فهرس المحتويات
المقطع | العنوان |
---|---|
نداء إلى الخمر الذهبية | نداء إلى الخمر الذهبية |
رحلة إلى أبعد نقطة | رحلة إلى أبعد نقطة |
بحثٌ عن الخمرة في المدينة | بحثٌ عن الخمرة في المدينة |
جمالٌ ساحرٌ | جمالٌ ساحرٌ |
ذكرى دارٍ غابت | ذكرى دارٍ غابت |
نداء إلى الخمر الذهبية
يا خاطبَ القهوة الصّهباءِ يا مَهُرها بالرّطلِ يأخذ منها مِلأَه ذهباً قصّرْتَ بالرّاح فاحْذَرْ أن تُسمِّعها فيحلِفَ الكرْمُ أن لا يحملَ العنبَ. لقد بذلتُ لها، عندما رأيتها، صاعاً من الدُّرّ والياقوتِ ما ثُقِبَ. فاستوحشتْ، وبكتْ في الدّنّ قائلةً: يا أُمُّ ويحكِ أخشى النّار والّلهبَ. فقلتُ: لا تَحْذَريه عندنا أبداً. قالتْ: ولا الشمسَ؟ قلتُ: الحرّ قد ذهب. قالت: فمن خاطبي هذا؟ فقلتُ: أنا. قالت: فبَعْليَ؟ قلتُ: الماءُ إن عَذُب. قالت: لقاحي، فقلتُ: الثلجُ أبردهُ. قالت: فبَيْتي فما أستحسنُ الخشب. قلتُ القنانيُّ والأقداحُ وَلّدَها فرعونُ. قالتْ: لقد هيّجت لي طَرَباً. لا تمكننّي من العربيدِ يشربني، ولا الّلئيمِ الذي إن شمّني قَطَبا، ولا المجُوسِ، فإنّ النّارَ ربّهُمُ، ولا اليهودِ ولا منْ يعبُدُ الصُّلُبا، ولا السَّفالِ الذي لا يسْتفيقُ، ولا غِرِّ الشّبابِ ولا من يجهلُ الأدبَ، و لا الأراذلِ إلاّ مَنْ يوقْرني من السُّقاة ولكن أسقني العربايا قَهْوَة ً حُرّمتْ إلاّ على رجُلٍ أثْرَى فأتلفَ فيها المالَ والنَّشب.
رحلة إلى أبعد نقطة
سيروا إلى أبعد مُنتابِ. قد ظهر الدّجّالُ بالزّابِ. هذا ابن نَيْبَختٍ لهُ إمْرَة ٌصاحبُ كتّابٍ وحجّابِ.
بحثٌ عن الخمرة في المدينة
عاجَ الشقِيّ على دارٍ يُسائِلُها. وعُجتُ أسألُ عن خَمّارَة البلدِ. لا يُرْقىء ُ الله عينيْ من بكى حجَراً، ولا شفَى وَجْدَ من يصْبو إلى وَتَدِ. قالوا ذكَرْتَ ديارَ الحيّ من أسَدٍ، لا دَرّ درّكَ قلْ لي من بَنو أسَـدِ، و مَن تميمٌ ومنْ قيسٌ وإخوتُهُمْ، ليس الأعاريبُ عندَ اللهِ من أحَدِ. دعْ ذا عَدمتُكَ واشرَبْها مثعَتَّقَة ً صَفْرَاءَ تُعْنِقُ بينَ الماءِ والزّبَدِ، من كَفِّ مُختصَرِ النّارِ مُعتدلٍ، كغُصْنِ بانٍ تثنّى غيرِ ذي أوَدِ. لمّا رآني أبوهُ قد قعَدْتُ لَهُ حيّا، وأيْقَنَ أني مُتلِفٌ صَفَدٍ، فَجاءني بسُلافٍ لا يَحِفّ لَها، ولايُمَلّكُهَا إلاّ يداً بيدِ. اِسْمَحْ وجُدْ بالذي تحْوي يَداكَ له، لاتَذْخَرِ اليومَ شيْئاً خوْفَ فقْرِ غدِ. كم بَيْنَ من يشْتَري خمراً يلَذّ بها، وبين باك على نؤيٍ ومُنْتَضَدِ. يا عاذلي قد أتَتْني منْك بادِرَة ٌ، فإنْ تَغَمَّدَهَا عَفْوي فلا تعُدِ. لو كان لوْمُكَ نُصْحاً كنتُ أقبلُه، لكنّ لَوْمَكَ محمولٌ على الحَسَدِ.
جمالٌ ساحرٌ
فاتِـنِ الألْحاظِ والخَدِّ، معْتَدلِ القامة والقَدِّ. قال وعيـني منه في خـدّه، راتِعَة ٌفي جَنّة الخُلْدِ. طَرْفُـكَ زانٍ قلتُ دَمعي إذ، نِجْـلِـدُهُ أكــثَـرَ من حَــدّ.
ذكرى دارٍ غابت
يا دارُ! ما فعَلَتْ بكِ الأيّامُ، ضَـامَتْكِ والأيامُ ليسَ تُضامُ. عَرَمَ الزّمانُ على الّذينَ عهدتهمْ بكِ قاطِنين وللزّمان عُرامُ. أيّـامَ لا أغْـشى لأهْلِـكِ مَنْـزِلاً، إلاّ مُـرَاقَـبَـة ًعليّ ظَـلامُ. لقد نَهَزْتُ مع الغُوَاتِ بِدَلْوِهِمْ، وأَسَمْتُ صَرْحَ اللّهْوِ حيثُ أساموا. وبلغتُ ما بَلَغَ امرُؤٌ بشَبابِهِ، فإذا عُـصـارَة ُ كلّ ذاكَ آثـامُ. وتجَشّمَتْ بي هوْلَ كلّ تنوفةٍ، هَوْجاءُ فيها جرأة إقْدامُ. تَذَرٌّ المَطَيَّ وراءَها فكأنّها، صَفٌّ تَقَدّمَهُنّ وهي إمامُ. وإذا المَطيّ ينا بَلَغْنا محمّداً، فَظُهورُهُنّ على الرّجالِ حَرامُ. قرّبننا من خيرِ مَن وَطىء َ الحصَى، فلها علينـا حُرْمَة ٌ وذِمـامُ. رُفِعَ الحِجابُ لنا، فلاح لناظِرٍ، قَمَرٌ تَقَطَّعُ دونَهُ الأوهامُ. مَلِكٌ إذا عَلِقَتْ يداكَ بحَبْلِهِ، لا تَعْتَـريكَ البؤْسُ والإعْـدامُ. مَلِكٌ تَوَحّدَ بالمَكارِمِ والعُلى، فَرْدٌ فَقَيدُ النّدّ فيهِ هُمامُ. مَلِكٌ أغَرُّ إذا شَرِبْتَ بِوَجْهِهِ، لَمْ يَعْدُكَ التّبْجيلُ والإعْزامُ. فالبَهْوُ مُشتَمِلٌ ببَدْرِ خلافَةٍ، لَبِسَ الشّبابَ بنورِهِ الإسْلامُ. سَبْطُ البَنَان إذا احْتَبى بِنِجَادِهِ، فَرَعَ الجَماجِمَ والسّماطُ قيامُ. إنّ الذي يَرْضَى الإلَهُ بِهَدْيِهِ، مَلِكٌ تَرَدّى المُلْكَ وهو غُلامُ. مَلِكٌ إذا اعْتَصَرَ الأمورَ مَضى بهِ، رَأيٌ يَفُلّ السّيفَ وهو حُسامُ. داوى يه اللهُ القلوبَ من العَمَى، حتى أفَقْنَ وما بهنّ سَقامُ. أصبَحتَ يا بنَ زَبيدَة ابنة جعفرٍ، أَمَلا لِعَقْدِ حِبالِهِ اسْتِحْكامُ. فَسَلِمتَ للأمْرِ الذي تُرْجَى لهُ، وتَقاعَسَتْ عن يوْمِكَ الأيّامُ.