مقدمة حول الأسلوب
الأسلوب، جمعها أساليب، يشير لغويًا إلى الطريق أو الفن الذي يسلكه المرء في التعبير عن أفكاره ومشاعره. واصطلاحًا، هو الطريقة التي يعبر بها الشخص عن تفكيره أو تعبيره، أي بمعنى التعبير اللفظي الذي يعكس نظم الكلام أو المعاني. يتجلى الأسلوب في ثلاثة أنواع رئيسية: الأسلوب الأدبي، والأسلوب العلمي، والأسلوب الخطابي، ولكل منها خصائصه المميزة.
استعراض تفصيلي لأنواع الأساليب
لكل نوع من أنواع الأسلوب خصائصه الفريدة التي تميزه عن غيره. فيما يلي تفصيل لكل نوع:
الأسلوب الأدبي: جمال اللغة
يُعرف الأسلوب الأدبي بأنه الأسلوب الذي يستخدمه الشعراء في قصائدهم والكتاب في أعمالهم الأدبية المتنوعة، مثل القصص، والمقالات، والرسائل، والخطب، والمسرحيات. يتكون هذا الأسلوب من عدة عناصر أساسية تشمل: المعاني، والألفاظ، والعاطفة، والصور الشعرية، والأفكار. يتميز الأسلوب الأدبي بعدد من الخصائص والسمات، أبرزها:
- أناقة الصياغة، واختيار الألفاظ بدقة متناهية.
- التركيز على الموضوعات الأدبية التي تبتعد عن الطابع العلمي الصرف.
- استخدام المحسنات البلاغية التي تشمل علم البديع وعلم المعاني، لإضفاء جمالية على النص.
- توظيف الصور الخيالية التي يزخر بها علم البيان، لإثراء النص وإضافة عمق للمعاني.
- الابتعاد عن استخدام الأرقام والحقائق والمصطلحات العلمية الدقيقة.
- إضفاء المتعة الأدبية على القارئ من خلال اللغة الجميلة والتعبيرات المؤثرة.
- التنوع في الأساليب بين الأسلوب الخبري والأسلوب الإنشائي، وذلك لتحقيق أغراض بلاغية متعددة.
- إبراز شخصية الكاتب من خلال أهوائه وثقافته وآرائه، مما يضفي على النص طابعًا شخصيًا.
الأسلوب الأدبي يسعى لإثارة المشاعر والتأثير في القارئ من خلال استخدام اللغة بطريقة فنية وإبداعية.
الأسلوب العلمي: دقة ووضوح
يُعرف الأسلوب العلمي بأنه الأسلوب الذي يعتمد على صياغة العلوم المجردة، مثل علم الرياضيات، وعلم الطب، وعلم الهندسة، وعلم الفيزياء. يتكون هذا الأسلوب من ركنين أساسيين هما: المعاني، والأفكار. يتميز الأسلوب العلمي بعدد من الخصائص والسمات، منها:
- تحديد الأفكار بوضوح ودقة، وتجنب الغموض والالتباس.
- التركيز على الموضوعات العلمية البحتة التي تعتمد على الحقائق والأدلة.
- استخدام الألفاظ بدقة عالية، مع مراعاة دلالاتها العلمية المحددة.
- الاعتماد على المصطلحات والحقائق والأرقام في الأسلوب البحثي.
- التجرد من المشاعر والعواطف، والتركيز على الموضوعية في العرض.
- الابتعاد عن استخدام المحسنات البديعية والصور الخيالية، والتركيز على الوضوح والدقة.
- مخاطبة العقل والمنطق، وتقديم الأدلة والبراهين المقنعة.
- إخفاء شخصية الباحث، والتركيز على الحقائق العلمية المجردة.
- تنظيم الأفكار وترتيبها بشكل منطقي، وتسلسل المعاني والمصطلحات.
- توثيق المعلومات بالأدلة والبراهين المنطقية، لدعم صحة النتائج.
- الالتزام بالأسلوب الحقيقي الذي يعكس الواقع كما هو، دون تزييف أو تحريف.
ينقسم الأسلوب العلمي إلى قسمين رئيسيين:
- الأسلوب العلمي البحت: وهو الذي يهتم بعرض الحقائق العلمية دون الاهتمام بجمال وأناقة اللفظ والتعبير.
- الأسلوب العلمي المتأدب: وهو الذي يقوم على وضع الحقائق العلمية في عبارة ذات جمال وأناقة في اللفظ والتعبير، مع الحفاظ على الدقة العلمية.
الأسلوب الخطابي: فن الإقناع
يُعرف الأسلوب الخطابي بأنه الأسلوب الذي يعتمد على قوة الألفاظ والمعاني لإثارة المخاطبين والتأثير فيهم. يجب أن يتمتع الخطيب بالقوة والجرأة والثقة بالنفس والثقافة الواسعة، بالإضافة إلى نبرة صوت قوية ومسموعة، وإتقان إيماءات الوجه وإشارات الجسم. يتميز الأسلوب الخطابي بعدد من الخصائص والسمات، منها:
- اختيار الكلمات التي لها رنين قوي وتأثير في النفوس، أي اختيار الكلمات الجزلة والفصيحة.
- إظهار مواطن الوقف التي تمتاز بالقوة وشفاء النفس، لإضفاء تأثير على الخطاب.
- استخدام التكرار، وضرب الأمثال، واستخدام المرادفات، لترسيخ المعاني في أذهان المستمعين.
- التنويع في ضروب التعبير، أي التنقل من الاستفهام إلى الاستنكار، والتعجب، لإضفاء حيوية على الخطاب.
الهدف من الأسلوب الخطابي هو إقناع الجمهور بوجهة نظر معينة أو حثهم على اتخاذ إجراء معين.