قصائدٍ عن رحلة الفناء

مجموعة من القصائد العربية التي تتناول الموت بعمقٍ شعريّ، بدءًا من قصيدة ابن رازك إلى أبياتٍ من معرّي والفرزدق وأبي العتاهية وغيرهم.

فهرس المحتويات

المقطعالعنوان
قصيدة ابن رازك: الموتُ قضاءٌ لا يُخفىتحليلٌ لقصيدةٍ تصف الموتَ بقوةٍ وبلاغة
قصيدة أبو العلاء المعري: قربُ الموتِنظرةٌ فلسفيةٌ إلى الموتِ من خلالِ أبياتٍ شعرية
قصائدٌ متنوعةٌ عن الموتأبياتٌ مختارةٌ من شعراءٍ كبارٍ تتحدث عن الموت
تأملاتٌ في رهبة الموتاستكشافٌ لأسبابِ خوفِ الإنسانِ من الموت

قصيدة ابن رازك: الموتُ قضاءٌ لا يُخفى

يُعبّر الشاعر ابن رازكة عن الموتِ في هذهِ الأبياتِ الرائعةِ، مُشيراً إلى أنّهُ قدرٌ لا مفرَّ منهُ، وأنَّ الحياةَ ليست إلاَّ رحلةً قصيرةً نحوَه:

هُوَ المَوتُ عَضبٌ لا تَخونُ مَضارِبُهُ
وَحَوضٌ زُعاقٌ كُلُّ مَن عاشَ شارِبُهُ
وما الناسُ إِلّا وارِدوهُ فَسابِقٌ
إِلَيهِ وَمَسبوقٌ تَخِبُّ نَجائِبُهُ

يستخدم الشاعر هنا صورًا بليغةً، كصورة “الحوضِ الزعاقِ”، ليوضّح أنَّ الموتَ واقعٌ لا يُنكر، وأنَّ الجميعَ سيشربُ من كأسِهِ. ويُضيفُ الشاعرُ أمثلةً تاريخيةً، مُذكّراً بأنَّ الملوكَ والأباطرةَ لم يسلموا من الموتِ، مهما بلغت قوّتهم أو سلطانهم:

فَكَم لابِسٍ ثَوبَ الحَياةِ فَجاءَهُ
عَلى فَجأَةٍ عادٍ مِنَ المَوتِ سالِبُهُ
وَلَم يَقِهِ فِرعَونَ عَونٌ أَعَدَّهُ
وَلا مُردُ نَمروذٍ حَمَت وَأَشايِبُهُ

وتتوالى الأبياتُ لتُبرزَ حقيقةَ الموتِ كقدرٍ مُحتم، وأنَّ الزمنَ يسيرُ دون توقفٍ، مُذكّراً بفناءِ الأشياءِ وتبدّلِ الأحوال.

قصيدة أبو العلاء المعري: قربُ الموتِ

يُقدمُ أبو العلاء المعريّ في هذهِ القصيدةِ رؤيةً مختلفةً عن الموت، مُعبّراً عن قبولٍ لهِ، ورُبّما استسلامٍ للقضاءِ:

إِن يَقرُبُ المَوتُ مِنّي
فَلَستُ أَكَرَهُ قُربَهُ

يُشبهُ المعريّ نفسهُ بربِّ إبلٍ يُعاني من مرضٍ، أو برجلٍ يتجوّلُ في أرضٍ قاحلة، مُبيّناً أنَّ حياتهَ كُلّها مُحاطةٌ بالموتِ وأنَّهُ مستعدٌ له:

كَأَنَّني رَبُّ إِبلٍ
أَضحى يُمارِسُ جُربَهُ
أَو ناشِطٌ يَتَبَغّى
في مُقفَرِ الأَرضِ عِربَهُ

ويُكمِلُ المعريّ قصيدتهَ بأبياتٍ تُظهرُ تجاوُزَهُ لِخَوفِ الموت، ورؤيتهِ لهِ كجزءٍ طبيعيٍّ من دورةِ الحياةِ.

قصائدٌ متنوعةٌ عن الموت

يُشاركُنا شعراءٌ كبارٌ كجريرِ والفرزدقِ وأبي العتاهيةِ أبياتاً تُعبّر عن مواقفهم من الموت، مُستعرضين وجهاتِ نظرٍ متنوعة تجاه هذا القدر المحتوم.

يقولُ جرير:

أَنا المَوتُ الَّذي آتى عَلَيكُم
فَلَيسَ لِهارِبٍ مِنّي نَجاءُ

بينما يُعبّرُ الفرزدقُ عن فناءِ الجبناءِ والأبطالِ على السواء:

أَرى المَوتَ لا يُبقي عَلى ذي جَلادَةٍ
وَلا غَيرَةٍ إِلّا دَنا لَهُ مُرصِدا

و يُضيفُ أبو العتاهية لمسةً من التفكّرِ في مُقابلةِ الموتِ:

لَقَد لَعِبتُ وَجَدَّ المَوتُ في طَلَبي
وَإِنَّ في المَوتِ لي شُغلاً عَنِ اللَعِبِ

تأملاتٌ في رهبة الموت

يُطرحُ هذا المقطعُ تساؤلاً حول أسبابِ خوفِ الإنسانِ من الموت، و لماذا يظلُّ مُخيفاً رغمَ كونهِ حقيقةً لا تُنكر. فالموتُ يأتي لِلشريفِ والوضيعِ على السواء، و لو كانَ الموتُ يَختارُ أشخاصاً معيّنين لَكانَ أقلُّ رهبةً:

ما لِذا المَوتِ لا يَزالُ مُخيفاً
كُلَّ يَومٍ يَنالُ مِنّا شَريفاً

ويُختتمُ المقالُ بالتأكيدِ على أنَّ التفكيرَ في الموتِ يُذكّرُنا بقيمةِ الحياةِ، ويُحفّزُنا على العملِ الصالحِ والإعدادِ للآخرة.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

قصائد في مدح المعلمين والمعلمات

المقال التالي

قصائد مدح النبي الكريم بمناسبة المولد النبوي الشريف

مقالات مشابهة