أجمل قصائد الحبّ من عمالقة الشعر العربي
يُعتبر الحبّ من أسمى المشاعر الإنسانية، وقد غنى به الشعراء عبر العصور، مُعبّرين عن معانيه المختلفة بأجمل الأبيات الشعرية. في هذا المقال، سنستعرض لكم بعضاً من قصائد عمالقة الشعر العربي، الذين عبروا عن الحبّ الحقيقي بصدقٍ وإحساسٍ بالغ.
قصائد نزار قباني عن الحبّ
يُعرف نزار قباني بشعره الجريء والرومانسي، الذي غنّى فيه للحبّ بجرأةٍ وفصاحة. يُظهر شعره عمق مشاعره وتجاربه، مُعبّراً عن الحبّ بكلّ أبعاده. نستعرض هنا واحدة من أجمل قصائده:
تلومني الدنيا إذا أحببتُه
كأني أنا خلقتُ الحبَّ، واخترعتُه
كأنني على خدود الورد قد رسمته
كأنّني أنا التي للطير في السماء قد علمته
وفي حقول القمح قد زرعته وفي مياه البحر قد ذوّبته
كأنني أنا التي كالقمر الجميل في السماء قد علّقته
تلومني الدنيا إذا سمّيت من أحب أو ذكرته
كأنني أنا الهوى، وأمّه، وأخته
مختلف عن كل ما عرفته مختلفٌ عن كل ما قرأته..
وكل ما سمعته لو كنت أدري أنه نوع من الإدمان.. ما أدمنتُه
لو كنت أدري أنه باب كثير الرّيح.. ما فتحته
لو كنت أدري أنه عودٌ من الكبريت ما أشعلته
هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشته
ليتني حين أتاني فاتحاً يديه لي رددته
ليتني من قبل أن يقتلني.. قتلته
هذا الهوى الذي أراه في الليل أراه في ثوبي، وفي عطري، وفي أساوري
أراه.. مرسوماً على وجه يدي
أراه منقوشاً على مشاعري لو أخبروني أنه طفلٌ كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته
وأنه سيكسر الزّجاج في قلبيلما تركته
لو أخبروني أنه سيضرم النيران في دقائق ويقلب الأشياء في دقائق ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق لكنت قد طردته
يا أيها الغالي الذي أرضيت عني الله
إذ أحببته أروعَ حبٍّ عشته
ليتني حين أتاني زائراً بالورد قد طوّقته
وليتني حين أتاني باكياً فتحت أبوابي له..وبُسته وبُسته.. وبُسته فتحت أبوابي لهوبُسته وبُسته.. وبُسته
أبيات المتنبي الخالدة عن الحبّ
يمتاز شعر المتنبي بعمقه وقوّته، ويُظهر شعره عن الحبّ مزيجاً من العاطفة والذكاء. نستعرض هنا بعضاً من أبياته التي تُبرز هذا المزيج:
لعينيكِ ما يلقى الفؤادُ وما لقي
للحبِّ ما لم يبق منِّي وما بقي
وما كنتُ ممَّن يدخل العشقُ قلبَهُ
ولكنَّ من يُبصرُ جفونَكِ يعشقُ
وبين الرضا والسخطِ والقرب والنوى
مجالٌ لدمعِ المُقلَةِ المُتَرَقْرِقِ
وأحلى الهوى ما شكَّ في الوصلِ ربُّهُ
وفي الهجرِ فهو الدهرَ يرجو ويتَّقي
وغضبى من الإدلالِ سكرى من الصبى
شَفعتُ إليها من شبابي بريِّقِ
وأشنَبَ معسولِ الثنياتِ واضحٍ
سترْتُ فمي عنه فقَبَّلَ مفرقي
وأجيادِ غزلانٍ كجيدِكِ زُرْنَنَ
فلم أتبيَّنْ عاطلاً من مُطوَّقِ
وما كلُّ من يهوى يعِفُّ إذا خَلَعَ
عفافي ويرضي الحبَّ والخيلُ تلتقي
سقى الله أيَّامَ الصبى ما يُسرُّهُ
ويَفعَلُ فعلَ البابليِّ المُعتَّقِ
إذا ما لبستَ الدهرَ مُستَمتِعاً به
تَخرَّقتَ والمَلْبوسُ لم يتَخرَّقِ
ولم أرَ كالآلِهَاظِ يومَ رحيلِهمْ
بَعثنَ بكلِّ القتلِ من كلِّ مُشفِقِ
أَدَرْنَ عيوناً حائراتٍ كأنَّها
مُرَكَّبة أحْداقُها فوقَ زئبقِ
عشيَّةَ يَعْدُونَا عن النظرِ البُكَاءَ
وعنِّ لذَّةِ التوديعِ خَوْفُ التفرُّقِ
ودَّعْتُهمْ والبينُ فينا كأنَّهُ
قنا ابنِ أبي الهَيْجاءِ في قلبِ فيلٍ
قواضٍ مَواضٍ نَسْجُ داوُدَ عندَها
إذا وَقَعَتْ فيهِ كنسجِ الخَدَرْنَقِ
هَوادٍ لأمْلاكِ الجيوشِ كأنَّها
تَخَيَّرُ أرواحَ الكُمَاةِ وتَنتَقي
تُقَدِّمُ عليهم كلَّ درعٍ وجوشنٍ
وتَفْرِي إليهم كلَّ سورٍ وخندقِ
يُغيِّرُ بها بينَ اللُّقَانِ وواسطٍ
ويركزُها بينَ الفراتِ وجِلِّقِ
ويرجِعُها حُمْراً كأنَّ صحيحَها
يُبَكِّي دَماً من رحمةِ المُتَدَقِّقِ
فلا تُبْلِغْهُ ما أقولُ فإنَّه شُجاعٌ
متى يُذكَرْ له الطعنُ يَشتَقِ
ضروبٌ بأطرافِ السيوفِ بَنانُهُ
لُعوبٌ بأطرافِ الكلامِ المُشَقَّقِ
سائِلُهُ مَنْ يسألُ الغيثَ قطرةً
كاعِذِلِهِ مَنْ قالَ للفَلَكِ ارفقِ
لقد جُدتَ حتى جُدتَ في كلِّ مِلَّةٍ
وحتى أتاكَ الحمدُ من كلِّ منطقِ
رأى مَلِكُ الرُّومِ ارتياحَكَ للنَّدى
فقامَ مقامَ المُجْتَدي المُتَمَلِّقِ
وخلَّى الرِّماحَ السَّمهريَّةَ صاغِراً
لأَدْرَبَ منه بالطعنِ وأحْذَقِ
وكاتبَ من أرضٍ بعيدٍ مرامُهُ
قريبٌ على خيلٍ حَواليكَ سُبِّقِ
وقد سارَ في مسراكَ منها رسولُهُ
فما سارَ إلاَّ فوقَ هامٍ مُفَلَّقِ
فلما دنا أخفى عليه مكانَهُ
شعاعُ الحديدِ البارِقِ المُتَألِّقِ
وأقبلَ يمشي في البساطِ فما درى
إلى البحرِ يسعى أمْ إلى البدرِ يرتقي
ولم يثنِكَ الأعداءُ عن مُهَجاتِهمْ
بمثلِ خُضوعٍ في كلامٍ مُنَمَّقِ
وكُنْتَ إذا كاتَبْتَهُ قبلَ هذهِ
كتبتَ إليه في قَذالِ الدُّمْستُقِ
إنْ تُعْطِهِ منكَ الأمانَ فَسائِلٌ
وإنْ تُعْطِهِ حدَّ الحسامِ فأخْلِقِ
وهل تَرَكَ البيضُ الصوارمُ منهمُ
حَبِيساً لفادٍ أو رقيقاً لمعتِقِ
لقد وردوا وردَ القَطَا شَفَرَاتِهِ
ومَرُّوا عليها رَزْدَقاً بعدَ رَزْدَقِ
بلغتُ بسيفِ الدولةِ النورِ رُتْبةً
أنَرْتُ بها ما بينَ غَرْبٍ ومشرقِ
إذا شاءَ أن يَلْهُو بلحيةِ أحمقٍ
أراهُ غُباراً ثمَّ قالَ له الحقُّ
وما كمدُ الحسادِ شيءٌ قصدتُهُ
ولكنَّه مَنْ يَزْحَمُ البحرَ يغرقُ
ويَمتَحِنُ الناسَ الأميرُ برأيهِ
ويُغْضِي على علمٍ بكلِّ مُمْخَرِقِ
وإطراقُ طرفِ العينِ ليسَ بنافعٍ
إذا كانَ طرفُ القلبِ ليسَ بمُطْرِقِ
فيا أيُّها المطلوبُ جاوِرْهُ تَمْتَنِعْ
ويا أيُّها المحرومُ يَمِّمْهُ تُرْزَقْ
ويا أجبنَ الفُرْسانِ صاحبْهُ تجترئْ
ويا أشجعَ الشجعانِ فارقْهُ تَفْرَقْ
إذا سَعَتِ الأعداءُ في كيدِ مجدِهِ
سعى جدُّهُ في كيدِهم سعيَ مُحْنَقِ
وما ينصُرُ الفضلُ المُبينُ على العدا
إذا لم يكُنْ فضلَ السعيدِ المُوَفَّقِ
شعر أبي القاسم الشابي عن الحبّ
يتميز شعر أبي القاسم الشابي برومانسيته وعذوبة تعبيره عن الحب. يُظهر شعره جمال الحبّ ببساطته ورقيق مشاعره:
عذبة أنتِ كالطفولةِ كالأحلامِ
كاللحنِ كالصباحِ الجديدِ
كالسماءِ الضاحِكةِ كالليلةِ القمرَاءِ
كالوردِ كابتسامةِ الوليدِ
يا لها من وداعةٍ وجمالٍ
وشبابٍ مُنعمٍ أملودِ
يا لها من طهارةٍ تبعثُ التقديسَ
في مهجةِ الشقيِّ العنيدِ
يا لها من رقَّةٍ تكادُ
ترفُّ الوردِ منها في الصخرةِ الجلمودِ
أيُّ شيءٍ تراكِ هل أنتِ فيني
استَهادت بينَ الورى من جديد
لتعيدَ الشبابَ والفرحَ المُعسُولَ
للعالمِ التعيسِ العَميدِ
جدول المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
أجمل قصائد الحبّ من عمالقة الشعر العربي | # |
قصائد نزار قباني عن الحبّ | #نزار |
أبيات المتنبي الخالدة عن الحبّ | #المتنبي |
شعر أبي القاسم الشابي عن الحبّ | #الشابي |