فهم مقاصد الآية الكريمة (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)

تحليل للآية الكريمة من سورة البقرة، مع شرح معاني الكلمات، وأسباب النزول، والتفسير العام للآية.
جدول المحتويات
الآية القرآنية
توضيح معاني الكلمات
ظروف نزول الآية
المغزى العام من الآية
الفوائد المستخلصة
المراجع

الآية القرآنية

يقول الله -تعالى- في سورة البقرة:

(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [البقرة: 44].

توضيح معاني الكلمات

فيما يلي شرح لمعاني الكلمات التي وردت في الآية الكريمة:

  • البر: المقصود به هنا هو التصديق بنبوة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • تنسون أنفسكم: بمعنى أنكم لا تفعلون ما تنصحون الآخرين بفعله.
  • الكتاب: المقصود به التوراة.

ظروف نزول الآية

ذكر في أسباب النزول أن هذه الآية نزلت في علماء اليهود في المدينة المنورة. كان أحدهم إذا سأله شخص مسلم من أقاربه عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وما جاء به، كان يأمره باتباعه والإيمان به، لأنه الحق. ولكنه هو نفسه لم يكن يطبق هذا الكلام، ولا يتبع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا يدخل في الإسلام.

المغزى العام من الآية

تتناول هذه الآية الكريمة صفة ذميمة من صفات اليهود، وهي التناقض بين القول والعمل. فهم يقولون شيئًا ويفعلون شيئًا آخر، وأفعالهم تخالف أقوالهم. وهذا الأمر كان واضحًا بشكل خاص في الأحبار والرهبان منهم، الذين يقرؤون التوراة ويعلمون ما فيها من أمر الله -تعالى- بوجوب اتباع النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. كانوا يأمرون الناس باتباعه والإيمان به والتمسك بدينه، ولكنهم في المقابل كانوا يخالفون هذا الأمر ولا يفعلونه. هذا الأمر يثير الاستغراب، فالشخص الذي ينصح الناس ويدلهم على الخير يجب أن يكون قدوة لهم في ذلك. فلا يصح أن يخالف ما يقول، وأن لا يلتزم بما يأمر به الآخرين من خير أو هدى أو عمل صالح. العاقل لا يفعل ذلك أبدًا.

الخطاب في الآية موجه لليهود بأسلوب التوبيخ واللوم. ولكن هذا الخطاب ليس خاصًا باليهود فقط، بل هو عام لكل من يفعل مثل فعلهم ويتصف بصفتهم. فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. وقد قال -تعالى- في سورة الصف محذرًا المؤمنين من مخالفة أقوالهم لأفعالهم:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) [الصف: 2-3].

بعد هذه الآية، بين الله -تعالى- طريقة العلاج من هذا الداء الخطير، وذلك بالاستعانة بالصبر والصلاة. فالصبر والصلاة يهذبان النفس ويربيانها، ويقهران الشيطان ويردان كيده. ولا بد أن تكون الصلاة بخشوع وحضور قلب، حتى تؤتي ثمارها وتنفع صاحبها. فالصلاة بلا خشوع ثقيلة على الإنسان في الأداء، وبريئة منه في الأجر. ومن أسباب الخشوع استحضار الوقوف بين يدي الله -تعالى- للحساب يوم القيامة. قال -تعالى-:

(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: 45-46].

الفوائد المستخلصة

  • وجوب التطابق بين القول والعمل.
  • التحذير من التناقض الذي يقع فيه بعض الناس.
  • أهمية الصبر والصلاة في تهذيب النفس.
  • ضرورة الخشوع في الصلاة.

المراجع

  • سورة البقرة، الآية 44.
  • جلال الدين المحلي، تفسير الجلالين.
  • الواحدي، أسباب النزول.
  • وهبة الزحيلي، التفسير المنير.
  • سورة الصف، الآية 2-3.
  • سورة البقرة، الآية 45-46.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

إضاءات حول قوله تعالى: (أتأتون الذكران من العالمين)

المقال التالي

معاني آية (ألهاكم التكاثر) ودلالاتها

مقالات مشابهة