قصائد حب لنزار قباني: رحلة في أعماق المشاعر

فهرس المحتويات

حب استثنائي لامرأة فريدة
حب بلا حدود
أعنف حب عشته
خمس قصائد في الحب
رسالة حب صغيرة
حب تحت الصفر
إقرأيني
يوميات رجل مهزوم

حب استثنائي لامرأة فريدة

في هذا النص، يعبر نزار قباني عن عمق حبه لامرأة استثنائية، يقول: “أكثر ما يعذبني في حبك.. أنني لا أستطيع أن أحبك أكثر.. وأكثر ما يضايقني في حواسي الخمس.. أنها بقيت خمساً.. لا أكثر.. إن امرأةً استثنائيةً مثلك تحتاج إلى أحاسيس استثنائية.. وأشواقٍ استثنائية.. ودمعٍ استثنائي.. وديانة رابعة.. لها تعاليمها، وطقوسها، وجنتها، ونارها. إن امرأةً استثنائيةً مثلك.. تحتاج إلى كتبٍ تكتب لها وحدها.. وحزنٍ خاصٍ بها وحدها.. وموتٍ خاصٍ بها وحدها وزمنٍ بملايين الغرف.. تسكن فيه وحدها..” يصور الشاعر هنا مدى تفرد المرأة وحاجتها إلى حبٍّ يفوق المألوف.

حب بلا حدود: إشادة بجمال المرأة

يصف نزار قباني حبيبته بقوله: “يا سيدتي: كنت أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العام. أنت الآن.. أهم امرأةٍ بعد ولادة هذا العام.. أنت امرأةٌ لا أحسبها بالساعات وبالأيام. أنت امرأةٌ.. صنعت من فاكهة الشعر.. ومن ذهب الأحلام.. أنت امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوام..يا سيدتي: يا المغزولة من قطنٍ وغمام. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غابات رخام.. يا من تسبح كالأسماك بماء القلب..وتسكن في العينين كسرب حمام.” يبرز الشاعر هنا الخلود في حبه، متجاوزاً حدود الزمن والمكان.

أعنف تجربة حب

يصف الشاعر تجربة حبٍّ قوية وعميقة، بأسلوب تصويري قوي: “تلومني الدنيا إذا أحببته كأنني أنا خلقت الحب واخترعته كأنني على خدود الورد قد رسمته.. كأنني أنا التي الطير في السماء قد علمته وفي حقول القمح قد زرعته.. وفي مياه البحر قد ذوبته.. كأنني أنا التي القمر الجميل في السماء قد علقته.. تلومني الدنيا إذا.. سميت من أحب.. أو ذكرته.. كأنني أنا الهوى.. وأمه.. وأخته. مختلف عن كل ما عرفتهم مختلف عن كل ما قرأته.. وكل ما سمعته.. لو كنت أدري أنه نوع من الإدمان.. ما أدمنته.. لو كنت أدري أنه باب كثير الريح.. ما فتحته.. لو كنت أدري أنه عود من الكبريت.. ما أشعلته. هذا الهوى.. أعنف حب عشته.. فليتني حين أتاني فاتحاً يديه لي.. رددته.. وليتني من قبل أن يقتلني.. قتلته.”

خمسة أوجه للحب

يقدم نزار قباني هنا خمسة نصوص شعرية قصيرة، تعبر عن جوانب مختلفة للحب، متناقضة ومتشابكة في آن واحد. يتحدث عن الحب كساحة حرب، وكسردابٍ سحري، وكسؤالٍ بلا جواب. يُظهر براعة الشاعر في التعبير عن مشاعر الحب المتعددة والمتشعبة.

رسالة حب قصيرة

رسالة حب مختصرة لكنها عميقة المعنى، غنية بالصور الشعرية: “حبيبتي، لدي شيءٌ كثير أقوله، لدي شيءٌ كثير من أين؟ يا غاليتي أبتدئ؟ كل ما فيك.. أميرٌ.. أمير يا أنت يا جاعلةً أحرفي مما بها شرانقاً للحرير. هذه أغاني وهذا أنين ضمنا هذا الكتاب الصغير غداً.. إذا قلبت أوراقه واشتاق مصباحٌ و غنى سرير واخضوضرت من شوقها، أحرفٌ وأوشكت فواصلٌ أن تطير فلا تقولي: يا لهذا الفتى أخبر عني المنحنى والغدير واللوز.. والتوليب حتى أنا تسير بي الدنيا إذا ما أسيرو قال ما قال فلا نجمةٌ إلا عليها من عبيري عبير غداً.. يراني الناس في شعره فماً نبيذياً، وشعراً قصيراً دعِ حكايا الناس.. لن تصبح كبيرةً.. إلا بحبي الكبير ماذا تصير الأرض لو لم نكن لو لم تكن عيناك… ماذا تصير؟”

حب تحت الصفر

يصور الشاعر هنا حبًا باردًا، متجمدًا، يتجاوز حدود المشاعر العادية: “أحبك.. كنت أحبك حتى التناثر.. حتى التبعثر.. حتى التبخر.. حتى اقتحام الكواكب، حتى ارتكاب القصيدة، أحبك.. كنت قديماً أحبك.. لكن عينيك لا تأتيان بأي كلامٍ جديد. أحبك.. يا ليتني أستطيع الدخول لوقت البنفسج، لكن فصل الربيع بعيد.. ويا ليتني أستطيع الدخول لوقت القصيدة، لكن فصل الجنون انتهى من زمانٍ بعيد. لكن عينيك لا تأتيان بأي كلامٍ جديد. أحبك.. يا ليتني أستطيع الدخول لوقت البنفسج، لكن فصل الربيع بعيد.. ويا ليتني أستطيع الدخول لوقت القصيدة، لكن فصل الجنون انتهى من زمانٍ بعيد.”

إقرأيني: صوت المرأة

في هذه القصيدة، يعطي نزار قباني صوتاً للمرأة، ويُبرز معاناتها: “إقرأيني.. كلما فتشت في الصحراء عن قطرة ماء. إقرأيني.. كلما سدوا على العشاق أبواب الرجاء. أنا لا أكتب حزن امرأةٍ واحدةٍ. إنني أكتب تاريخ النساء… ليس عندي في الحب.. حبٌ أخير. في البدء كان البحر، والبر هو استثناء. في البدء كان النهد، والسفح هو استثناء. في البدء كنت أنت.. ثم كانت النساء. كل أنثى أحب.. أول أنثى.. ليس عندي في الحب.. حبٌ أخير.”

يوميات رجل مهزوم: اعتراف بالهزيمة

يُظهر نزار قباني هنا جانبًا آخر من مشاعره، اعترافًا بالهزيمة أمام الحب: “لم يحدث أبداً أن أحببت بهذا العمق.. لم يحدث.. لم يحدث أبداً.. أني سافرت مع امرأة.. لبلاد الشوق.. وضربت شواطئ نهديها كالرعد الغاضب، أو كالبرق. أنا في الماضي لم أعشق.. بل كنت أمثل دور العشق.. لم يحدث أبداً أن أوصلني حب امرأة حتى الشنق. لم أعرف قبلك واحدة.. غلبتني، أخذت أسلحتي.. هزمتني.. داخل مملكتي.. نزعت عن وجهي أقنعَتي. لم يحدث أبداً، سيدتي أن ذقت النار، وذقت الحرق. كوني واثقة.. سيدتي سيحبك.. آلاف غيري وستستلمين بريد الشوق لكنك.. لن تجدي بعدي رجلاً يهواك بهذا الصدق. لن تجدي أبداً.. لا في الغرب.. ولا في الشرق.”

Exit mobile version