فهرس المحتويات
المقطع | العنوان |
---|---|
قصيدة: لا تحبيني | قصيدة من وحي نزار قباني |
قصيدة: لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي | قصيدة من بحر المتنبي |
قصيدة: يعلمني الحب ألا أحب | خواطر شعرية من محمود درويش |
قصيدة: ليس الحب بدعة | قصيدة جميل بثينة الخالدة |
قصيدة: إلى كم عتاب | عتاب عاشق من شعر ابن المقري |
قصيدة: على قدر الهوى يأتي العتاب | قصيدة من قافية أحمد شوقي |
قصيدة: عوجي علينا واربعي ربة البغل | قصيدة جرير الشهيرة |
قصيدة: لا تحبيني – من بحر نزار قباني
يقول الشاعر نزار قباني:
هذا الهوى ما عاد يغريني
فلتستريحي ولتريحيني
إن كان حبك في تقلبه
ما قد رأيت فلا تحبيني
حبك هو الدنيا بأجمعها
أما هواك فليس يعنيني
أحزاني الصغرى تعانقني
وتزورني إن لم تزوريني
ما همني ما تشعرين به
إن افتكاري فيك يكفيني
فالحب همٌ في خواطرنا
كالْعطر في بال البساتين
عيناكِ من حزني خلقتهما
أما أنتما عيناكِ من دوني
فمك الصغير أدرته بيدي
وزرعته أزهار ليمون
حتى جمالك ليس يذهلني
إن غاب من حينٍ إلى حين
فالشوق يفتح ألف نافذةٍ
خضراء عن عينيك تغنيني
لا فرق عندي يا معذبتي
أحببتني أم لم تحبيني
أنت استريحي من هواي أنا
لكن سألتكِ لا تريحيني
قصيدة: لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي – من بحر المتنبي
يقول أبو الطيب المتنبي:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي
للحب ما لم يبق مني وما بقي
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
ولكن من يبصر جفونك يعشق
وبين الرضى والسخط والقرب والمنى
مجال لدمع المقلّة المُترقرق
وأحلى الهوى ما شك في الوصل ربه
وفي الهجر فهو الدهر يرجو ويتقي
وغضبي من الإدلال سكرى من الصبا
شفعتهُ إليها من شبابي بريّق
وأشنب معسول الثنيات واضح
سترت فمي عنه فقبل مفارقي
وأجياد غزلان كجيدكِ زرّن
فلم أتبين عاطلاً من مُطوّق
وما كل من يهوى يعف إذا خلا
عفافي ويرضي الحب والخيل تلتقي
سقى الله أيام الصبا ما يُسرهُ
ويفعل فعل البابلي المُعتّق
إذا ما لبست الدهر مُستمتعاً به
تخرّقت والملبوس لم يتخرّق
ولم أر كالألحاظ يوم رحيلهِم
بعثن بكل القتل من كل مُشفّق
أدرن عيوناً حائرات كأنها
مُركّبة أحداقها فوق زئبق
عشيّةَ يعْدُونا عن النظر البكاء
وعن لذة التوديع خوف التفرق
ودّعْهُمْ والبينُ فينا كأنّهُ
قنا ابن أبي الهيجاء في قلب فيلق
قواضٍ مواضٍ نسج داود عندها
إذا وقعت فيه كنسج الخدرنق
هوادٍ لأملاك الجيوش كأنّه
تخيّر أرواح الكماة و تنتقي
تقدّ عليهم كل درع وجوشن
وتفري إليهم كل سور وخندق
يُغير بها بين اللُّقانِ وواسط
ويركزها بين الفرات وجيلق
ويرجعها حمراً كأنّ صحيحها
يبكي دماً من رحمة المُتدقّق
فلا تُبلغه ما أقول فإنّه
شجاعٌ متى يُذكر له الطعن يشتق
ضروبٌ بأطراف السيوف بنانه
لعوبٌ بأطراف الكلام المُشقق
كسائله من يسأل الغيث قطرة
كعازله من قال للفلك ارفق
لقد جُدت حتى جُدت في كل ملة
وحتى أتاك الحمد من كل منطق
رأى ملك الروم ارتياحك للنّدى
فقام مقام المُجتدي المُتملّق
وخلّى الرماح السمهرية صاغراً
لأدْرب منه بالطعن وأحذق
وكتب من أرض بعيد مرامه
قريب على خيل حواليك سبق
وقد سار في مسراك منها رسوله
فما سار إلا فوق هام مُفلّق
فلما دنا أخفى عليه مكانه
شعاع الحديد البارق المُتألّق
وأقبل يمشي في البساط فما درى
إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي
ولم يثنك الأعداء عن مهجاتهم
بمثل خضوع في كلام مُنمّق
وكُنت إذا كتبتَه قبل هذه
كتبت إليه في قذال الدّمُستق
إن تُعطه منك الأمان فسائل
وإن تُعطه حدّ الحسام فأخلق
وهل ترك البيض الصوارم منهم
حبيساً لفادٍ أو رقيقاً لمُعتق
لقد وردوا ورد القطا شفراته
ومرّوا عليها رزدقاً بعد رزدق
بلغت بسيف الدولة النور رتبة
أنرت بها ما بين غرب ومشرق
إذا شاء أن يلهو بلحية أحمق
أراه غباراً ثم قال له الحق
وما كمد الحسّاد شيء قصدته
ولكنّه من يزحم البحر يغرق
ويَمتحن الناس الأمير برأيه
ويُغضي على علم بكل مُمخْرَق
وإطراق طرف العين ليس بنافع
إذا كان طرف القلب ليس بمطرّق
فيا أيها المطلوب جاوره تمتنع
ويا أيها المحروم يمّمه تُرزق
ويا أجبن الفرسان صاحبْه تجترئ
ويا أشجع الشجعان فارقه تفترق
إذا سعت الأعداء في كيد مجده
سعى جدّه في كيدهم سعي مُحنّق
وما ينصر الفضل المبين على العدى
إذا لم يكن فضل السعيد المُوفق
قصيدة: يعلمني الحب ألا أحب – من بحر محمود درويش
يقول الشاعر محمود درويش:
يُعلِّمُني الحُبُّ ألاَّ أحِبَّ وَأَنْ أَفتَحَ النَّافِذَةْ
عَلى ضِفَّةِ الدَّرْبِ هَلْ تَستَطيعِينَ أَنْ تَخرُجي مِنْ نِداءِ الحَبَقْ
وَأَنْ تُقَسِّمِيني إِلى اثْنَيْنِ أَنْتِ وَمَا يَتَبَقَّى مِنَ الأُغْنِيَةْ
وَحُبٌّ هُوَ الحُبُّ فِي كُلِّ حُبِّ أَرى الحُبَّ مَوْتاً لِمَوْتٍ سَبَقْ
وَرِيحاً تُعَاوِدُ دَفْعَ الخُيُولِ إِلى أُمِّهَا الرِّيحِ بَيْنَ السَّحابَةِ وَالأَوْدِيَةْ
أَلا تَستَطيعِينَ أَنْ تَخرُجي مِنْ طَنِينِ دَمِي كَيْ أَهْدِئَ هَذَا الشَّبَقْ
وكَيْ أُسْحِبَ النَّحْلَ مِنْ وَرَقِ الوَرْدَةِ المُعْدِيَةْ
وَحُبٌّ هُوَ الحُبُّ يَسْأَلُنِي كَيْفَ عَادَ النَّبِيدُ إِلى أُمِّهِ واحْتَرَقْ
وَمَا أَعْذَبَ الحُبَّ حِينَ يُعَذِّبُ حِينَ يُخَرِّبُ نَرْجَسَةَ الأُغْنِيَةْ
يُعَلِّمُني الحُبُّ أَنْ لا أُحِبَّ وَيَتْرُكُنِي فِي مَهَبِّ الوَرَقْ
قصيدة: ليس الحب بدعة – من بحر جميل بثينة
يقول جميل بن معمر:
سَقى مَنْزِلَينا يا بُثَيْنَ بِحَاجِرِ
عَلَى الهَجْرِ مِنَّا صَيْفٌ وَرَبِيعُ
وَدَوْرَكِ يا لَيْلى وَإِنْ كُنَّ بَعْدَنَا
بَالِينَ بِلىً لَمْ تَبْلَهُنَّ رُبُوعُ
وَخَيْمَاتِكِ اللَّاتِي بِمُنْعَرَجِ اللَّوى
لَقَمَرِيِّها بِالمُشْرِقِينَ سَجِيعُ
يُزَعْزِعُ فِيهَا الرِّيحُ كُلَّ عَشِيَّةٍ
هَزِيمٌ بِسُلَّافِ الرِّيَاحِ رَجِيعُ
وَإِنِّيَ أَنْ يَعْلُو بِكِ اللَّومُ أَوْ تُرِيبِ
دَارِ أَذًى مِنْ شَامِتٍ لَجُزُوعُ
وَإِنِّي عَلَى الشَّيْءِ الَّذِي يُلْتَوَى بِهِ
وَإِنْ زَجَرَتْنِي زَجْرَةٌ لَوَرِيعُ
فَقَدْتُكِ مِنْ نَفْسٍ شُعَاعاً فَإِنِّي
نَهَيْتُكِ عَنْ هَذَا وَأَنْتِ جَمِيعُ
فَقَرَّبْتِ لِي غَيْرَ القَرِيبِ وَأَشْرَفَتْهُ
نَاكَ ثَنَايَا مَا لَهُنَّ طُلُوعُ
يَقُولُونَ صَبٌّ بِالغَوَانِي مُوَكَّلٌ
وَهَلْ ذاكَ مِنْ فِعْلِ الرِّجَالِ بَدِيعُ
وَقالُوا رَعَيْتَ اللَّهْوَ وَالمالُ ضَائِعٌ
فَكَالنَّاسِ فِيهِمْ صَالِحٌ وَمُضِيعُ
قصيدة: إلى كم عتاب – من بحر ابن المقري
يقول ابن المقري:
إلى كم عتاب دائم وعتاب
ورسل وما يبدو إلي جواب
على غير ذنب كان مني هجركم
ولو كان ذنب كان منه متاب
بوا لي لوجه الله ما في نفوسكم
معلي ففي جبر القلوب ثواب
ولا تسمعوا قول الوشاة فإنه
وحاشا كم أن تسمعوه كذاب
أرادوا عذابي في هواكم وفتنتكم
وما الحب إلا فتنة وعذاب
بحقكم يا هاجرين تداركوا
عمارة جسمي اليوم فهو خراب
ولا تشمتوا بي عاذلين هجرته
على كونهم ذموا الغرام وعابوا
رأوا ما أقاسي فيه فاستقبحوا الهوى
لأجلي وقالوا الزهد فيه صواب
فيا من لصب لا تزال جفونه
تصب دموعاً بالدماء تشاب
ذي لوعة لا يعرف النوم جفنه
ولا اقتلعت للدمع منه سحاب
يسأل عنكم وهو يبدي تجلداً
وتصرعه الأشواق حين يجاب
فيا ليت شعري كيف يملك عقله
إذا جاءه ممن يحب كتاب
مساكين أهل الحب حتى عقولهم
يخاف عليها ضيعة وذهاب
محبتهم في كل يوم جديدة
وأحبابهم طول الزمان غضاب
وما حسبوه في الهوى جاء ناقصاً
فليس يفي للعاشقين حساب
فلو ألهموا رشداً ولا ذوا بأحمد
لذل لهم صعب ولذ جناب
بذي الفتكات البيض والضيغم الذيله
البيض ظفر والعواسل ناب
صلاح البرايا الناصر الحق أحمد
إذا خذل الحق المبين صحاب
جواد إذا انهلت سحائب جوده
بدالك شيء من نداه عجاب
ففي كل جزء من أنامل كفه
بحار من الاندا لهن عباب
أخو عزمة لا تتقى سطواتها
يصيب إذا ثارت وليس يصاب
ذي سطوات لا يبالي إذا عدا
أزمجر ليث أم أطن ذباب
خفي بذب الكيد يعمل راية
فيمضي وهل يخطئ الرمي شهاب
له فكر بين الغيوب يديرها
ويرفع ستر دونها وحجاب
له الراية البيضا يسير أمامها
من النصر والفتح المبين نصاب
له هزة عند المديح وضحكة
تباشيرها قبل الرعاب رعاب
فيا باسط المعروف يا من نواله
مناديه من أقصى المكان يجاب
إذا سد عن راجيك باب بداله
بفضلك باب لا يسد وباب
وعادتكم أن تجبروا من كسرتم
فيعتاض من معروفكم ويثاب
ولي فيك عما فوتوه إعاضة
وأنت لمثلي موئل ومآب
فكم حادث وافا دعوتكم له
ولانت خطوب منه وهي صعاب
فعش سالماً ما دامت الأرض غانمة
لباسك فيها صحة وشباب
قصيدة: على قدر الهوى يأتي العتاب – من بحر أحمد شوقي
يقول أحمد شوقي:
على قدر الهوى يأتي العتابُ
ومن عاتبتُ يفديه الصّحابُ
ألومُ مُعذّبي فألومُ نفسي
فأُغضبُها ويُرضيها العذابُ
ولو أنّي استطعتُ لتبتُ عنهُ
ولكن كيف عن روحي المتابُ
ولي قلبٌ بأن يهوى يُجازى
ومالِكُه بأن يجني يُثابُ
ولو وجد العقابُ فعَلتُ لكنّ
نَفار الظبي ليس له عِقابُ
يلومُ اللائمون وما رأوهُ
وقديماً ضاع في الناس الصوابُ
صحوتُ فأنكر السُّلوانُ قلبي
عليهِ وراجع الطرب الشبابُ
كأنّ يد الغرامِ زمامُ قلبي
فليس عليه دون هواً حجابُ
كأنّ رواية الأشواقِ عودٌ
على بدءٍ وما كُملَ الكتابُ
كأنّي والهوى أخَوا مُدامٍ
لنا عهدٌ بها ولنا اصطحابُ
إذا ما اعتضتُ عن عشقٍ بعشقٍ
أعيدَ العهدُ وامتدّ الشرابُ
قصيدة: عوجي علينا واربعي ربة البغل – من بحر جرير
يقول جرير:
عوجي علينا واربعي ربة البغل
ولا تقتليني لا يحل لكم قتلي
أعاذِل مهلاً بعض لومك في البطل
وعقلك لا يذهب فإن معي عقلاً
فإنك لا ترضي إذا كنت عاتباً
خليلَك إلاّ بالمودة والبذل
أحقّاً رأيت الظاعنين تحملوا
من الغيل أو وادي الوريعة ذي الأثل
ليالي إذ أهلي وأهلُك جيرةٌ
وإذ لا نخاف الصرم إلا على وصل
وإذ أنا لا مالٌ أريد ابتياعه
بمالي ولا أهل أبيع بهم أهلي
خليلي هيج عبرة أو قفا بناع
على منزل بين النقيعة والحبل
فإني لباقي الدمع إن كنت باكياً
على كل دار حَلَّها مرةً أهلي
تريدين أن نرضى وأنت بخيلةٌ
ومن ذا الذي يرضي الأحباب بالبخل
لعمرك لولا اليأس ما انقطع الهوى
ولولا الهوى ما حَنَّ من والهٍ قبل
سقى الرمل جونٌ مُستهلّ ربابهُ
وما ذاك إلا حب من حَلَّ بالرمل
متى تجمعين منّاً كثيراً ونائلاً
قليلاً تقطّع منكِ باقية الوصل
ألا تبتغي حلماً فتنهي عن الجهل
وتصرم جُملاً راحة لك من جُمل
فلا تعجبا من سورة الحب وانظرا
أتَنفعُ ذا الوجد الملامة أم تُسلي
ألا رب يوم قد شربت بمشرَبٍ
سقى الغيم لم يشرب به أحدٌ قبلي
وهزّة أظعان كأن حمولها
غداة استقلّت بالفروق ذرى النخل
طلبت وريعان الشباب يقودني
وقد فُتنت عيني أو توارين بالهجل
فلما لحقناهنّ أبدين صبوةً
وهنّ يُحاذِرنَ الغيور من الأهل
على ساعة ليست بساعة منظر
رمينَ قلوب القوم بالحَدَقِ النُّجل
وما زلن حتى كاد يفطن كاشحٌ
يزيد علينا في الحديث الذي يُبلي
فلَم أرَ يوماً مثل يوم بذي الغضا
أصبنا به صيداً غزيراً على رجل
ألذّ وأشفى للفؤاد من الجوى
وأغيظ للواشين منه ذوي المحل
وهاجد موماة بعثت إلى السرى
وللنوم أحلى عنده من جني النحل
يكون نزول الركب فيها كلا ولا
غشاشاً ولا يدنون رحلاً إلى رحل
يوماً أتت دون الظلال سمومُهُ
وظلّ المها صوراً جماجمها تغلي
تمنى رجال من تميم لي الرّدى
وما زاد عن أحسابهم ذايد مثلِك
كأنهم لا يعلمون مواطني
وقد علموا أنّي أنا السابق المبلي
فلو شاء قومي كان حلمي فيهم
وكان على جهال أعدائهم جهلي
وأوقدت ناري بالحديد فأصبحَتْ
لها لهبٌ يُصلي به الله من يُصلي
لعَمري لقد أخزى البَعيث مُجاشعاً
وقال ذوو أحسابهم ساء ما يُبلي
لعَمري لئن كان القيونُ تواكَلوا
ونوار لقد آبت نوار إلى بعل
لي الفضل في أفناء عمروٍ ومالك
وما زلتُ مُذ جاريتُ أَجري على مهل
وترهب يَربوعٌ ورائي بالقنا
وذالك مقامٌ ليس يُزري به فعيل
نعم حمَاة الحي يُخشى ورائهم
قديماً وجيران المخافة والأزل
لقد قوّست أمّ البَعيث ولم تزلْ
تُزاحِمُ عِلْجاً صادرين على كفل
ترى العَبَسَ الحولّيّ جوناً بكوعه
لها مسكاً في غير عاجٍ ولا ذبل
ليالي تنتاب النباج وتبتغي
مراعيها بين الجداول والنخل