مجموعة من القصائد الشعرية: رحلة عبر مشاعر الحب، الفراق، والعتاب
المحتويات | الروابط |
---|---|
قصيدة العتاب الشفيف | الانتقال إلى القصيدة |
عتاب الحب: صرخة قلب جريح | الانتقال إلى القصيدة |
لقاء ثم فراق: لحظات مؤثرة | الانتقال إلى القصيدة |
جمال الفراق: رحيل بذكريات جميلة | الانتقال إلى القصيدة |
فراق الأحباب: ألمٌ يغمر القلب | الانتقال إلى القصيدة |
قصيدة العتاب الشفيف
يقول الشاعر فاروق جويدة:
وقفتُ أعاتبُ فيكَ الزمان، لماذا بخلتَ بهذا الحنان؟
عرفتُكَ خوفاً وليلًا كئيبًا، وفي ظلمة اليأس جاءَ الأمان.
حرامٌ حرامٌ، وربي حرامٌ، إذا جاءنا الحبُّ بعدَ الأوان.
عتاب الحب: صرخة قلب جريح
يقول الشاعر فاروق جويدة:
هل كان عدلاً أن حبَّكِ قاتلي؟ كيف استبحتِ القتلَ للأحبابِ؟!
ما بين جلادٍ وذئبٍ حاقدٍ، وعصابةٍ نهبتْ بغير حسابِ.
وقوافلٌ للبؤسِ ترتعُ حولنا، وأنين طفلٍ غاص في أعصابي.
وحكايةٌ عن قلبِ شيخٍ عاجز، قد مات مصلوبًا على المحرابِ.
قد كان يصرخُ: “لي إلهٌ واحدٌ، هو خالقُ الدنيا وأعلمُ ما بي”.
ياربِّ سطرتَ الخلائقَ كلها، وبكلِّ سطرٍ أمةٌ بكتابِ.
الجالسونَ على العروشِ توحَّشوا، ولكلِّ طاغيةٍ قطيعُ ذئابِ.
قد قلتُ: إن الله ربٌّ واحدٌ، صاحوا: ونحن كفرتَ بالأربابِ؟
قد مزَّقوا جسدي وداسوا أعظمي، ورأيتُ أشلائي على الأبوابِ.
ما عدتُ أعرفُ أين تهدأ رحلتي، وبأيِّ أرضٍ تستريحُ ركابي.
غابت وجوهٌ، كيفَ أخفتْ سرَّها؟ هربَ السؤالُ، وعزَّ فيه جوابي.
لو أنَّ طيفًا عادَ بعدَ غياب، لأرى حقيقةَ رحلتي ومآبي.
لكنه طيفٌ بعيدٌ غامضٌ، يأتي إلينا من وراءِ حجابِ.
رحل الربيعُ وسافرتْ أطيارُه، ما عاد يُجدِي في الخريفِ عتابِ.
في آخرِ المشوارِ تبدو صورتي، وسطَ الذئابِ بمحنتي وعذابي.
ويطلُّ وجهُك خلفَ أمواجِ الأسى، شمسًا تلوِّحُ في وداعِ سحابِ.
هذا زمانٌ خانني في غفلةٍ مني، وأدمى بالجحودِ شبابي.
شيَّعتُ أوهامي، وقلتُ لعلي يوماً أعودُ لحكمتي وصوابي.
كيف ارتضيتُ ضلالَ عهدٍ فاجر، فسادَ طاغيةٍ وغدرَ كلابِ؟!
ما بين أحلامٍ تواري سحرها، وبريق عمرٍ صارَ طيفَ سرابِ.
شاخت ليالي العمرِ مني فجأةً، في زيفِ حلمٍ خادعٍ كذابِ.
لم يبقْ غيرُ الفقرِ يسترُ عورتي، والفقرُ ملعونٌ بكلِّ كتابِ.
سربُ النخيلِ على الشواطئ ينحني، وتسيلُ في فزعٍ دماءُ رقابِ.
ما كان ظني أن تكونَ نهايتي، في آخرِ المشوارِ دمعُ عتابِ!
ويضيعُ عمري في دروبِ مدينتي، ما بين نارِ القهرِ والإرهابِ.
ويكونُ آخرُ ما يُطلُّ على المدى، شعبٌ يُهرُولُ في سوادِ نقابِ.
وطنٌ بعرضِ الكونِ يبدُو لعبةً، للوارثينَ العرشَ بالأنسابِ.
قتلاكِ يا أمَّ البلادِ تفرقوا، وتشردوا شيعًا على الأبوابِ.
رسموكِ حلمًا، ثم ماتوا وحشةً، ما بين ظلمِ الأهلِ والأصحابِ.
لا تخجلي إن جئتُ بابكِ عاريًا، ورأيتني شبحًا بغيرِ ثيابِ.
يخبو ضياءُ الشمسِ، يصغرُ بيننا، ويصيرُ في عيني كعُودِ ثقابِ.
والريحُ تزأرُ، والنجومُ شحيحةٌ، وأنا وراءَ الأفقِ ضوءُ شهابِ.
لقاء ثم فراق: لحظات مؤثرة
يقول الشاعر إليا أبو ماضي:
صبرًا على هجرنا إن كان يرضيها، غيرُ المليحةِ مملولُ تجنّيها.
فالوصلُ أجملهُ ما كان بعدَ نوى، والشمسُ بعدَ الدجى أشهى لرائيها.
أسلمتُ للسَّهدِ طرفي والضنى بدني، إنَّ الصبابةَ لا يرجى تلاقيها.
إنَّ النساءَ إذا أمرضن نفسَ فتى، فليسَ غيرُ تدانيهنَّ يشفيها.
فاحذر من الحبِّ إنَّ الريحَ خفيّةٌ، لولا غرامٌ عظيمٌ مختفٍ فيه.
عائمٌ يمضي الصفاءُ ويبقى بعدهُ أثرٌ، في النفسِ يؤلمها طوراً ويشجيها.
مرَّت ليالٍ بنا كان أجملها، تمَّتْ فما شانها إلاّ تلاشيها.
تلك الليالي أرجو تذكّرها، خوفَ العناءِ ولا أخشى تناسيها.
أصبو إليها وأصبو كلَّما ذُكرَ، عندي اشتياقٌ إلى مصرَ وأهليها.
أرضٌ سماءُ سواها دونها شرفًا، فلا سماءُ ولا أرضٌ تُحاكيهَا.
رقَّتْ حواشيها واخضرَّ جانبُها، وأجملُ الأرضِ ما رقتْ حواشيها.
كأنَّ أهرامَها الأطوادَ باذخةٌ، هذي إلى جنبِها الأخرى تُساميها.
ونيلُها العذبُ ما أحلى مناظره، والشمسُ تكسوهُ تبراً في تواريها.
كأنَّها كعبةُ حجِّ الأنامِ له، ولولا التقى قلتُ فيها جلَّ بانيها.
وما أحلى الجواري الماخراتِ به، تقلُّ من أرضِه أحلى جواريها.
من كلِّ وجهٍ يُغرينا تبسُّمُها، إن نجدِدِها، ويثنينا تثنيها.
وناهدُ حجبتْ عن كلِّ ذي بصَرٍ، شاشتْي خدرِها والقلبُ نادِيهَا.
ففي كلِّ جارحةٍ مني لها أثرٌ، والدارُ صاحبُها أدرى بما فيها.
جمال الفراق: رحيل بذكريات جميلة
يقول الشاعر كريم معتوق:
لا أحملُ العقدَ القديمةَ، فالسلامُ على ضياعِكِ من دمي.
سكتَ الكلامُ، فلتأذني لي مرةً أخرى لأُعلنَ سرَّ غربتنا.
وسرَّ حكايةٍ عبرتْ موشحةً بأغطيةِ الظلامِ.
قالوا حرامٌ، فقلتُ إن نبقى حرامٌ.
حزنٌ يجرُّ الحزنَ، يأسٌ دائمٌ، خوفٌ، عذابٌ مُنتقى، زيفٌ.
وألوانُ الكآبةِ بانسجام.
لا تنتهي قصصُ الهوى دائمًا، بوردٍ أحمرٍ أو أبيض.
أو غصنِ زيتونٍ وأسرابِ الحمامِ.
نحن ارتضينا قصةً أخرى، فراقٌ رائعٌ، لا ينحني للشوقِ والذكرى، ويقبلُ بالملامِ.
نحن ابتدعنا غربةً كبرى، وصلّينا صلاةَ الهجرِ.
كانتْ حفلةً كبرى، وكنتُ بها الإمامَ.
واتفقنا، قبلَ هذا اليومِ، لا أذكرُ أنَّ نحن اتفقنا.
غيرَ أن نُمعنَ في قتلِ هوانا المُستهامِ.
وتراضينا على النسيانِ، أنجبنا حنينًا ميتًا.
قومي، ركامُ اليومِ يستدعيكِ أن تأتي، تابوتًا، ركامًا أو حطامًا.
لا صدرُ بعدَ اليومِ يحضنُنا، ولا كفٌّ إذا ما لامستْ كفًّا.
تنامي دفءُ ملحمةٍ وأسرارٍ، يُهدهدُها الوئامُ.
قومي، تبلَّدتْ المشاعرُ والكلامُ له فطام.
نحن اصطفينا عنفَ خيبتنا، وجارينا البرودةَ في مشاعرنا.
وأبرمنا عقودَ الهجرِ حتى تنتهي الدنيا، ويلفظنا الأنامُ.
واشتبكنا، لا نرى فجرَ خلاصٍ، فهُوينا للأعالي قتيلينِ على الأفقِ ننام.
فراق الأحباب: ألمٌ يغمر القلب
يقول الشاعر بشار بن برد:
ألا إنَّ قلبي من فراقِ أحبّتي، وإن كنتُ لا أُبدي الصبابةَ جازعًا.
معي بينَ الحزنِ والصبرِ فاضحٌ، وستري عن العذالِ عاصفٌ وطائعٌ.