحيا النفوس بها، تميتها كلما شاءت وتحييها، ولو أنها خاطبت ميتاً لكلمها، وقام من قبره شوقاً يلبيها، عاديت من أجلها روحي وقد علمت، روحي بأنّي أعادي من يعاديها، ولست أبكي بدمعي حين تبعد، لكن بروحي عليها حين أبكيها، والله إنسان طرفي حين صار بها، عبداً كما صرت فيها عبد حبيها، غريت باللوم فيها إذ غريت بها، فصرت أهوى ملامي من ملاميها، هذا لأن عذابي صار يعذب لي فيها، وأن حياتي من أياديها، يا قاتل الله قلبي كيف صبر، ندعت بالموت خوفاً من دواعيها، بحقها يا هواها أغر هجرك بي، إذا تمنيت منها هجر وصليها، روح يا سقامي على الأعضاء مُحتكماً، كما غدوت لفرط السقم تفنيها، خذ من قوى النفس ما أحببته صلةً مني، ولا تبق لي إن شئت باقيها، وأنت فحكم بما تهواه يا تليف، رضيت منك به إن كنت ترضيها، عساكر الشوق في قلبي مُخيّمةٌ، مذ خيّم الوَجد لي في ربع حبيها، ها قد لبست ثياب الضرّ فيك، فقد بليت بالسقم فيها قبل أُبليها، وحقّ لا أبقيت – ما بقيت عين تراكِ – لعيني دمعةٌ فيها، ولا اشتكيت إليها ما وجدت بها، وظلّ شكاني اشتكائي منتشكيها.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

قصائد غزلية رائعة

المقال التالي

قصائد رائعة في مدح الصديق الوفي

مقالات مشابهة