فهم علم النفس غير الطبيعي

ما هو علم النفس غير الطبيعي؟

يُعرف علم النفس غير الطبيعي (أو علم النفس اللاقياسي) بأنه ذلك الفرع من علم النفس الذي يركز على دراسة الاضطرابات النفسية والعاطفية. يشمل هذا دراسة اضطرابات كالاكتئاب، والقلق، واضطرابات الشخصية، واضطرابات النمو، بالإضافة إلى ظواهر أخرى كالأحلام والتنويم المغناطيسي، والتي تحتاج إلى مزيد من الفهم.

يهدف هذا العلم إلى فهم هذه الاضطرابات، وتفسيرها، وعلاجها، والوقاية منها. تُعرّف هذه الاضطرابات بأنها أنماط سلوكية تؤثر على جوانب متعددة من حياة الفرد، وتُسبب له ضيقًا نفسيًا بسبب الأعراض المصاحبة لها.

مقاربات دراسة علم النفس غير الطبيعي

يستخدم الخبراء في هذا المجال مناهج متعددة لفهم وعلاج الاضطرابات النفسية، ولا يقتصرون على منهج واحد فقط.

منهج التحليل النفسي

يُستند هذا المنهج، الذي يرجع إلى سيغموند فرويد، على فكرة أن العديد من السلوكيات الشاذة نابعة من أفكار ورغبات وذكريات كامنة في العقل الباطن. تكون هذه المشاعر خارج الوعي، لكنها تؤثر على السلوكيات الظاهرة. ويهدف التحليل النفسي إلى الكشف عن هذه المشاعر الكامنة من خلال تحليل الذكريات والأفكار والأحلام.

المنهج السلوكي

يركز هذا المنهج على السلوكيات الملحوظة فقط، ويهتم بتعزيز السلوكيات الإيجابية وتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها. ولا يهتم هذا المنهج بالأسباب الكامنة وراء السلوك، وإنما بالنتائج السلوكية الظاهرة.

المنهج الطبي

يُركز هذا المنهج على الجوانب البيولوجية والطبية للأمراض النفسية، ويبحث عن أسبابها الجذرية، مثل العوامل الوراثية، والأمراض الجسدية، والاختلالات الكيميائية في الدماغ. وعادة ما تعتمد العلاجات في هذا المنهج على الأدوية.

المنهج المعرفي

يهتم هذا المنهج بدور الأفكار والتصورات والتفكير في الاضطرابات النفسية. ويركز العلاج المعرفي على مساعدة الأفراد على تغيير أنماط تفكيرهم وردود أفعالهم. وغالباً ما يُستخدم هذا المنهج مع الأساليب السلوكية في ما يُعرف بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT).

نقاط نظر حول علم النفس غير الطبيعي

يتعرض هذا المجال لبعض الانتقادات، منها عدم مراعاة الاختلافات الثقافية في تعريف السلوك الطبيعي وغير الطبيعي، وميل بعض الدراسات إلى تشخيص التغيرات الطبيعية في السلوك على أنها اضطرابات، وتركيز المنهج الطبي بشكل كبير على العوامل البيولوجية دون النظر إلى الصورة الشاملة.