أجمل قصائد الغزل و العشق
تُعدّ قصائد الحبّ من أهمّ روائع الشعر العربي، فهي تعبّر عن أعمق المشاعر الإنسانية. فيما يلي مجموعة مختارة من أجمل ما قيل في هذا المجال، تُغطّي جوانب مختلفة من تجربة الحبّ، من الاشتياق إلى الفراق وصولاً إلى الوفاء و الإخلاص.
المحتويات |
---|
قصيدة “حبيبي على الدنيا إذا غبتَ وحشة ٌ” |
قصيدة “حبيبي هل شهود الحبّ إلاَّ” |
قصيدة “حبيبي على هذه الرابية” |
قصيدة “لا أستزيدُ حبيبي من مُواتاتي” |
قصيدة “عذراً حبيبي” |
قصيدة “يا حبيبي وأنت جمّ الهجود” |
قصيدة “حبيبي على الدنيا إذا غبتَ وحشة ٌ”
يقول الشاعر بهاء الدين زهير في هذه القصيدة الرائعة:
حبيبي على الدنيا إذا غبتَ وحشة ٌ
فيا قمري قلْ لي متى أنتَ طالعُ
لقد فنيتْ روحي عليكَ صبابة ً
فَما أنتَ يا روحي العزيزَة َ صانِعُ
سُروريَ أنْ تَبقَى بخَيرٍ وَنِعْمَة ٍ
وإني من الدنيا بذلكَ قانعُ
فما الحبّ إنْ ضاعفتهُ لكَ باطلٌ
وَلا الدّمعُ إنْ أفنَيْتُهُ فيكَ ضائِعُ
وَغَيرُكَ إنْ وَافَى فَما أنا ناظِرٌ
إليهِ وَإنْ نادَى فما أنا سامِعُ
كأني موسى حينَ ألقتهُ أمهُ
وَقد حَرِمتْ قِدْماً علَيْهِ المَراضِعُ
أظُنّ حَبيبي حالَ عَمّا عَهِدْتُهُ
وَإلاّ فَما عُذْرٌ عن الوَصْلِ مانِعُ
فقد راحَ غضباناً ولي ما رأيتهُ
ثلاثة ُ أيامٍ وذا اليومُ رابعُ
أرى قَصْدَهُ أن يَقطَعَ الوَصْلَ بَينَنا
وَقد سَلّ سَيفَ اللّحظِ وَالسيفُ قاطعُ
وَإنّي على هَذا الجَفَاءِ لَصابِرٌ
لعلّ حبيبي بالرضى ليَ راجعُ
فإنْ تَتَفَضّلْ يا رَسُولي فقُلْ لَهُمُ
حُبُّكَ في ضِيقٍ وحِلمُكَ وَاسِعُ
فواللهِ ما ابتلتْ لقلبي غلة ٌ
ولا نشفتْ مني عليهِ المدامعُ
تذللتُ حتى رقّ لي قلبُ حاسدٍ
وعادَ عَذولي في الهوَى وَهوَ شافعُ
فلا تنكروا مني خضوعاً عهدتمُ
فما أنا في شيءٍ سوى الحبّ خاضعُ
خواطر حبّ صادقة
يُعبّر الشريف الرضي عن عمق مشاعره في هذه القصيدة:
حبيبي هل شهودالحبّإلاَّ
اشتياق أو نزاع أو حنين
لقد آوى محلك من فؤاديمكان
لو علمت به مكين
إذا قدّرت أني عنك سالف
ذاكَ اليَوْمَ أعشَقُ مَا أكُونُ
فلا تخش القطيعة إن قلبي
عليك اليوم مأمون أمين
جمال الطبيعة و جمال الحبّ
يلتقي جمال الطبيعة بجمال الحبّ في قصيدة إلياس أبو شبكة:
حَبيبي عَلى هذِهِ الرابِيَه
أُحِسُّ خَيالَكَ يَرقى بيه
فأُغلِقُ إِلا عَلى ما تُحِبُّ
روحُك قَلبي وَأَهدابِيَه
أتيتُ أُحِبُّكَ في ما تُحِبُّ
ويُضفي عَلى وَحيكَ العافِيَه
فما دَفَّق الشِعرَ مِن أَصغري
كتجمَّع في هذِهِ الناحِيَه
أراهُ عَلى المُنحَنى وَالخَليج
وفي هذِهِ الغابَة الجارِيَه
وفي ما يَقوت عُروقَ الدَوالِ
وما يُضمِرُ الكرمُ لِلخابِيَه
أراهُ عَلى أملِ الزارِعين
في مَوسِمِ الحَقلِ وَالماشِيَه
وفي كِبَرِ الدَلبِ وَالسنديانِ
يَحنو عَلى دعةِ الساقِيَه
أتيتُ أُحبكَ في ما تُحِبُّ
وأُوصِدُ دون الوَرى بابِيَه
فما عالَمي غيرُ مَعنى الجَمالِ
أهواكَ فيهِ َتَهوانيه
بِروحكَ مَغمورَةٌ يَقظَةٌ
ونشوى بِسحرِك أَحلامِيَه
وحِلمي بِحُبِّكَ لا يَنتَهِي
وهل تَنتَهي الغَفلَةُ الواعِيَه
مَصادِرُ وَحيكَ مَعقودَةٌ
بِقَلبي رُؤاها وَأَجفانيَه
ففي كلّ مَطوى مِن الطَير راوٍ
وفي كلّ مُنعَطفٍ راوِيَه
مِنَ الأَرضِ أَنشقُ أَعرافَ شِعرِ
كريّانةً كَالنَدى صافِيَه
أحسُّ لَها في صَميمي غَليلاً
يخبُّ عَلى وَهجِ أَعراقِيَه
وأَسمَعُ صَوتاً كَهَمسٍ عَميق
فأَصغي لِتَسمعَ أَعماقيه
وأُبصِرُ ما لا تَراهُ العيونُ
فأَطويهِ كَاللَهِ في ذاتِيَه
حَبيبي عَلى هذِهِ الرابِيَه
أُقَرّبُ لِلحُبِّ إيمانيَه
إِذا هَجَر الحُبُّ دُنيا القُلوب
فَما تَنفَعُ الحِطَمُ الباقِيَه
الصبر و الإنتظار
يصف أبو نواس مشاعره في هذه القصيدة بأسلوبه المميز:
لا أستزيدُ حَبيبي من مُواتاتي
وإنْ عنُفْتُ عليهِ في الشّكاياتِ
هو الْمُوَاصِلُ لي لكِنْ يُنغّصُني
بطولِ فترة ِ ما بينَ الزّيارات
قالوا: ظَفرتَ بمن تهْوَى ، فقلتُ لهم:
الآنَ أكثرُ ما كانت صَباباتي
لا عذْرَ للصّبّ أن تهْوى جوانحهُ ،
و قد تطضعَّمَ فوهُ بالمُواتاة ِ
وداهرِيّ سما في فرْعِ مكْرُمَة ٍ
من معْشرٍ خُلقوا في الجود غاياتِ
ناديتهُ بعدما مالَ النجومُ ، وقد
صاحَ الدّجاجُ ببُشرى الصّبحِ مرّاتِ
فقلتُ، واللّيْلُ يجلوهُ الصّباحُ كما
يجْلوالتبسّمُعن غُرّ الثّنيّاتِ
يا أحمدُ المرتجى في كلّ نائبة ٍ
قم سيدي نعْصِ جبّارَ السمواتِ
وهاكَها قهْوَة ً صهباءَ، صافية ً
منسوبة ً لقُرَى هيتٍ وعاتناتِ
ألُزّهُ بحُميّــاها، وأزْجُرُهُ
باللّينِ طَوْراً ، وبالتّشْديدِ تاراتِ
حتى تَغَنَّى ، وما تمّ الثلاثُ له
حُلْوَ الشَّمائلِ ، محمودَ السجيّاتِ
“ياليتَ حظّيَ من مالي ومن ولدي
أنذي أجالس لُبْنى بالعشيّاتِ!”
عتاب حنون
يُعبّر فاروق جويدة عن مشاعره الحزينة في هذه القصيدة:
في كل عام كنت أحمل زهرة
مشتاقة تهفو إليك..
في كل عام كنت أقطف بعض أيام
وأنثرها عبيرا في يديك
في كل عام كانت الأحلام بستانا
يزين مقلتي.. ومقلتيك
في كل عام كنت ترحل يا حبيبي في دمي
وتدور ثم تدور.. ثم تعود في قلبي لتسكن شاطئيك
لكن أزهار الشتاء بخيلة
بخلت على قلبي.. كما بخلت عليك
عذرا حبيبي
إن أتيت بدون أزهار
لألقي بعض أحزاني لديك
الهيام و الإعجاب
يُجسّد إبراهيم عبد القادر المازني مشاعره العميقة في هذه القصيدة:
يا حبيبي وأنت جم الهجود
لا تدعني فريسة التسهيد
إن دائي الهوى وإن دوائي
نظر منك ليس بالمردود
كل شيء إلى فناء حبيبي
فاغتنم ظل حبنا الموجود
إنما الحسن روضة جمة الورد
وعدلٌ في الروض شم الورود
ما ترى لذة الجمال إذا ما
لم تجل فيه أعين المعمود
لذة الصب في الحبيب ونعمى
الحب في نظرة المحب الورود
أيبست وقدة الحياة ضلوعي
فاغثني بوبلٍ حسنٍ ترود
وأثر في الفؤاد ناراً تلظى
فحياتي في غير هذا الخمود
أنا كلامٌ جسد ليس يحييه إلّا
ثورة الريح وانتفاء الركود
أنت للعين وردة بضعة الحسن
على فرع غصنها الأملوج
كلما صافحت لحاظي دق القلب
عطفاً على رقاق الخدود
وتشوقت أن أصلى لربّي
يدي فوق حسنها المعبود
داعياً أنتظل رفاقة الثغر
على الدهر ذات حسنٍ جديد
في أمان من المخاوف لو أن
خلوداً في الأرض غير بعيد
ما أحيلي بنانك الرخص يا حبي
أحلى إيماءه في وعيد
أهوه اليوم نحو قلبي وقل يَا
طائراً ما يقرّ كال مزؤود
قر بين الضلوع واسكن وإني
ضامن أن يموت جسد سعيد