المحتويات
ملخص القصة
تدور أحداث رواية “التحول” للكاتب فرانز كافكا حول غريغور سامسا، وهو شاب يعيل أسرته ويعيش حياة رتيبة. يستيقظ ذات يوم ليجد نفسه قد تحول إلى حشرة ضخمة. تستعرض الرواية الآثار النفسية والاجتماعية الناجمة عن هذا التحول، وكيف انتهى الأمر بالبطل إلى الموت.
تعكس معاملة غريغور من قبل عائلته وزوارهم، ومحاولتهم إخفاءه والشعور بالخجل منه، رمزية كبيرة في فهم سيكولوجية المجتمعات التي لا تتقبل بسهولة الأقليات المختلفة. يمكن مقارنة ذلك بالأفراد المهمشين بسبب الفقر في مواجهة الرأسمالية، أو الأقليات الدينية والثقافية، وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعيشون بيننا. تكشف ردة فعل عائلة غريغور فور تحوله عن التصريح بالاختلاف ومحاربته من خلال الإساءة إلى المختلفين.
الجوانب النفسية للتبدل
يشكل التحول الذي طرأ على غريغور تصويراً للعزلة التي يعيشها الإنسان عندما يقرر التحرر من حياة الاستعباد والاستغلال التي كان يعيشها. كان غريغور سامسا يعمل كالآلة لإعالة أسرته التي تعتمد عليه، رغم قدرتهم على العمل وإعالة أنفسهم، وهو ما حدث بالفعل بعد تحوله. على الرغم من أن التحول يمثل انقلابًا من حالة وجودية إلى أخرى، إلا أنه قد يمثل تحررًا من الوظيفة والمسؤولية التي كانت تستهلك أيامه.
تظهر الرواية أن البشر أنانيون، فالرحمة والاحترام مشروطان بالفائدة المتحصلة من الشخص. عندما كان غريغور يعيل أسرته، كان يتلقى معاملة مختلفة تمامًا عما وجده بعد التحول. بعد أن فقدت عائلته أي فائدة منه، عاملوه كشخص زائد عن الحاجة.
أدت هذه المعاملة السيئة إلى مشاعر حزن شديد دفعته إلى الموت، ليخلص من وضعه ويقدم نفسه فداءً لعائلته التي لا يريد أن يثقل عليها.
الفترة الزمنية والموقع
تدور أحداث الرواية في بيئة المدينة في ظل النظام الرأسمالي، حيث يعمل الناس في وظائف منظمة خلال القرن العشرين.
دراسة الحوار والأسلوب القصصي
الرؤية الأساسية في الرواية تأتي من وجهة نظر غريغور. في معظم الأحداث، نجد الراوي داخل عقل غريغور، يتحدث عما يشعر به ويعرفه، عن مخاوفه وتساؤلاته. نتعرف على تأثير كل ما يحدث له من خلال وجود الراوي في داخله، لينقل لنا كل أصداء الخارج على الداخل. لكننا ننتقل أحيانًا إلى شخصيات أخرى لنرى ما يدور في أذهانهم، ولكن هذه اللحظات نادرة.
فحص اللغة والتصوير الفني
تحول سامسا إلى حشرة غير محددة الشكل أو النوع، واختلفت الترجمات في وصفها. لكن عندما يراد إذلال شخص ما وإخباره بأنه من طبقة دنيا أو وضيعة، يقال له “صرصور”، وهو الإحساس الذي شعر به البطل. التهميش، الخزي المريع، والنبذ، كلها مشاعر لم يكن غريغور سامسا يستحقها.
استخدمت الرمزية المعبرة عن سعة الخيال في الرواية للتعبير عن حقائق نفسية مؤسفة لغريغور. على سبيل المثال، صورة المرأة التي كان يعلقها على جدار غرفته وينظر إليها توحي بافتقاره إلى الصحبة البشرية بسبب حياته المخصصة للعمل الدائم وجمع المال.
يشعر بضياع إنسانيته في هذا السعي الجائر لتأمين الحياة. وعندما أفرغوا غرفته من الأثاث، أصابه الذعر وشعر بوجوب القتال من أجل هذه اللوحة، التي ربما كانت الشيء الوحيد الذي يذكره بإنسانيته المهدورة قبل التحول.
رمزية الطعام نفسه، الذي انتقل من كونه طعامًا بشريًا صالحًا يأكله صاحبه مقابل الخدمات التي يقدمها للجميع، ليتحول مع التحول إلى طعام فاسد بعد أن أصبح عالة، تبين أن المجتمعات تتعامل مع الفرد اعتمادًا على قيمته المبنية على خدماته ومقدار الفائدة التي يحققها لهذا المجتمع.
الرمزية
لقد استخدم كافكا الكثير من التقنيات الأدبية في هذه الرواية، والتي قلّت بسبب الترجمات المتعددة للرواية، إلّا أنّالاستعارةتبقى تتجلى في الرواية بوضوح، فالحبس الذي شعر به غريغور في غرفته المظلمة بعد المسخ كان يعيشه طيلة حياته، لم يكن حبيسًا لجسد الحشرة في الرواية فقط، بل عاش حياته حبيسًا للنظام المالي، والحكومي، والأخلاقي بواجباته اتجاه عائلته ومسؤوليته عنهم.[٣]
كانت هذه الشخصية تعاني دائمًا من السجن الوجودي الذي لم يكن القارئ ليلاحظه إلا في الغرفة المغلقة في البيت وهو داخل جسد الحشرة. كما أنّ استعارة الطقس بدت واضحة في الرواية حيث كانت المدينة يملأها الضباب المتكرر، الذي يحجب النور ويوحي بالاكتئاب، وهو إحساس غريغور الذاتي، فقد كان الضباب داخل منزل ويمتد في روحه، ليس فقط خارج النافذة.[٣]
المصادر
- [٣]The Metamorphosis”,book analysis, Retrieved 24/2/2022. Edited.
