جدول المحتويات
ما هي اضطرابات النوم؟
النوم عملية معقدة وحيوية تساهم في تجديد الجسم ووظائفه المختلفة. هو ضروري لتنظيم العمليات الفسيولوجية، ومعالجة المعلومات، وتعزيز الذاكرة. تتضح أهمية النوم عندما يعاني الأفراد من عواقب سلبية نتيجة لاضطرابات النوم، بما في ذلك المشاكل الجسدية والعقلية.
يتأثر النوم بالتغيرات اليومية في الجسم، سواء كانت جسدية أو عقلية، والتي تحدث على مدار 24 ساعة. يتم تنظيم هذه التغيرات بواسطة الأعصاب التي تستجيب للضوء، والهرمونات، ودرجة الحرارة، والتي تعتبر أيضًا جزءًا من الساعة البيولوجية. هذه الساعة تنظم دورة النوم والاستيقاظ بشكل طبيعي. تُعرَّف اضطرابات النوم بأنها أي خلل في جودة النوم أو توقيته أو مدته، مما يؤدي إلى مشاكل في أداء المهام اليومية. تشير التقديرات إلى أن 10-20٪ من المرضى في وحدات الرعاية الصحية الأولية يعانون من اضطرابات النوم. تجدر الإشارة إلى أن اضطرابات النوم ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمشاكل الجسدية والعقلية، وقد تكون من أعراض الأمراض النفسية، أو قد تزيد من حدتها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في الإناء، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده.” (صحيح مسلم)
تصنيفات مشاكل النوم
هناك أنواع عديدة من اضطرابات النوم، منها:
- الأرق: يُعرف الأرق بصعوبة النوم أو الاستمرار فيه. تشمل أعراضه الاستيقاظ مبكرًا جدًا، والاستيقاظ أثناء الليل، وصعوبة العودة إلى النوم، والشعور بالتعب عند الاستيقاظ.
- فرط النوم: هو النوم لفترات طويلة أو النوم المفرط خلال النهار. يعاني المريض من صعوبة في البقاء مستيقظًا أثناء العمل أو القيادة. قد يكون لفرط النوم أسباب عديدة ويسبب آثارًا جانبية غير مرغوب فيها مثل صعوبة التفكير والتركيز ونقص الطاقة.
- الخطل النومي: يشمل الأحداث الغريبة التي تحدث أثناء النوم، مثل المشي أثناء النوم، والكوابيس، وشلل النوم، واضطرابات الأكل المتعلقة بالنوم، والعدوان أثناء النوم، باستثناء توقف التنفس أثناء النوم.
-
اضطرابات الحركة أثناء النوم: تتسبب في حركة الجسم قبل النوم أو أثناءه، مما يؤدي إلى صعوبة النوم أو الاستمرار فيه أو التمتع بنوم مريح. تشمل هذه الاضطرابات:
- متلازمة تململ الساقين.
- حركة الأطراف المتكررة.
- تشنج الساق أثناء النوم.
- اضطراب الحركة الإيقاعية.
- صرير الأسنان.
-
اضطرابات التوتر اليومي: تؤدي إلى ارتباك في مواعيد النوم. تشمل هذه الاضطرابات:
- اضطراب طور النوم المتأخر.
- اضطراب طور النوم المتقدم.
- اضطراب نظم النوم والاستيقاظ.
- اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
- اضطراب العمل بنظام الورديات.
- اضطرابات التنفس المرتبطة بالنوم: تؤدي إلى مشاكل في التنفس أثناء النوم. غالبًا ما يكون سببها انسداد أو تضيق في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي. قد تظهر هذه الاضطرابات على شكل انسداد جزئي ومتقطع لمجرى الهواء أثناء النوم، مما يسبب الشخير دون التأثير على جودة النوم. في حالات أخرى، قد يظهر توقف متكرر في التنفس مصحوبًا بنقص في الأكسجين، مما يسبب اضطرابًا في النوم والشعور بالنعاس أثناء النهار.
العوامل المؤدية إلى مشاكل النوم
تختلف أسباب اضطرابات النوم باختلاف نوع الاضطراب، وفي بعض الحالات قد يكون السبب غير معروف. تشمل الأسباب العامة:
- الإصابة بأمراض طبية مثل أمراض القلب والرئة والأعصاب.
- الأمراض العقلية مثل الاكتئاب.
- بعض الأدوية.
- العوامل الوراثية.
- عوامل أخرى مثل تناول الكافيين والكحول، والعمل بنظام الورديات، والتقدم في العمر.
قال تعالى: “وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا” (النبأ: 9)
أساليب معالجة مشاكل النوم سلوكياً
يمكن أن تساعد بعض العلاجات السلوكية في تخفيف أعراض اضطرابات النوم، بما في ذلك:
- تمارين الاسترخاء: تشمل استرخاء العضلات التدريجي، وتقنيات التنفس العميق، والتنويم الإيحائي الذاتي.
- العلاج المعرفي: يهدف إلى تغيير الأفكار الخاطئة التي قد تؤدي إلى الأرق.
-
النوم الصحي: يشير إلى مجموعة السلوكيات والعادات والظروف البيئية التي يجب مراعاتها عند النوم، وتشمل:
- التواتر اليومي: يؤثر على موعد النوم وعدد ساعاته ونوعيته. يتأثر هذا العامل بالتمارين الرياضية، وموعد النوم، والقيلولة، والتعرض للضوء.
- التقدم في العمر: من الطبيعي تغير نمط النوم بعد سن الأربعين، حيث قد تبدأ المعاناة من الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، مما يؤثر في نوعية النوم، والتفاعل مع الحالات الصحية الأخرى.
- المؤثرات النفسية: مثل الامتحانات والأعمال والواجبات، لذا يُنصح بممارسة طقوس معينة تساعد الشخص على فصل هذه المؤثرات عن موعد النوم.
- الكافيين والكحول والنيكوتين.
- العوامل البيئية: مثل درجة حرارة الغرفة والظلام والإزعاج.
- السيطرة على مصدر التوتر والظروف المجهدة في غرفة النوم.
- تحديد فترات النوم : تقييد فترات النوم، فقد ينجم اضطراب النوم عن البقاء لفترات طويلة في الفراش.