فهم نون الوقاية في اللغة العربية

ما هي نون الوقاية؟

يُعرّف المبرد في كتابه “المقتضب” نون الوقاية بأنها نون زائدة، أُضيفت لتعزيز الفعل، وذلك لأنّ الأفعال لا تقبل الكسر ولا الجرّ، وهذه الياء تُكسِرُ الحرف الذي قبلها.^[1] مثال: “أكرمنِي أخي”، حيث إنّ نون الوقاية جاءت مباشرة بعد الفعل. لو حذفناها، لصار الفعل (أكْرَمِي)، وهذا غير صحيح؛ لأنّ الميم مكسورة. وبذلك، تُظهر نون الوقاية أهميتها في حماية الحرف الذي قبلها من الكسر.^[2]

كيفية إعراب نون الوقاية

تُعرب نون الوقاية على النحو التالي: حرف مبني على الكسر، لا محل له من الإعراب.^[3] ونوضح ذلك من خلال الأمثلة:

• “يُسعدني لقاؤك”: يُسعدُ: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. نون: نون الوقاية، حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب. الياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. لقاؤك: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. الكاف: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
• “جاءني أخي”: جاء: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. نون: نون الوقاية، حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب. الياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. أخي: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء. الياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.

أمثلة لنون الوقاية في القرآن الكريم

تظهر نون الوقاية في العديد من آيات القرآن الكريم، ومنها:

• قوله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ).[٤] (نون الوقاية في الفعل “اذكروني”: حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب).
• قوله تعالى: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ…).[٥] (نون الوقاية في الفعل “اخشوني”: حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب).
• قوله تعالى: (قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ…).[٦] (نون الوقاية في الفعل “أنسانيه”: حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب).
• قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ…).[٧] (نون الوقاية في الفعل “تُنظرونِ”: حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب).
• قوله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ…).[٨] (نون الوقاية في الفعل “أرادني”: حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب).
• قوله تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ…).[٩] (نون الوقاية في الفعل “مسّني”: حرف مبني على الكسر لا محل لها من الإعراب).
• قوله تعالى: (وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ…).[١٠] (نون الوقاية في الفعل “ينصرني”: حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب).
• قوله تعالى: (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ…).[١١] (نون الوقاية في الفعل “أضلني”: حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب).

المصادر

1. المبرد، المقتضب، صفحة 398.
2. محمود سليمان ياقوت، كتاب النحو التعليمي والتطبيق في القرآن الكريم، صفحة 168-171. بتصرّف.
3. علي سعيد هصيص، معجم مصطلحات وأدوات النحو والإعراب، صفحة 262. بتصرّف.
4. سورة البقرة، آية:152
5. سورة البقرة، آية:150
6. سورة الكهف، آية:63
7. سورة يونس، آية:71
8. سورة الزمر، آية:38
9. سورة الأنبياء، آية:83
10. سورة هود، آية:30
11. سورة الفرقان، آية:29