قاضي القيروان البارز: حياة أسد بن الفرات
المحتويات | |
---|---|
نبذة عن أسد بن الفرات | |
مسيرته القضائية والعِلمية | |
شيوخه وتلاميذه | |
رحلته العلمية | |
موقفه من البدع | |
وفاة أسد بن الفرات |
من هو أسد بن الفرات؟
أسد بن الفرات بن سنان، المعروف بأبي عبد الله، كان قاضيًا بارزًا في مدينة القيروان. ينحدر من مدينة نيسابور، وقد ولد سنة ١٤٢ هجريًا في مدينة حران بالشام. كان والده قائدًا عسكريًا في بلاد المغرب. اشتهر أسد بن الفرات بفضلهِ وعلمهِ وتقواه، وقد برع في الحديث والفقه، متصفًا بصفات القاضي المجاهد.
مناصبه ومساهماته
وصل أسد بن الفرات إلى القيروان سنة ١٤٤ هجريًا وهو في الثانية من عمره. عيّنه زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب قاضيًا على إفريقيا بأكملها. تولّى مهمة القضاء مُلتزمًا بالقرآن والسنة، مُحاربًا البدع والابتداعات في الدين. حظي باحترام وتقدير كبير من أهل القيروان لما يتمتع به من علمٍ ودينٍ.
أبرز أساتذته وطلابه
تلقّى أسد بن الفرات العلم على أيدي كبار العلماء، منهم:
- مالك بن أنس رحمه الله
- عبد الله بن وهب
- بن مسلم الفهري
- أبو سعيد يحيى بن زكريا الهمداني
- جرير بن عبد الحميد بن جرير الرازي
وقد أثّر أسد بن الفرات في العديد من طلابه، ومن أبرزهم:
- أحمد بن موسى بن جرير الأزدي العطار
- أبو سعيد عبد السلام سحنون التنوخي
- أحمد بن علي بن حميد التميمي أبي الفضل
رحلته في طلب العلم
حفظ أسد بن الفرات القرآن الكريم في سن مبكرة. كان رائدًا في نشر مذهب الإمام مالك بن أنس في بلاد المغرب. سافر إلى المشرق سنة ١٧٢ هجريًا لطلب العلم من الإمام مالك بن أنس مباشرة، وقد قضى وقتًا طويلاً معه، مستفيدًا من علمه وفقهه. التقى أيضًا بأصحاب بني حنيفة في العراق، واستفاد من علمهم، واطلع على كتاب “الموطأ” للإمام مالك.
واصل دراسته في تونس، حيث استفاد من علم علي بن زياد العبسي. يُعتبر أسد بن الفرات أول من جمع بين مذهبي أهل الحديث في المدينة المنورة وأهل الرأي في بغداد. ساهم في تأليف كتاب “الأسدية” بالتعاون مع عبد الرحمن بن القاسم، وهو كتاب ضخم يتألف من ستين كتابًا.
أسس أسد بن الفرات المدرسة الفقهية القيروانية، مُضيفًا بذلك لبنة أساسية في تاريخ الفقه الإسلامي.
جهوده في محاربة البدع
كان أسد بن الفرات من أشدّ المناصرين لأهل السنة والجماعة، وقد حارب البدع والمنحرفين عن العقيدة الإسلامية. عمل على نشر السنة النبوية الشريفة في جميع الأماكن التي زارها، داخل إفريقيا وخارجها.
وفاته
توفي أسد بن الفرات في مدينة سيراقوسة سنة ٢١٣ هجريًا، إثر إصابته خلال حصار المدينة. دُفن في مدينة قصريانة. وقد رفض التعاون مع الروم خلال المعركة، مُفضلاً الشهادة على التعاون مع الكفار. بعد استشهاده، تولّى محمد بن أبي الجواري قيادة الجيش.