تبيان آيات سورة البلد
فيما يلي شرح وتوضيح لآيات سورة البلد:
الآية الأولى: قال الله -تعالى-:(لَا أُقْسِمُ بِهَـذَا الْبَلَدِ). يُشير الله تعالى هنا إلى مكة المكرمة، البلد الحرام، وقد اتّفق العلماء والمفسرون على ذلك. وقد أقسم الله بهذا البلد لعظم مكانته ومنزلته.
الآية الثانية:(وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـذَا الْبَلَدِ). أي أن الله أباح للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يفعل ما يشاء في هذا البلد، فهو وطنه ومقره الذي يطهره من الشرك وأهله.
الآية الثالثة:(وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ). يقسم الله بآدم -عليه السلام- وهو الوالد، ويقسم أيضاً بجميع ذريته.
الآية الرابعة:(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ). يبين الله تعالى أن الإنسان خُلق في هذه الدنيا في تعب ومشقة، يكابد فيها صعاب الحياة.
الآية الخامسة:(أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ). سؤال استنكاري موجه للإنسان المغرور الذي يظن أنه قوي ولا يقدر عليه أحد، فالله قادر على كل شيء وسيحاسبه على أفعاله.
الآية السادسة:(يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا). تشير هذه الآية إلى شخص من أعداء النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينفق أموالاً طائلة في محاربة الدين، وكلمة “لبداً” تعني المال الكثير المتراكم.
الآية السابعة:(أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ). تهديد من الله للإنسان الذي يظن أن الله لا يراه، فالله مطلع على كل ما يفعله وسيحاسبه عليه.
الآية الثامنة والتاسعة:(أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ* وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ). تذكير بنعم الله على الإنسان، وكيف خلقه وأعطاه الأدوات التي تدل على عظمته وقدرته.
الآية العاشرة:(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ). أي بينا للإنسان طريق الخير وطريق الشر، فعليه أن يختار طريق الخير ويتجنب طريق الشر.
الآية الحادية عشرة والثانية عشرة:(فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ). المقصود بالعقبة هنا هي الصعاب والمشاق في الدنيا والآخرة، ومنها عقبة جهنم، ولا يجتاز هذه العقبة إلا من اتصف بصفات معينة.
الآية الثالثة عشرة:(فَكُّ رَقَبَةٍ). أي تحرير عبد من العبودية والأسر.
الآية الرابعة عشرة:(أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ). والمسغبة هي المجاعة، وتحث الآية على الإنفاق والتصدق في أوقات المجاعة.
الآية الخامسة عشرة:(يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ). أي إطعام اليتيم القريب الذي تربطك به صلة قرابة.
الآية السادسة عشرة:(أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ). أي إطعام المسكين الفقير المعدم الذي لا يملك شيئاً.
الآية السابعة عشرة:(ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ). تبين هذه الآية أن الإيمان شرط أساسي لقبول الأعمال الصالحة، وأن المؤمن يجب أن يتواصى بالصبر على الطاعات والتواصي بالرحمة على الضعفاء والمساكين.
الآية الثامنة عشرة:(أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ). أي أن المؤمنين هم أصحاب اليمين الذين سيدخلون الجنة.
الآية التاسعة عشرة:(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ). أي أن الكافرين هم أصحاب الشمال الذين سيدخلون النار.
الآية العشرون:(عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ). والمؤصدة تعني المغلقة بإحكام، فلا يستطيعون الخروج منها.
الأهداف المحورية في سورة البلد
تتناول السورة عدة محاور رئيسية، منها:
- قسم الله تعالى بمكة المكرمة وبنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- لبيان عظمتهما.
- تأكيد حقيقة الابتلاء والاختبار في حياة الإنسان.
- إبراز صفة الغرور والتكبر التي قد تصيب الإنسان.
- تذكير الإنسان بنعم الله الكثيرة عليه.
- توضيح أن طريق الفلاح والنجاح يكمن في اتباع الهداية، بينما الكفر يؤدي إلى الشقاء.
الدروس والعبر المستخلصة من سورة البلد
يمكن استخلاص العديد من الدروس والعبر من سورة البلد، ومن أهمها:
- وجوب إخلاص العمل لله تعالى وتجنب الإنفاق من أجل الشهرة والرياء.
- حقيقة أن الدنيا دار ابتلاء، وأن المؤمن سيجد الراحة في الآخرة بالجنة.
- أهمية الاهتمام باليتيم والفقراء والمساكين والعطف عليهم.
- بيان المكانة العظيمة لمكة المكرمة.
نظرة عامة حول سورة البلد
سورة البلد هي سورة مكية، يبلغ عدد آياتها 20 آية، وتأتي في الجزء الأخير من القرآن الكريم (الجزء 30)، وترتيبها في المصحف هو السورة رقم 90. تتناول السورة مواضيع مهمة مثل نعم الله على الإنسان، وغرور الإنسان، وتوضيح طريق الخير والشر، وتقدم العديد من الدروس والعبر الهامة.