جدول المحتويات
- آثار التكافل والتعاون الاجتماعي على الفرد والمجتمع
- مجالات التكافل الاجتماعي
- مظاهر التكافل الاجتماعي في ظل جائحة كورونا
- الخلاصة
آثار التكافل والتعاون الاجتماعي على الفرد والمجتمع
يُعرف التكافل الاجتماعي أو التعاون بأنه العملية التي تُساهم في تحقيق الأهداف التي لا يُمكن تحقيقها من قبل أفراد المجتمع بمفردهم. يعتمد التكافل على عمل أفراد المجتمع معًا وتبادل الخبرات والموارد والمسؤوليات بينهم لتحقيق هدف مشترك. وهذا يؤدي إلى إتاحة الخدمات والفرص وتوفير الدعم لتنمية المجتمع وأفراده، وخاصة الفئة الشابة.
من المهم فهم أن التكافل والتعاون الاجتماعي ليسا عملية سهلة. تُحدد نجاح هذه العملية وفقًا لمعايير محددة مثل الوقت الذي يُستغرق لتحقيق الهدف، والعدالة في المساهمة والاستفادة من الهدف، والثقة بين الأفراد.
تحسين الصحة النفسية لأفراد المجتمع
غالبًا ما تمر المواقف التي يواجهها الفرد بالحياة بالعديد من التحديات والضغوط، خاصة تلك التي تتسم بالطابع التنافسي. قد يؤدي احتمال الفشل في تحقيق هدف معين إلى إصابة الشخص بالقلق، مما قد يؤثر سلبًا على صحته النفسية.
الشعور بالخوف أو الغضب الناشئ عن النبذ أو الخسارة قد يؤدي أيضًا إلى الإحراج أو التوتر أو العدوانية. وكل ذلك قد يُفاقم المشاكل النفسية التي يُعاني منها الشخص.
تُعد الأنشطة التكافلية والتعاونية التي يقوم بها أفراد المجتمع معًا خالية من التهديدات والأحكام. لا يتحمّل الفرد مسؤولية هذه الأنشطة وحده، مما يخلق جوًا من الرخاء والرفاهية. هذا يجعل التكافل بعمل ما أمرًا ممتعًا ومرحًا، مما يؤدي إلى تحسين الصحة النفسية للأفراد والمجتمع.
زيادة التواصل بين أفراد المجتمع وتكوين علاقات جديدة بينهم
عندما يتعاون أفراد المجتمع معًا لتحقيق هدف معين، فإنهم يتبادلون المعلومات والخدمات التي بإمكانهم تقديمها. هذا يؤدي إلى زيادة التواصل والترابط بين أفراد المجتمع.
قد يشارك الأشخاص أيضًا في تقديم موارد مختلفة للوصول إلى الهدف المحدد، وتشمل هذه الموارد العمالة والمعدات والأماكن والمساهمات المالية وغيرها.
التواصل بين الأفراد هو أساس نجاح التعاون. لا يتعين على الفرد أن يكون ملمًا في جميع الأمور، فالمهام تُوزّع على الأفراد حسب قدراتهم. وهذا يؤدي إلى زيادة التواصل بين الأشخاص وتكوين علاقات جيدة.
رفع إنتاجية المجتمع وزيادة الكفاءة
يُجمع التكافل بين الأفراد ومشاريعهم وعمليات تحقيقها في مكان واحد لتعزيز إنتاجية الفريق وزيادة الكفاءة. يُوفر هذا النظام البيئي المتكامل جميع احتياجات أفراد المجتمع للتواصل والعمل معًا.
تُنفذ بعض المجتمعات تقنيات التكافل والتعاون المتنوعة لتعزيز أفرادها وتمكينهم. هذا يؤدي إلى تحسين إنتاجية المجتمع وكفاءته، سواء في الشركات أو المنظمات وغيرها. يُسهل هذا أيضًا عملية المشاركة والوصول إلى المعلومات ذات الصلة، إضافةً إلى التمكّن من العثور على أصحاب الخبرة والاختصاص عند الحاجة.
زيادة فرص العمل
لل تكافل الاجتماعي دور في ابتكار فرص عمل جديدة في مجالات الوظائف والخدمات المجتمعية. من المتوقع أن تزيد نسبة هذه الوظائف بنحو 12% خلال السنوات العشر القادمة.
تشمل فرص العمل التي قد تنمو بفعل التكافل المجتمعي وظائف الاستشاريين والأخصائيين الاجتماعيين، بالإضافة إلى الإرشاد المدرسي والوظيفي، وغيرها من الوظائف الاجتماعية التي تخدم المجتمع وتعزز من ترابطه.
رفع مستوى المعرفة والتبادل الثقافي
يرتبط التعاون ارتباطًا وثيقًا بزيادة التعلّم والمعرفة، بالإضافة إلى النضج العاطفي وتطوير الشخصية القوية. غالبًا ما يكون أعضاء المجتمع المتعاون أكثر مرونة في تفكيرهم، وأكثر استعدادًا لابتكار حلول إبداعية. يتبادلون الآراء والثقافات بينهم، مما يؤدي إلى رفع مستوى المعرفة.
رفع مستوى الثقة بين الأفراد
تُسفر المنافسة بين الأفراد في معظم الأحيان، سواء في العمل أو اللعب، عن حدوث خلافات بينهم وزيادة خوفهم من الفشل، مما يُقلل من شعورهم بالأمان الذي يحتاجون إليه في بيئات عملهم وحياتهم.
هنا يأتي دور التكافل الاجتماعي الذي يتطلّب من أفراد المجتمع أن يكونوا منفتحين وصادقين مع بعضهم البعض، فضلًا عن نشوء الثقة بينهم. يُقدم الأفراد التشجيع ويدعمون بعضهم البعض في سبيل تحقيق أهدافهم المشتركة.
مجالات التكافل الاجتماعي
تُوجد العديد من الأمثلة على المجالات التي تُحقق التكافل الاجتماعي، ومنها:
نظام التربية والتعليم
يتعاون في نظام التربية والتعليم كل من الأسرة والمؤسسات التعليمية من أجل تنشئة الأطفال. تتولّى الأسرة مسؤوليّة التنمية الاجتماعية الأولية، وذلك من خلال تمرير قيم ومعايير معينة.
بينما تتولّى المؤسسة التعليمية مسؤولية تمرير قيم ومعايير ينخرط بها الطفل في مجتمع أوسع. بمرور الوقت، تتولّى المؤسسات الإعلامية والدينية مسؤولية تمرير القيم العالمية التي تربط الشخص بالعالم.
التعاون بين المجتمع الزراعي والصناعي
يتحقق التكافل الاجتماعي أيضًا من خلال التعاون بين المجتمع الزراعي والصناعي. على سبيل المثال، ينتج المزارعون الطعام الذي يتناوله عمال المصانع، الذين ينتجون بدورهم الآليات والجرارات التي يستخدمها المزارعون في حرث أراضيهم وإنتاج الطعام.
التعاون بين المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية
يتجسّد التكافل الاجتماعي بين المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية بالدور الذي تؤديه المؤسسات الاجتماعية كمصدر هام للعمالة، وما تقوم به المؤسسات الاقتصادية بدورها في تعزيز سبل العيش واستحداث فرص عمل لمكافحة البطالة.
يساهم هذا التعاون في الحدّ من الفقر في المجتمع، وذلك من خلال التعاون بين مختلف المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية، ودفع أجور تنافسيّة، وتعزيز الدخل الإضافي من تشارك الأرباح وتوزيعها، علاوة على دعم المرافق المجتمعية مثل العيادات الصحية والمدارس.
مظاهر التكافل الاجتماعي في ظل جائحة كورونا
برزت الحاجة إلى التباعد الاجتماعي في ظل انتشار وباء كورونا. تجسّد دور التكافل الاجتماعي في تماسك أفراد المجتمع وضمان النظام الاجتماعي واستقراره. منذ بداية الأزمة، أكدت الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا على أهمية التضامن والتعاون العالمي في التعامل مع هذا الوباء، ولا سيما التعاون بين المؤسسات المجتمعية والصحيّة.
أجبر انتشار الفيروس الأشخاص على اتّباع أساليب التباعد الاجتماعي والانغلاق، بهدف احتواء المرض المُنتشر لحين تواصل المؤسسات البحثية والصحيّة المختلفة إلى حلول، إضافةً لإنتاج اللقاحات اللازمة للسيطرة على المرض.
وضعت الحكومات ومؤسسات الصحة العامة في جميع أنحاء العالم إرشادات للتباعد الاجتماعي. تزامنًا مع انخفاض فرص قضاء الوقت وجهًا لوجه، برز دور التكافل بين المجتمعات ومؤسسات التكنولوجيا الرقميّة الفعالة في توفير الوسائل والسبل التي أتاحت للأشخاص الالتقاء ببعضهم البعض افتراضيًا عبر مختلف التطبيقات، عوضًا عن التقارب الجسدي.
استُخدمت وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا في نشر الوعي حول المرض.
تُوجد العديد من أمثلة التكافل الاجتماعي التي برزت في مختلف دول العالم، ومنها:
* إنشاء العديد من المنظمات التطوعيّة غير الربحية التي جنّدت أشخاصًا للتطوع في مختلف المجالات، كمساعدة الكوادر الصحية في عملها.
* عمل المتطوعين على توزيع الطعام وإيصاله إلى المنازل والتسوق نيابة عن الأشخاص.
* تقديم العديد من المعالجين خدماتهم عبر شبكة الإنترنت مجانًا.
الخلاصة
يتضمن التكافل الاجتماعي قبول الطبيعة الاجتماعيّة وخلق بيئة تُشجّع فيها الخدمة المتبادلة واحترام حقوق الإنسان ورعايتها.
لل تكافل والتعاون المجتمعي دور هام على الصعيدين المحلي والعالمي. أصبحت المشاركة المجتمعية محورية لتحقيق ديمقراطيات عصرنا الحالي. العلاقات البنّاءة بين أفراد المجتمع ومؤسساته لا تجعل التكافل الاجتماعي مرغوبًا فحسب، بل ضروريًا في استدامة تلك المجتمعات.