فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
قصائد الشافعي عن الظلم | الظلم |
أشعار الشافعي في مديح العدل | العدل |
قصائد الشافعي عن تقبل القضاء | الرضا بالقضاء |
أشعار الشافعي الحكيمة | الأشعار الحكيمة |
انعكاسات الظلم في شعر الشافعي
يُظهر شعر الإمام الشافعي عمق تفكيره في مواجهة الظلم. ففي إحدى قصائده، يُعبّر عن خيبة أمله في بني الدنيا، قائلاً:
بَلَوْتُ بَني الدُّنيا فَلَمْ أَرَ فِيهمُ
سوى من غدا والبخلُ ملءُ إهابه
فَجَرَّدْتُ مِنْ غِمْدِ القَنَاعَة صَارِماً
قطعتُ رجائي منهم بذبابه
فلا ذا يراني واقفاً في طريقهِ
وَلاَ ذَا يَرَانِي قَاعِداً عِنْدَ بَابِهِ
غنيِّ بلا مالٍ عن النَّاس كلهم
وليس الغنى إلا عن الشيء لابه
ويواصل الشافعي وصفه للظالم، مشيراً إلى زوال سلطانه وعاقبة ظلمه:
إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً
وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ
فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها
ستبدي له ما لم يكن في حسابهِ
فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِماً مُتَمَرِّداً
يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ في غَفَلاتِهِ
أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثاتِ بِبابِهِ
فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى
ولا حسناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ
وجوزي بالأمرِ الذي كان فاعلاً
وصبَّ عليهِ الله سوطَ عذابه
وفي قصيدة أخرى، يذكر الشافعي أن الله يكفي المؤمن شر الظالم، مُشيراً إلى عاقبة الظلم المحتومة.
ورب ظلوم كفيت بحربه
فَأَوْقَعَهُ الْمَقْدُورُ أيَّ وُقُوعِ
مديح العدل في شعر الشافعي
لم يقتصر شعر الشافعي على التنديد بالظلم، بل امتدّ ليشمل الثناء على العدل والإنصاف. يُبرز الشافعي أهمية إقامة العدل في المجتمع، مؤكداً على أهمية النصرة للحقيقة والإنصاف، حتى لو كان ذلك صعباً.
أرى راحةً للحقِّ عند قضائهِ
ويثقلُ يوماً إن تركتُ على عمدِ
وحسبُكَ حظّاً أَنْ تُرَى غيرَ كاذبٍ
وقولكَ لم أعلم وذاك من الجهدِ
كما يشدد الشافعي على أهمية إعطاء كل ذي حق حقه، داعياً إلى عدم التمييز بين الأقارب والأصدقاء في إقامة العدل:
ومن يقضِ حقَّ الجارِ بعدَ ابنِ عَمه
وصاحبهِ الأدنى على القربِ والبعدِ
يعشْ سَيِّداً يستعذبُ الناسُ ذكرَهُ
وإن نابهُ حقٌّ أتوهُ على قصدِ
ويُبين الشافعي في أبيات أخرى ضرورة التعامل مع الحاسدين بحكمة، موضحاً أن الغيرة لا تُطفئ نور الحقيقة.
وَدَارَيْتُ كلَّ النَّاسِ لَكِنَّ حَاسِدِ
مدراتهُ عزَّت وعزَّ منالها
وَكَيْفَ يُدَارِي المرءُ حَاسِدَ نِعْمَةٍ
إذا كانَ لا يرضيه إلاَّ زوالها
الرضا بالقضاء وقبول قدر الله
يُظهر شعر الشافعي ثقةً عميقةً في قدرة الله وحكمته، مع دعوة للقبول والرضى بقضاء الله، مهما كانت الظروف. ففي إحدى قصائده، ينصح الشافعي بالصبر والسلوان:
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ
وطِبْ نفساً إذا حكمَ القضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالِ
فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
ويُحثّ على التسامح والكرم، معتبراً أن السخاء يُغطي العيوب، وأن الرضا بقدر الله هو السبيل إلى السعادة والطمأنينة.
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا
وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْبٍ
يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
ويختم الشافعي أبياته بتأكيد على أن الرزق مقدر من الله، وأن التأني والصبر هما أفضل طريق للحصول عليه.
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَّأَنِّي
وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ
أشعار الشافعي الحكيمة
يُعتبر شعر الشافعي مدرسةً في الحكمة والأدب، حيث يتضمن أبياتاً حكيمة تُعالج مختلف جوانب الحياة. في إحدى قصائده، ينصح بالصبر على مشقة التعليم، مُشدداً على أهمية العلم والفضل:
اصبِر عَلى مُرِّ الجَفا مِن مُعَلِّمٍ
فَإِنَّ رُسوبَ العِلمِ في نَفَراتِهِ
وَمَن لَم يَذُق مُرَّ التَعَلُّمِ ساعَةً
تَذَرَّعَ ذُلَّ الجَهلِ طولَ حَياتِهِ
ويُبين أهمية الصدق والأمانة، ودعوة إلى التوازن في الحياة، مع التركيز على الصلة بالله تعالى.
وَذاتُ الفَتى وَاللَهِ بِالعِلمِ وَالتُقى
إِذا لَم يَكونا لا اِعتِبارَ لِذاتِهِ
زن من وزنكَ، بما وزنك وما وزنكَ بهِ فزنهُ
من جا إليكَ فرح إليـه وَمَنْ جَفَاكَ فَصُدَّ عَنْهُ
من ظنَّ أنَّك دونهُ
فاترك هواهُ إذن وهنهُ
وارجع إلى ربِّ العبادِ فكلُّ ما يأتيكَ منهُ