فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
أجمل ما قيل في وصف معاناة البعد عن الوطن | الجزء الأول |
أبيات شعرية متنوعة تعبر عن مشاعر الغربة | الجزء الثاني |
قصيدة تعبر عن علاقة الشاعر بوطنه أثناء الغربة | الجزء الثالث |
قصائد مؤثرة تصف مشاعر الحنين الشديد للوطن | الجزء الرابع |
أجمل ما قيل في وصف معاناة البعد عن الوطن
يُعبر العديد من الشعراء عن معاناتهم الشديدة جراء البعد عن أوطانهم. فالشاعر عبده صالح، على سبيل المثال، يصف واقعه المؤلم بقوله:
غريب أنا و غربتان تعرفني
غربة فيكو غربة عنكنُ
فيت وذاك البعد يقتلني
يقطّعني يلملمني
وينزع روحي من جسدِ
فارغ أنا لا أرض لا وطن
ولا الأيام تعرفني
وتسألني عن الأحلام
وتسألني عن الحبِ
تُجسّد هذه الأبيات بليغاً مشاعر الفراغ والوحدة التي تُلازم المغترب بعيداً عن دياره وأحبابه.
أبيات شعرية متنوعة تعبر عن مشاعر الغربة
يكشف لنا الشاعر جمال مرسي عن عمق معاناة الغربة من خلال تصويره للحنين الشديد للوطن، قائلاً:
قد شفّني الوجد لو تدرينَ يا أملُ
والدمع في مُقلتي ضاقت بهِ السبُلُ
فانسالَ كالدُّرِّ فوق الخد مكتئباً
لما رأى الصحبَ للأوطان قد رحلُ
وسألتُهُ، ورياح الشوقِ تعصفُ بي
ماذا دهاكَ، أبعد الشيبِ تنهملُ
أجابني: ومتى يا صاحِ تُهرقني
وقد أصابكَ جُرحٌ ليس يندملُ
أليس في غربةٍ جُرِّعتَ قسوتها
دهراً طويلاً إذا ما قستها ثِِقَلُ
وفي فراقِ حبيبٍ قد حُرِمتَ بِهِ
طعمَ الكرى والهنا يا صاحبي مللُ
كلٌّ طوى ليلَهُ واغتال غربتهُ
و أنت لا زلتَ بالدينارِ تنشغلُ
أغراك كسبٌ له بالبعد عن وطنٍ
عشرينَ حوْلاً، طواك السهلُ والجبلُ
قلتُ اصمتي يا دموع العين وارتدعِ
فقد دها القلبَ من تثريبكِ الكللُ
أما علمتِِ و أنتِ النارُ في كبدي
كيف اشتياقي لأرضِ النيلِ مشتعلُ
مصرُ التي قد ثوت في خافقي و دمي
من ذا ينازعني فيها و يحتملُ
لا المالُ يا أدمعي يُغني و وفرتُهُ
عن ذرةٍ من ثراها منهُ أكتحِلُ
يُبرز الشاعر هنا تناقضاً بين النجاح المادي وبين الشعور العميق بالفقدان والحنين للوطن.
رحلة الشاعر مع وطنه في الغربة
يصف الشاعر بلندر الحيدري رحلته في الغربة بأسلوب شعري عميق، مُعبراً عن شعوره بالضياع والحنين اللا متناهي لوطنه:
هذا أناملقى هناك حقيبتانوخطى تجوس على رصيف لا يعود الى مكان
من ألف ميناء أتيتولألف ميناء أصارو
بناظري ألف انتظار
لا …ما انتهيت
لا … ما انتهيت فلم تزل
حبلى كرومك يا طريق ولم تزلعطشى الدنانير
أنا أخافأخاف ان تصحو ليالي الصموتاتالحزان
فإذا الحياةكما تقول لنا الحياة
يد تلوح في رصيف لا يعود الى مكان
لا …ما انتهيت
فورا كل ليالي هذي الأرض لي حبوبيت
ويظل لي حب وبيتوبرغم كل سكونها القلق الممضو
برغم ما في الجراح من حقدوبغض
سيظل لي حب وبيتو
وقد يعود بي الزمان
لو عاد بيلو ضم صحو سمائي الزرقاء هدبي
أترى سيخفق لي بذلك البيت قلب
أترى سيذكر ابن ذاك الأمس حب
أترى ستبسم مقلتانأم تسخران
وتسألانأو ما انتهيت
ماذا تريد ولم أتيت
اني أرى في ناظريك حكاية عن ألف ميت
تصرخانلا تقبروه ففي يديه … غداً
سينتحر الصباح فلا طريق ولا سنى
لا …اطردوه فما بخطوته لنا
غيم لتخضر المنىوستعبران
يتجلى في هذه الأبيات تعبيراً درامياً عن معاناة الشاعر ومحاولته التصالح مع واقعه المؤلم.
قصائد تصف مشاعر الحنين الشديد للوطن
يُشاركنا الشاعر عبدالله البردوني قصيدته المؤثرة التي تُجسّد حنين المغترب لوطنه، قائلاً:
كان صبح الخميس أو ظهر جمعه
أذهلني عني عن الوقت لوعه
دهشة الراحل الذي لم يجرب
طعم خوف النوى ولا شوق رجعة
حين نساءت إلى الصّعود فتاة
مثل أختي بنيّة الصوت ربعه
منذ صارت مضيفّة لقبوها
(سورنا) واسمها الطفولّي (شلعه)
إنّ عصريّة الأسامي علينا
جلد قبل على فوام ابن سبعه
هل يطرّي لون العناوين سفراميّ
تا زوّقته آخر طبعه
حان أن يقلع الجناحان … طرنا
حفنة من حصى على صدر قلعة
مقعدي كان وشوشات بلادي
وجه أرضي في أدمعي ألف شمعه
ووصلنا … قطرت مأساة أهلي
من دم القلب دمعة بعد دمعه
زعموني رفعت بند التحدّي
واتخذت القتال بالحرف صنعه
فليكن … ولأمت ثلاثين موتا
كلما خضت ستّة هاج تسعه
كلما ذقت رائعا من ممات
رمت أقسى يدا وأعنف روعه
ألأنّي يا موطني … أتجزأ
قطعا من هواك في كلّ رقعه
نعوتي مخرّبا أنت تدري
أنها لن تكون آخر خدعه
عرفوا أنهم أدينوا فسنّوا
الجواسيس تهمة الغير شرعه
عندما تفسد الظروف تسمّى
كلّ ذكرى جميلة سوء سمعه
يظلم الزهر في الظلام ويبدو
مثل أصفى العيون تحت الأشّعه
يا رحيلي هذي بلادي تغنّي
داخلي تغتلي تدقّ بسرعه
كنت فيها ومذ تغيبت عنها
سكنتي من أرضها كلّ بقعه
التفت في (صعده) و(العلا)
القطاعات داخلي صرن قطعه
صرت للموطن المقيم بعيد
وطنا راحلا . أفي الأمر بدعه !؟
أحتسي موطني لظّى ، يحتسي
من فم النار جرعة إثر جرعه
في هواه العظيم أفنى ، وأفنى
والعذاب الكبير أكبر متعه
يُعبر الشاعر سيد قطب عن شعوره بالغربة في بيئة محيطة به، رغم وجود الأقارب والأصدقاء، بقوله:
غريبٌ أجل أنا في غربة
وإن حفّ بي الصحبُ والأقربون
غريب بنفسي وما تنطوي
عليه حنايا فؤادي الحنون
غريبُ وإن كان لمّا يزل
بعض القلوب لقلبي حنين
ولكنها داخلتها الظنون
وجاور فيها الشكوك اليقين
غريبٌ فوا حاجتي للمعين
ووا لهف نفسيَ للمخلصين
أكادُ أشارف قفر الحياة
فأشفق من هوله المرعبِ
هنالك حيث ركام الفنـاء
يلوح كمقبرة الغيهـبِ
هنالك حيث يموت الرجـاء
وتثوي الأمانيَ كالمُتعبِ
فأرجع كالجازع المستطار
أرجّي أماني في المهرب
ولكنهُ مقفرٌ أو يكاد
فالغريبِ، ولم يغربِ
ويختم الشاعر بدر شاكر السياب قصيدته بمشاعر الحنين والاشتياق العظيم للوطن العراق:
لأنّي غريب
لأنّ العراق الحبيب
بعيد وأني هنا في اشتياق
إليه إليها أنادي: عراق
فيرجع لي من ندائي نحيبت
تفجر عنه الصدى
أحسّ بأني عبرت المدى
إلى عالم من ردى لا يجيب
ندائيو إمّا هززت الغصون
فما يتساقط غير الردى