فهم معنى العشق: لغة، اصطلاح، وشعر

العشق في اللغة العربية

يُعرّف العشق لغوياً بأنه الارتباط العاطفي الشديد بالقلب، والحب الجارف. يُشير أيضاً إلى الالتصاق الشديد بشيء ما، أو اندماج طرفين بشكل وثيق. [1]

أما اصطلاحاً، فقد تباينت التعريفات. فقد وصفه أفلاطون بأنه حركة النفس الفارغة، بينما اعتبره أرسطو عمى الحواس عن عيوب المحبوب. وذهب تعريف آخر إلى وصفه بأنه جهلٌ عارضٌ يصيب قلباً فارغاً من الشغل.[2]

رؤى أعلام العرب للعشق

قدم العديد من أعلام العرب رؤاهم الخاصة للعشق، ومن أبرزها:

ابن سينا: رأى ابن سينا أن العشق قوة كامنة في النفوس، تحركها وتلهمها. فهو موجود في كل الكائنات وفي كل مسارات الكون، ويُعتبر أساساً ودافعاً رئيسياً لإدراك ما نحب وفعله.[3]

الجاحظ: اعتبر الجاحظ العشق تجاوزاً للمحبة، كما أن السرف تجاوز للجود. فكل عشق هو حب، لكن ليس كل حب عشق. المحبة جنس، والعشق نوع منها. كما أن كل شوق هو محبة، وليس كل محبة شوق.[3]

ثمامة بن أشرس: وصفه بأنه جليس ممتع، وصاحب ملك مسالكه لطيفة، وأحكامه جارية على الأبدان والأرواح والقلوب والعقول. وهو ملكٌ يخفي مدخله، ويعمي مسلكه في القلوب.[4]

القاضي محمد بن سليمان النوقاتي: اعتبر العشاق معذورين في أحوالهم، لأن العشق يصيبهم دون اختيار أو إرادة، والإنسان يُلام فقط على ما يستطيع فعله، لا على ما هو مقدور عليه.[5]

العشق في الشعر العربي

عبّر العديد من الشعراء عن العشق في أشعارهم، ومن أجمل ما قيل:[6]

قال قيس بن الملوح:

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى
فصادف قلباً خالياً فتمكن

وقال الأصفهاني:

وما الحب عن حسن ولا عن ملاحة
ولكنه شيء به الروح تكلف

وقال ابن الفارض:

هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل
فما اختاره مضنى به وله عقل
وعش خالياً فالحب أوله عنوان
وسطه سقم وآخره قتل

وقال كامل في سلمى:

يلومونني في حب سلمى كأنما
يرون الهوى شيئاً تيممته عمدا
ألا إنما الحب الذي صدع الحشا
قضاء من الرحمن يبلو به العبدا

المراجع

[1] “تعريف و معنى عشق في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2022. بتصرّف. [2] ابن قيم الجوزية، روضة المحبين ونزهة المشتاقين، صفحة 211. بتصرّف. [3] ابن قيم الجوزية، روضة المحبين ونزهة المشتاقين، صفحة 212. بتصرّف. [4] ابن قيم الجوزية، روضة المحبين ونزهة المشتاقين، صفحة 213. بتصرّف. [5] ابن قيم الجوزية، روضة المحبين و نزهة المشتاقين، صفحة 220 _ 221. بتصرّف. [6] ابن قيم الجوزية، روضة المحبين ونزهة المشتاقين، صفحة 212 ___219. بتصرّف.
Exit mobile version